أسباب تغير المناخ

يُعبّر التغيّر المناخي عن حدوث تباين كبير في متوسط ​​الأحوال الجوية، إذ قد يُصبح المناخ أكثر دفئًا أو رطوبة أو جفافاً، وذلك على مدى عدة عقود أو أكثر، حيث يُشير التغيّر المناخي إلى تغييرات مناخية طويلة المدى تختلف عن التقلّبات الطبيعية للطقس، ومن أبرز الدلائل على وجود تغيّر مناخي؛ العواصف الشديدة، والفيضانات العارمة، والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.^[١] وفي هذا المقال سنعرض أبرز أسباب التغير المناخي.

الأنشطة البشرية

تُعد الأنشطة البشرية السبب الرئيسي لتغيّر المناخ،^[٢]وذلك من خلال إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الهواء، إذ تُشير الدراسات إلى أنّ نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الغلاف الجوي هي الأعلى منذ مليوني سنة ماضية،^[٣]وفيما يأتي توضيح لأبرز الأنشطة البشرية التي تُساهم في إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى:

وسائل النقل

تُعد السيارات والشاحنات والسفن والطائرات المُستخدمة لنقل الأفراد والبضائع مصدراً رئيسياً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث يؤدي حرق الوقود المُصنّع من البترول في المحركات إلى إطلاق كميات كبيرة جداً من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.^[٤]

إنتاج وحرق النفط والغاز

يَصدر عن عمليات إنتاج واستهلاك النفط والغاز انبعاثات في كل مرحلة من هذه المراحل، حيث إنّ الأمر غير مقتصر على البواعث الناتجة من احتراقها كوقود فقط، ولكنّ عملية استخراجها من حفر وتكسير ونقل وتكرير تُنتج بواعث كثيرة أيضاً أهمّها؛ غاز الميثان، والذي يُساهم في حبس الحرارة بشكل كبير جداً خلال أول 20 سنة من إطلاقه في الغلاف الجوي.^[٤]

أساليب الزراعة الحديثة

تُساهم أساليب الزراعة الحديثة في زيادة غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، حيث يشتهر قطاع الزراعة بشكل خاص بإنتاجه كميات كبيرة من أكسيد النيتروس وغاز الميثان، وهي غازات لها تأثير كبير في حبس الحرارة، ويُذكر أنّ من أبرز الممارسات الزراعية التي تتسبّب في انبعاث هذه الغازات؛ استخدام الأسمدة الكيماوية، وبعض ممارسات إدارة المحاصيل التي تعطي الأولوية للإنتاجية العالية على صحة التربة.^[٤]

إزالة الغابات

يقوم الأفراد بإزالة الغابات من خلال قطع الأشجار أو حرقها بهدف جمع الأخشاب أو التعدين أو غير ذلك،^[٥]ويُشار إلى أنّ ذلك يؤثر على التغيّر المناخي من ناحية أنّ الأشجار والنباتات تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي، وينتج عن قطعها زيادة نسبة الغاز في الغلاف الجوي نظراً لقلة الأشجار والنباتات القادرة على امتصاصه وتخزينه، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأشجار تُطلق الكربون الذي خزّنته عند حرقها.^[٣]

العمليات الطبيعية

بالرغم من أنّ السبب الرئيسي لتغيّر المناخ يعود إلى النشاط البشري إلا أنّ هناك الكثير من العمليات الطبيعية التي تساهم في إحداث تغييرات في نظام المناخ؛ ومن أبرز هذه العمليات ما يأتي:

الإشعاع الشمسي

ساهم تغيّر الطاقة المُنبعثة من الشمس تجاه الأرض في رفع درجة حرارة الأرض في الماضي، وبالرغم من ذلك، فإنّ مساهمة هذه العملية في تغيّر المناخ تُعد محدودةً، إذ إنّه ومن المتوقع أنّ أي زيادة في الطاقة الشمسية ستؤثر في الغلاف الجوي بأكمله، ولكنّ الأبحاث تُشير إلى أنّ تأثيرها لم يتعدَ الطبقة السفلية من الغلاف الجوي فقط.^[٣]

الانفجارات البركانية

إنّ للانفجارات البركانية تأثيراً سلبياً وإيجابياً في ذات الوقت؛ إذ ينتج عن الانفجارت ما يُسمّى بجسيمات الهباء الجوي (بالإنجليزية: aerosol particles) التي تُساهم في تبريد الأرض، وفي ذات الوقت فإنّ البراكين تُطلق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يرفع درجة حرارة الأرض، ومع ذلك، فإنّ غاز ثاني أكسيد الكربون المُنبَعث من البراكين أقل بـ 50 مرة من الغاز المُنبَعث من الأنشطة البشرية.^[٣]

انعكاس الأشعة الشمسية

تعتمد كمية الأشعة الشمسية التي تمتصها الأرض أو تعكسها على الأجسام الموجودة على سطح الأرض وعلى الغلاف الجوي، حيث تميل الأجسام والأسطح المظلمة، مثل المحيطات والغابات إلى امتصاص الأشعة الشمسية بكمية كبيرة، فيما تميل الأجسام والأسطح ذات الألوان الفاتحة، مثل الثلج، إلى عكس الأشعة، ومن هنا فإنّ التغيرات الطبيعية التي حدثت في سطح الأرض، مثل ذوبان الجليد، ساهمت في تغيير قدرة الأرض على عكس وامتصاص الأشعة وهو ما يؤثر في التغيّر المناخي.^[٦]