يوجد العديد من العوامل التي ساهمت في تغير المناخ، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغير في أنماط الطقس المختلفة، الأمر الذي أثر على جوانب حياة الإنسان المختلفة، وفي هذا المقال سنناقش أبرز تلك العوامل بالتفصيل.


التغيّر في قوة الأشعة الشمسية

تمر الطاقة الشمسية من الفضاء حتى تصل إلى الغلاف الجوي للأرض، وهناك يعترض الغلاف الجوي جزءاً بسيطاً من هذه الأشعة فيما يصل الباقي إلى سطح الأرض؛ وفي هذه المرحلة تعكس الأرض جزءاً من هذه الأشعة إلى الفضاء مرةً أخرى، فيما يمتص الغلاف الجوي باقي هذه الأشعة، ويُذكر أنّ إنتاج الشمس للطاقة لا يُعد ثابتاً؛ حيث يتغير بمرور الوقت وهو ما يتسبّب في إحداث بعض التغيّرات المناخية.[١]


ومع ذلك، ووفقاً للدراسات، فإنّ التغيّرات الحاصلة في الطاقة الشمسية كان لها دور ضئيل في التغيّرات المناخية التي لوحظت في العقود الأخيرة.[٢]


النشاط البركاني

تلعب البراكين دورًا ملحوظًا في تغيّر المناخ، حيث تُطلق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون منذ حدوثها في الماضي وحتى الآن، كما يمكن لبعض الانفجارات البركانية أن تُلقي ببعض الجسيمات مثل؛ ثاني أكسيد الكبريت (SO2) في الغلاف الجوي العلوي، حيث تكون هذه الجسيمات مسؤولة عن عكس كمية كبيرة من الإشعاع الشمسي إلى الفضاء، وهو ما ينتج عنه تبريد لسطح الكوكب لعدة سنوات.[٢]


وبالرغم من ذلك، فإنّ التغيّرات الحاصلة في المناخ بفعل الأنشطة البركانية لا تُعد تغيرات طويلة المدى، حيث إنّ الجسيمات التي تُطلقها البراكين تبقى في الغلاف الجوي لفترة أقصر بكثير من غازات الدفيئة، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الغازات المُنبعثة من الأنشطة البشرية تزيد عن 100 ضعف من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث من البراكين سنوياً.[٢]


ظاهرة الاحتباس الحراري

تحبس بعضُ الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض الحرارة وتمنعها من النفاذ إلى الفضاء، حيث تعمل هذه الغازات كغطاء أو كطبقة ترفع درجة حرارة الأرض، كما تمتص غازات الدفيئة جزءاً من الأشعة تحت الحمراء القادمة من الشمس، بدلاً من السماح لها بالنفاذ إلى الفضاء، وهو ما ينتج عنه إطلاق الغلاف الجوي للإشعاعات في جميع الاتجاهات، مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهذا ما يُعرف باسم ظاهرة الاحتباس الحراري.[٣]


ويُشار إلى أنّ مصدر هذه الغازات يتنوع بين مصادر طبيعية وأخرى بشرية، ففي الطبيعة يتواجد غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروس بشكل طبيعي في الغلاف الجوي، ولكنّ بعض الغازات الأخرى مثل؛ مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) فإنّها لا تأتي إلا من الأنشطة البشرية.[٣]


ويُذكر أنّ بقاء غازات الدفيئة بمستوياتها الطبيعة لا يؤثر بشكل سلبي على درجة حرارة الأرض، ولكنّ ارتفاع نسبة الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل كبير، وهو ما يؤثّر بشكل أساسي على تغيّر المناخ.[٣]


مصادر الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري

يُعد النشاط البشري المسؤول الأكبر عن تغيّر المناخ، حيث ساهمت الأنشطة البشرية في رفع نسبة غازات الدفيئة إلى مستويات عالية، وفيما يأتي توضيح لأبرز الأنشطة البشرية المسبّبة لانبعاث هذه الغازات:[٤]

  • الصناعة

تُعتبر المصانع والمنشآت مصادر مهمة لغازات الاحتباس الحراري، حيث تأتي معظم هذه الانبعاثات من تصنيع المواد الأساسية المحتوية على الكربون مثل؛ المواد الكيميائية الأساسية، والحديد، والصلب، والأسمنت، والورق، والزجاج، وهو ما ينتج عنه حرق كميات كبيرة من الطاقة، ومن ناحية أخرى فإنّ المصانع القديمة تشهد تسريباً كبيراً للغازات، وهو ما يساهم في تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري.

  • تكرير النفط والغاز

إنّ عملية استخراج وتصنيع النفط والغاز تشهد انبعاثات كبيرة للغازات ابتداءً من استخراجها (الحفر في الأرض) ونقلها وتكريرها إلى استهلاكها (حرقها كوقود).

  • إزالة الغابات

تساعد الأشجار في تنظيم المناخ عن طريق امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ولكن عندما تُقطع هذه الأشجار فإنّ ذلك يُؤدي إلى إطلاق الكربون المخزّن في الأشجار في الغلاف الجوي، مما يزيد من تأثير الاحتباس الحراري.[٥]

  • استخدام الأسمدة

تُطلق الأسمدة المحتوية على النيتروجين انبعاثات من أكسيد النيتروس، وهو أحد غازات الدفيئة.[٥]

المراجع

  1. "What causes the Earth's climate to change?", British Geological Survey, Retrieved 17/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Causes of Climate Change", U.S. Environmental Protection Agency, 19/8/2022, Retrieved 17/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Causes of climate change", metoffice, Retrieved 17/1/2023. Edited.
  4. Jeff Turrentine (13/9/2022), "What Are the Causes of Climate Change?", Natural Resources Defense Council, Retrieved 17/1/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Causes of climate change", European Commission , Retrieved 17/1/2023. Edited.