ساهمت العديد من العوامل الطبيعية والبشرية في إحداث تغيّر في المناخ، إذ تُشير الدراسات إلى أنّ تغيّر المناخ بدأ منذ زمن بعيد، حيث يظهر ذلك بوضوح في السجل الجيولوجي للأرض؛ ولكنّ المعدل السريع وحجم التغير المناخي الذي يحدث الآن يُشكّل مصدر قلق كبير في جميع أنحاء العالم،[١] وإذا كنت ترغب بمعرفة المزيد حول كيفية حدوث التغير المناخي فتابع قراءة المقال حتى تتطلع على ذلك.


الاحتباس الحراري

تُعد ظاهرة الاحتباس الحراري إحدى الظواهر الرئيسية المسؤولة عن تغيّر المناخ، حيث تعمل بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض عملاً مشابهاً للزجاج الموجود في الدفيئة، إذ تحبس الإشعاع الحراري وتمنعه من الرجوع مرةً أخرى إلى الفضاء، وهو ما يتسبب في نشوء ما يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global warming‏).[٢]


ويُشار إلى أنّ الأنشطة البشرية زادت نسبة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي منذ نشوء الثورة الصناعية، مما أدى إلى الاحتفاظ بمزيد من الحرارة ونتج عن ذلك تغيّر في المناخ،[١] وفيما يأتي توضيح لأبرز الأنشطة البشرية التي ساهمت في زيادة الغازات المُسبّبة للاحتباس الحراري:[٣]

  • حرق الوقود الأحفوري

يساهم حرق الوقود الأحفوري في تراكم غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، حيث إنّ الوقود الأحفوري -مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي- يحتوي على نسبة عالية من الكربون، وعند احتراقه فإنّه ينتج كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، فمثلاً إنّ عملية احتراق 4 لتر من البنزين تُطلق حوالي 9 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

  • إزالة الغابات

إنّ عملية قطع الأشجار وإزالة الغابات تُطلق الكربون المخزّن -في الأشجار- في الهواء، وتشير التقديرات إلى أنّ إزالة الغابات بسبب قطع الأشجار أو الحرائق يتسبّب في إطلاق نحو 8,100 مليون كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يُعادل أكثر من 20% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.[٤]

  • أنشطة أخرى

تُعدّ الأسمدة مصدراً رئيسياً لانبعاثات غاز أكسيد النيتروس، كما أنّ بعض العمليات الصناعية تُطلق غازات مفلورة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ إنشاء الطرق يساهم في تغيير قدرة سطح الأرض على عكس الأشعة، مما يؤدي إلى إحداث تغييرات في المناخ.[٤]


تغيّر في الإشعاع الشمسي

يمكن أن تؤثر التغييرات في مجموع الطاقة الشمسية على شدة الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض، وبالرغم من أنّ هذه التغيّرات الحاصلة في الإشعاع الشمسي يمكن أن تؤدي إلى إحداث تغيّر في المناخ، إلّا أنّها لعبت دورًا ضئيلًا في التغيّرات المناخية التي لوحظت في العقود الأخيرة، حيث تقيس الأقمار الصناعية كمية الطاقة التي تتلقاها الأرض من الشمس منذ عام 1978 م، ولا تُظهر هذه القياسات أيّة مؤشرات في مساهمة الطاقة الشمسية في ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض.[٥]


البراكين

يتسبّب النشاط البركاني في إطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما يُمكن لبعض الانفجارات البركانية أن تُلقي بجسيمات وتنشرها في الغلاف الجوي، وهو ما قد يؤثر على عكس بعض الإشعاع الشمسي وبالتالي التأثير على المناخ.[٥]


ومع ذلك فقد خَلُصَت الدراسات إلى أنّ هذه الجسيمات لا تُسبّب تغيرًا مناخيًا طويل المدى؛ لأنها تبقى في الغلاف الجوي لفترة أقصر بكثير من غازات الدفيئة، ومن ناحية أخرى فإنّ الأنشطة البشرية تساهم في رفع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تفعله البراكين بعشرات الأضعاف.[٥]


ملاحظة: تُساهم العمليات الطبيعية مثل النشاط البركاني، والإشعاع الشمسي، وتغيّر مدار الأرض حول الشمس، في إحداث تغييرات على المناخ،[٦]ومع ذلك فإنّ هذه العمليات قد تُفسّر التغيرات المناخية قبل حدوث الثورة الصناعية في القرن 18 م، ولا يمكن تفسير التغيّرات المناخية التي تلي الثورة الصناعية بالأسباب الطبيعية وحدها.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "Why is climate change happening and what are the causes?", U.S. Geological Survey, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  2. " Causes of climate change", European Commission , Retrieved 18/1/2023. Edited.
  3. "Climate Change", National Wildlife Federation, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  4. ^ أ ب Melissa Denchak ,Jeff Turrentine (1/9/2021), "What Is Climate Change?", Natural Resources Defense Council, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Climate Change Science", U.S. Environmental Protection Agency, 19/8/2022, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  6. "Causes of climate change", canada, 28/3/2019, Retrieved 18/1/2023. Edited.