هدف الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية

الاحترار العالمي، المعروف أيضًا بالاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global warming) هو تلك الزيادة، طويلة المدى، والتدريجية، والتي يتعرض لها متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي لكوكب الأرض، نتيجة قيام الغازات التي تنبعث من مختلف الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، بحبس حرارة الإشعاع الشمسي، وبالتالي التسبب بارتفاع درجات الحرارة،[١] وقد تسببت هذه الظاهرة بالفعل في رفع درجة حرارة عالمنا اليوم بأكثر من 1.1 درجة مئوية، وبسبب التداعيات الخطيرة المصاحبة لظاهرة الاحترار العالمي، فقد وضع العالم صوب عينيه هدف إبقاء الاحترار العالمي تحت عتبة 1.5 درجة مئوية،[٢] والذي يُمكن تعريفه على أنه هدف، ذو صلة بالمناخ، يتعاون المجتمع العالمي لتحقيقه، وتنص عليه العديد من الاتفاقيات العالمية، ويُسعى من خلاله إلى الحد من الاحترار العالمي، والإبقاء عليه في حدود 1.5 درجة مئوية، من خلال الوصول بحلول العام 2050 إلى صافي الانبعاثات الصفري (بالإنجليزية: Net zero)، والذي تُعرفه الأمم المتحدة على أنه خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) إلى مستوىً يكون أقرب ما يكون من الصفر، إلى جانب إعادة امتصاص بقايا الانبعاثات في الغلاف الجوي من قبل المحيطات والغابات وغيرها، هذا ولا بدّ أن ينجح العالم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بحلول العام 2030 بنسبة 45% حتى يتمهد الطريق أمامه لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050.[٣][٤]


أهمية تحقيق هدف الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية

نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (بالإنجليزية: Intergovernmental Panel on Climate Change) التابعة للأمم المتحدة تقريرًا خاصًا بعنوان "الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية"، يتعلق بهدف الإبقاء على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، وغيرها من المواضيع ذات الصلة به، ومن أبرز ما جاء في التقرير الأمور التي ستترتب على الإبقاء على الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية، وتفادي وصوله إلى درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي تلتزم به الحكومات الموقعة لأول اتفاق عالمي له صلة بالمناخ، ألا وهو اتفاق باريس للمناخ (بالفرنسية: Accord de Paris)، وفيما يلي استعراضٌ لأهم النقاط الواردة في التقرير، والمتعلقة بأهمية تحقيق هدف الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية، ومنع وصوله إلى درجتين مئويتين، والتي تتناول الفرق بين تداعيات كل من 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين للاحترار العالمي:[٥][٦]

  • ستتفاقم الفيضانات، وموجات الجفاف، وموجات الحر عند عتبة درجتين مئويتين، أكثر مما ستتفاقم عليه عند حاجز 1.5 درجة مئوية.
  • أما مستوى سطح البحر؛ فتشير التوقعات إلى أنه سيرتفع بمقدار 10 سم في القرن الحالي، وذلك في ظل مواصلة الاحترار العالمي ارتفاعه بمقدار درجتين مئويتين.
  • سيُضاعف الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين بدلاً من 1.5 درجة مئوية من فقدان التنوع البيولوجي، وسيسبب انقراض 16% من النباتات، و 8% من الحيوانات الفقارية، و18% من الحشرات.
  • في ظل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين مقارنة بـ 1.5 درجة مئوية، فإنّ ما مساحته من 1.5 إلى 2.5 مليون كيلومتر مربع من التربة الصقيعية سيتعرض للذوبان في القرن الحالي، وذوبان التربة الصقيعية سيتسبب بانبعاث غاز الميثان، وهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
  • سيتسبب الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية في خفض وجود الشعاب المرجانية بنسبة تتراوح من 70 إلى 90%، في حين أنّ الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين سيقضي على وجودها بالكامل، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتحمض المحيطات.
  • سيُسبب الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين بدلاً من 1.5 درجة مئوية انتشارًا للأمراض الفتاكة التي سببها البعوض الحامل للأمراض، مثل الملاريا وحمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام).


توقعات بخصوص الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية

لا شكّ أنّ الإبقاء على الاحترار العالمي عند حاجز 1.5 درجة مئوية هو أفضل حل لإنقاذ عالمنا من تداعيات وكوارث تغير المناخ، غير أنّ من التقارير ما يُشير إلى أنّ هذا الهدف، الذي يُسعى لتحقيقه بموجب اتفاق باريس للمناخ، قد يكون تحقيقه أمرًا مستحيلاً؛ إذ إنّ انبعاثات غازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) ما زالت متواصلة، وبشكلٍ متزايد، وليس هناك رادعٌ يقف في وجهها، وهناك من يلقى اللوم في ذلك على عدة أمور، من أبرزها أنماط الاستهلاك عند الأفراد، واستجابات الشركات مع هذا الهدف، والتي لا تدعم تحقيق الإبقاء على الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية بشكلٍ كافٍ، بل إنها تبطئ من المساعي لتحقيق هذا الهدف المنشود، وعلى الرغم من وجود جهودٍ تسعى للتخفيف من الانبعاثات التي مصدرها الوقود الأحفوري، إلا أنّ الإزالة العميقة للكربون من الجو تجري ببطء شديد، أضف إلى ذلك أنّ العالم شهد في أعقاب جائحة فيروس كورونا انتعاشًا اقتصاديًا عزز من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفاقم من نسب الانبعاثات الصادرة، التي تؤدي دورًا محوريًا في رفع درجة حرارة الكوكب.[٧]


المراجع

  1. "What Is Global Warming?", palmetto, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  2. "We looked at 1,200 possibilities for the planet’s future. These are our best hope.", washingtonpost, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  3. "For a livable climate: Net-zero commitments must be backed by credible action", un, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  4. "Global Warming of 1.5 ºC", Intergovernmental Panel on Climate Change, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  5. Intergovernmental Panel on Climate Change, Global warming of 1,5 C, Page 1-32. Edited.
  6. "37 things you need to know about 1.5C global warming", climatechangenews, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  7. "We ‘won’t succeed’ in limiting global warming to 1.5 degrees Celsius", sustainability-times, Retrieved 16/4/2023. Edited.