ما هو أثر الغازات المفلورة على تغير المناخ؟

تُعرف الغازات المفلورة (بالإنجليزية: Fluorinated gases) أيضًا باسم الغازات F (بالإنجليزية: F-gases) وهي عبارة عن مجموعة من الغازات الاصطناعية التي تحتوي على ذرات عنصر الفلور، والتي تُستخدم عادةً في مجموعة متنوعة من التطبيقات الصناعية، بما في ذلك التبريد، وتكييف الهواء، والعزل، وصناعة الإلكترونيات، وغيرها العديد، ومن أشهر الأمثلة على الغازات المفلورة؛ الهيدروفلوروكربونات (HFCs)، والبيرفلوروكربونات (PFCs)، وسداسي فلوريد الكبريت (SF6)، وثلاثي فلوريد النيتروجين (NF3).[١]


تؤثر انبعاثات الغازات المفلورة على تغير المناخ بشكلٍ كبير، على الرغم من أن تركيزاتها تكون منخفضةً نسبيًا في الغلاف الجوي مقارنة بتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، الذي يعد غازًا رئيسيًا من غازات الاحتباس الحراري المؤدية لتغير المناخ، وفيما يأتي توضيح لكيفية تأثير الغازات المفلورة في تغير مناخ كوكب الأرض:[١][٢][٣]


زيادة احتمالية حدوث الاحترار العالمي

تتمتع الغازات المفلورة بقيم GWP عالية، وهذا يعني أن لديها قدرة أكبر على الاحتجاز الحراري لكل جزيء مقارنة بجزيئات غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، على سبيل المثال، تتمتع بعض الهيدروفلوروكربونات (HFCs) التي تعد واحدة من الغازات المفلورة؛ بقيم GWP تفوق آلاف المرات تقريبًا القيم التي يمتلكها غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذا يجعلها تساهم بقوة في حدوث ظاهرة الاحترار العالمي.


فترات حياة طويلة في الغلاف الجوي

تتمتع العديد من الغازات المفلورة بفترات حياة طويلة جداً في الغلاف الجوي، مما يعني أن وجودها يمكن أن تستمر في الغلاف الجوي لعقود إلى قرون من الزمن، وخلال هذه الفترة، يستمر تأثيرها في التسبب في الارتفاع في درجات حرارة كوكب الأرض، على سبيل المثال، يصل عمر سداسي فلوريد الكبريت (SF6) في الغلاف الجوي إلى أكثر من 3000 سنة.


التأثير التراكمي

على الرغم من التركيز المنخفض للغابات المفلورة في الغلاف الجوي، إلا أن تأثيرها التراكمي على تغير المناخ يكون كبيرًا جدًا، بسبب قيمها العالية للـ GWP وفترات حياتها الطويلة، حتى إن إطلاقاً صغيراً لهذه الغازات يمكن أن يؤدي إلى آثار تدفئة كبيرة جدًا للكوكب.


التأثيرات التفاعلية

يمكن للغازات المفلورة أن تتفاعل مع غازات الدفيئة والمركبات الأخرى بطرق معقدة، على سبيل المثال، بعض الهيدروفلوروكربونات (HFCs) تسهم في استنفاد غاز الأوزون في الطبقة الستراتوسفير، والذي يؤثر بدوره بشكلٍ غير مباشر على أنماط المناخ.


الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالغازات المفلورة

مع التعرف على التأثير البيئي الكبير للغازات المفلورة، تتضمن الاتفاقيات الدولية مثل بروتوكول مونتريال وتعديلاته اللاحقة تخفيضاً للانبعاثات هذه الغازات، وفي نهاية المطاف القضاء على بعضها كليًا، وتسعى النسخة التعديلية لبروتوكول مونتريال التي وقعت في كيغالي إلى تقليل الهيدروفلوروكربونات (HFCs)، بهدف تجنب حتى 0.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي بحلول نهاية القرن الحالي.[٤][٥]


تشمل جهود التخفيف من تأثير الغازات المفلورة تطوير واعتماد مواد بديلة لها ذات قيم GWP أقل، وتحسين تصميم المعدات والأنظمة للحد من تسرب والانبعاثات هذه الغازات، وتقديم تقارير حول استخدامها، حيث يعد هذا أمرًا حاسمًا لتحقيق أهداف المناخ العالمية والحد من معدل ارتفاع درجة الحرارة العالمي.[٥][٤]



المراجع

  1. ^ أ ب "Overview of Greenhouse Gases", epa, Retrieved 13/8/2023. Edited.
  2. "Fluorinated greenhouse gases", climate.ec.europa, Retrieved 13/8/2023. Edited.
  3. "Fluorinated Greenhouse Gas Emissions and Supplies Reported to the GHGRP", epa, Retrieved 13/8/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Fluorinated gases regulation and climate warming", epha, Retrieved 13/8/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Questions and Answers: New rules proposed on fluorinated greenhouse gases and ozone depleting substances", ec.europa, Retrieved 13/8/2023. Edited.