تحمض المحيطات (Ocean acidification) هو انخفاض الأس الهيدروجيني (pH) للمحيطات على فترة طويلة من الزمن لتصبح أكثر حمضية، وذلك نتيجة امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون المتركز في الغلاف الجوي، ومع ازدياد الأنشطة البشرية وفقدان مساحات كبيرة من الغابات، يتوقع العلماء زيادة نسبة انخفاض الأس الهيدروجيني، ممّا سيتسبب في زيادة تحمض المحيطات، وفيما يلي سنعرض أهم التوقعات عن تحمض المحيطات في المستقبل.[١]


تحمض المحيطات

نتج تحمض المحيطات من زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري في الغلاف الجوي، ونظرًا لأن المحيطات تشكل نسبة عالية من مساحة الكرة الأرضية، فقد تأثرت بهذه الزيادة من خلال امتصاص المحيطات لحوالي 30% من نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو، ممّا زاد من تحمض المحيطات ومستوياتها.[١]


يحدث تحمض المحيطات نتيجة تفاعل المحيط مع ثاني أكسيد الكربون الممتص كيميائيًا، ممّا يتسبب في زيادة تركيز أيونات الهيدروجين وتقليل تركيز أيونات الكربونات، وبالتالي جعل مياه المحيط أكثر حمضية.[١]


التوقعات المستقبلية لتحمض المحيطات

تعتمد زيادة تحمض المحيطات في المستقبل على نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الجو، وهذا ما يحدده الأنشطة البشرية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري، وما إذا كان العالم سيتخذ إجراءات سريعة بهدف تقليلها أم لا، وهذا ما جعل العلماء يدرسون تحمض المحيطات في المستقبل في الحالتين.[٢]


في حال تم اتخاذ إجراءات وقائية من البشر للتقليل من نسب ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي والحد من زيادة درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين، يتوقع العلماء انخفاض حموضة سطح المحيط إلى ما يقارب 8.01 مع نهاية القرن الواحد والعشرين، وهذا يعني زيادة حمضية سطح المحيطات بما يعادل 1.5 مرة عمّا كانت عليه قبل الثورة الصناعية.[٢]


أما السيناريو الآخر، فهو استمرار الأنشطة البشرية كما هي دون اتخاذ أي إجراءات، وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في نهاية القرن الواحد والعشرين إلى حوالي 1000 جزء من المليون، وبالتالي انخفاض مستويات الأس الهيدروجيني العالمي لسطح المحيطات إلى 7.67 تقريبًا، والذي لم يتأكد العلماء من قدرة الحياة البحرية على التكيف مع هذه التغير.[٢]


حقائق عن تحمض المحيطات

كانت درجة حموضة (pH) سطح المحيطات قبل الثورة الصناعية متذبذبة بين 8.2-8.3 حسب درجة الحرارة على مدار ملايين السنين، إلا أن بدأت مشكلة تحمض المحيطات العالمية مع بدء ظاهرة الاحتباس الحراري خلال فترة الثورة الصناعية، إذ زادت حموضة سطح المحيط بنزول قيمة الأس الهيدروجيني للمياه من 8.2 إلى 8.1 في تلك الفترة، أي بما يقارب 30% لما كانت عليه، وذلك نتيجة امتصاص المحيطات لأكثر من 600 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل حوالي 25% من غاز ثاني أكسيد الكربون المتركز في الغلاف الجوي خلال الفترة من 1750م إلى 2015م.[٣][٤]


في عام 2006م، انخفضت الأس الهيدروجيني للمحيطات في بعض المناطق من 8.11 إلى 8.06، وهذا يعني تغيره بنسبة تزيد عن 30%، وبمعدل أسرع من 100 مرة مقارنة مع التغيرات التاريخية في تحمض المحيطات، نظرًا لأن مقياس الأس الهيدروجيني لوغاريثمي؛ أي أن الاختلاف في وحدته الواحدة يمثل تغيرًا بمقدار عشرة أضعاف.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "What is Ocean Acidification?", oceanservice.noaa, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Ocean Acidification, Today and in the Future", climate, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "Ocean acidification", eea.europa, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  4. "The Future of Ocean Acidification", ncei.noaa, Retrieved 24/1/2023. Edited.