يتأثر مناخ الأرض بمجموعة من العوامل الطبيعية التي تتحكم فيه، وهذا يعد أمرًا طبيعيًا، فطالما كان لميل الأرض المحوري، وكمية الطاقة المنبعثة من الشمس، ودورات التبريد والحرارة الطبيعية للمحيطات وتياراتها، وتغير ثوران البراكين تأثيراً في التغيرات المناخية، وفيما يلي توضيح لأبرز أسباب تغير المناخ الطبيعية التي لا علاقة للنشاط البشري بها.[١]


انفجار البراكين

بعكس المتوقع، إن انفجار البراكين يسبب تبريدًا مؤقتًا في المناخ، وهذا نتيجة انبعاثات البركان من السحب المليئة بالرماد والغبار والجزيئات الصغيرة التي تقوم بحجب أشعة الشمس، ممّا يخفض من درجات الحرارة، إلا أن تأثير تبريد البراكين لا يدوم طويلًا، وذلك نظرًا لثقل جزئيات الرماد الصاعدة منه، وسقوطها من الغلاف الجوي إلى الأرض خلال أشهر قليلة، كما يجدر الذكر أن البراكين تنتج ثنائي أكسيد الكبريت الذي يعد من ملوثات الغلاف الجوي.[٢][٣]


تساهم البراكين في التغير المناخي من خلال إطلاقها لثنائي أكسيد الكبريت الذي قد يتحد مع بخار الماء والغبار في الجو، فيشكل الهباء الجوي من الكبريتات، ليقوم هذا الهباء بالبقاء في الجو وعكس ضوء أشعة الشمس، نظرًا لخفته وقدرته على البقاء في الغلاف الجوي لسنة أو أكثر، ممّا يساهم في خفض درجات الحرارة، ويجدر الذكر أن انفجار البركان ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون، إلا أنه ينبعث من البركان بنسبة قليلة جدًا مقارنة مع نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من الأنشطة البشرية، والمتسببة في الانحباس الحراري.[٢]


تيارات المحيطات

تتمثل تيارات المحيطات بالحركة المستمرة للمحيط بشكل أفقي ورأسي، وعلى المستوى المحلي أو العالمي، وتعد تيارات المحيطات عنصرًا أساسيًا في نظام المناخ، سواء كانت على سطح الأرض، أو في عمق المحيط بما لا يقل عن 300م، فهو مرتبط بالرياح ودوران الأرض والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى ارتباطه بظاهرة المد والجزر وتغير كثافة الماء.[٤]


تتحرك مياه المحيطات نتيجة تغير كثافة مياه البحار باختلاف درجة حرارتها أو مستوى ملوحتها، وهذا ما يعرف بالدورة الحرارية الملحية أو حزام النقل العالمي (The global conveyor belt) فيسبب دوران مياه المحيط تيارات سطحية تنقل المياه الأقل كثافة إلى القطبين بعيدًا عن خط الاستواء، أما المياه الأعلى كثافة، فتقوم بنقلها إلى خط الاستواء بعيدًا عن القطبين، لتعلب دورة المحيطات دورًا في توزيع الطاقة الحرارية، وبالتالي تنظيم المناخ.[٤]


التغيرات المدارية للأرض

تدور الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام في مدار دائري يميل محوره بدرجة 23.5 تقريبًا بالنسبة لمستواه العمودي، إلا أنْ وجد العلماء أن هذا المدار يتغير اتجاهه تدريجيًا وبشكل طفيف لا يُلاحظ إلا على مدى آلاف السنين.[٥][٦]


ولكن، وبالرغم من التغيُر البسيط في ميل الأرض، إلا أن له تأثيراً واضحاً على تغير المناخ على مدار آلاف السنين، وخاصة على طبيعة الفصول؛ فزيادة ميل الكرة الأرضية وقربها من الشمس يساهم في جعل الصيف أكثر دفئًا، والشتاء أكثر برودة، أما ميل الأرض الطفيف، فيساهم في جعل الصيف أكثر برودة، والشتاء أكثر اعتدالًا.[٥]

المراجع

  1. "Natural vs anthropogenic climate change", energyeducation, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "NATURAL CLIMATE CHANGE", gml.noaa, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  3. ash falls rapidly from,potential to promote global warming. "Volcanoes Can Affect Climate", usgs, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "NOAA Ocean Explorer Climate", coastal.ca, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  5. ^ أ ب Earth's orbit,-The Earth's orbit&text=At other times, the ellipse,the length of the seasons. "What causes the Earth's climate to change?", bgs.ac, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  6. the Earth's axis is,its orbit around the sun. "Orbital Variations", earthobservatory.nasa, Retrieved 24/1/2023. Edited.