كيف يؤثر سلوك المستهلك على تغير المناخ؟
يُمكن لعادات الأفراد في الاستهلاك التأثير على التغييرات المناخية من خلال ما يأتي:[١]
- أدى التصنيع إلى زيادة في إنتاج السلع في جميع أنحاء العالم في العقود القليلة الماضية، حيث شمل ذلك نموًا كبيراً للشركات، وبالتالي زيادة النزعة الاستهلاكية (رغبة الأفراد في الحصول على السلع والخدمات)، ويُشار إلى أنّ زيادة معدلات الإنتاج وما يترتب على ذلك من استهلاك للسلع غير الأساسية قد أثّر سلبًا على البيئة؛ مما أدى إلى تغير المناخ.
- أدى زيادة الطلب على المنتجات والاستهلاك العالي إلى تراكم النفايات بشكل غير مسبوق وهو ما أدى إلى التلوث وتدهور النظم البيئية الطبيعية في الأرض.
- تؤدي زيادة الطلب على الأطعمة المختلفة وإهدار الطعام والحاجة الدائمة إلى إنتاج واستهلاك الغذاء إلى الإضرار بالبيئة، ويُشار إلى أنّ تقليل المستهلكين من الطعام المهدور والطلب المتزايد على المنتجات الحيوانية والألبان يُخفف من الطلب المتزايد على قطاع الزراعة، والذي يُساهم بنسبة 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمي.[٢]
- يرتبط سلوك الأفراد والحاجة إلى الشراء والاستهلاك بارتفاع متوسط الدخل، حيث إنّ النزعة الاستهلاكية تكون أعلى بكثير في البلاد الغنية مقارنةً بالبلاد الأخرى، ويُمكن ترجمة ذلك عملياً بأنّ التأثيرات البيئية الناتجة عن ارتفاع نسبة الاستهلاك في هذه الدول تبلغ 5.5 ضعف من متوسط التأثيرات البيئية العالمية.[٣]
ملاحظة: تشير بعض الدراسات إلى أنّ هناك توجهات كبيرة لدى المستهلكين في التخفيف من الاستهلاك للتقليل من أثر ذلك على التغييرات المناخية، ومع ذلك، فإنّه لا تزال هناك فجوة بين الرغبة والواقع، وذلك لأنّ أنماط الاستهلاك دُمجت في ثقافة الإنسان منذ الثورة الصناعية تقريباً، أيّ أن أي تغيير يتطلب إصلاحًا شاملًا للثقافة بأكملها، بالإضافة إلى ذلك فإنّ إحداث أي تغيير في الاستهلاك من شأنه أن يضر بالاقتصاد العالمي، وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضاً.[١]
أمثلة على الدراسات والإحصائيات التي توضح أثر الاستهلاك على تغير المناخ
فيما يأتي ذكر لذلك:[٤]
- وفقاً لدراسة أجريت عام 2015 م، فإنّ إنتاج واستخدام السلع والخدمات المنزلية كان مسؤولاً عن 60% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
- بشكل عام، تساهم المنتجات والأشياء التي يستهلكها الأفراد يومياً بـ 45% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- وفقًا لبعض الدراسات، فإنّ 80% من التأثيرات البيئية للنزعة الاستهلاكية لا يأتي من السلوكيات المباشرة للأفراد مثل قيادة السيارات أو الاستحمام لفترة طويلة، ولكن من مصادر غير مباشرة لها علاقة بالإنتاج والتصنيع والتوريد والعادات الأخرى، فمثلاً كمية الماء التي تدخل في تحضير البيتزا المجمدة، أكثر بكثير من كمية المياه المهدورة في الاستحمام وغسيل الأطباق.[٣]
- تُعد الصين مسؤولةً عن 28% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وذلك لكثرة المواد الاستهلاكية المصنوعة في الصين.[٥]
- وفقاً لبعض الدراسات، فإنّ 10% من أغنى المستهلكين في العالم يساهمون بـ 44% من انبعاثات الكربون المرتبطة بالاستهلاك.[٦]
كيف يُمكن للمستهلك التقليل من تأثير ظاهرة التغير المناخي؟
فيما يأتي بعض الممارسات والتوصيات التي يُمكن اتباعها للتقليل من أثر الاستهلاك على المناخ:[٧]
- يُنصح باختيار المنتجات الموسمية الطازجة التي تُزرع محليًا؛ للتقليل من انبعاثات الكربون التي تحتاجها بقية المنتجات في عمليات النقل والحفظ والتبريد المطولة.
- عند السفر، يُنصح بالركوب في الدرجة الاقتصادية، حيث إنّ تأثير درجة الأعمال بيئياً يبلغ 3 أضعاف الدرجة الاقتصادية.
- يُنصح بالاستغناء عن السيارات الشخصية واستبدال ذلك بالدرجات أو المشي أو استخدام وسائل النقل العام، وفي حال كان الشخص يحتاج إلى استخدام واقتناء السيارة الشخصية، فينصح باستخدام السيارات الكهربائية أو الهجينة الصديقة للبيئة.
- يُنصح بالتقليل من استهلاك الطاقة منزلياً، وذلك من خلال عزل المنزل جيداً للتقليل من الطاقة المفقودة.
- يُنصح بتجنّب هدر الطعام، وشراء المنتجات التي تُستخدم لمرة واحدة، ومحاولة تدوير المنتجات قدر الإمكان.
المراجع
- ^ أ ب "CONSUMERISM AND ITS EFFECT ON CLIMATE CHANGE", peachyessay, Retrieved 26/1/2023. Edited.
- ↑ "Consumerism and Climate Change: How the Choices You Make Can Help Mitigate the Effects of Climate Change", United Nations, Retrieved 26/1/2023. Edited.
- ^ أ ب Suzanne Jacobs, "Consumerism plays a huge role in climate change", grist, Retrieved 26/1/2023. Edited.
- ↑ RENEE CHO (16/12/2020), basic needs are met,climate-changing greenhouse gas emissions. "How Buying Stuff Drives Climate Change", columbia climate school, Retrieved 26/1/2023. Edited.
- ↑ "Cooling consumerism could save the climate", theguardian, Retrieved 26/1/2023. Edited.
- ↑ Homi Kharas (23/11/2021), "Missing from COP26: Lifestyle choices of middle-class and rich consumers", brookings, Retrieved 26/1/2023. Edited.
- ↑ "9 things you can do about climate change", Imperial College London, Retrieved 26/1/2023. Edited.