يُشير مصطلح التغير المناخي (بالإنجليزية: Climate change) إلى التقلبات والتغيرات الخطيرة، التي تؤثر على عناصر المناخ، وتستمر لفترات زمنية طويلة، ومن الأمثلة على العناصر المتأثرة بهذه التغيرات: الرياح، والأمطار، ودرجات الحرارة، وتعتبر الأنشطة البشرية المُسبب الرئيسي للتغير المناخي، باعتبار أنها تُساهم في ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، وغازات الدفيئة الأخرى، المُسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي لكوكب الأرض،[١][٢] ومن الأمثلة على هذه الأنشطة: قطع الغابات، والصناعات، واستخدام المواصلات، وحرق الوقود الأحفوري،[٣] ويُعد التغير المناخي مشكلةً عالمية بسبب تأثيراتها الخطيرة على كوكب الأرض، بما في ذلك تسببها بذوبان الجليد في القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية، وذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع منسوب المياه، وزيادة حموضة المحيطات،[٤] وتوجد حلولٌ يمكن من خلالها مجابهة مشكلة التغير المناخي، وفيما يلي استعراضٌ لعددٍ منها:[٥][٦]


استبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة

يعتبر حرق الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط، والغاز الطبيعي، والفحم، مصدر الانبعاثات التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بنسبة تتجاوز 75%، كما تُسبب هذه الانبعاثات تلوثًا في البيئة، وأمراضًا، وتغيرًا في المناخ، ولهذا فإنّ أحد الحلول المقترحة للحد من ظاهرة التغير المناخي هو الاستعاضة عن الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وتمتاز مثل هذه المصادر بفعاليتها في التقليل من انبعاثات الكربون على المستوى العالمي، كما أنها أرخص تكلفةً مقارنة مع الوقود الأحفوري، ومن طرق التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة تركيب الألواح الشمسية، سواءً في المنازل لأغراض التدفئة، أو الإضاءة، أو غيرها من الأغراض الشخصية، أو في القطاع الصناعي، وغيره من القطاعات الرئيسية التي تعتمد على الوقود الأحفوري في أنشطتها المختلفة.[٧]


المباني المستدامة

المباني المستدامة (بالإنجليزية: Sustainable Buildings) هي المباني التي تمتاز، بفضل طريقة بنائها وتصميمها، بقدرتها على الحفاظ على البيئة في الأماكن التي تُشيد فيها،[٨] وتعتبر هذه المباني واحدةً من الحلول التي يمكن أن تساهم في مواجهة ظاهرة التغير المناخي؛ فوفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (بالإنجليزية: Intergovernmental Panel on Climate Change)، فقد شكلت غازات الاحتباس الحراري، في العام 2019، والتي مصدرها المباني، ما نسبتهُ 21% من إجمالي الغازات المنبعثة إلى الغلاف الجوي، ولهذا فإن بناء مبانٍ مستدامة، تعمل فيها الأجهزة والأنظمة على الطاقة المتجددة النظيفة، بدلاً من الوقود الأحفوري، سيساهم في تقليل هذه النسبة من الانبعاثات المُسببة للتغير المناخي، والتي مصدرها استخدام الفولاذ والإسمنت، واستخدام الوقود للتدفئة، والكهرباء، والترفيه، ولتطبيق هذه الطريقة لا بدّ من فرض قوانين بناءٍ معنية بهذا النوع من المباني، إلى جانب زيادة الوعي العام عند سكان المباني، كي يتخذوا الإجراءات التي تجعل من مبانيهم مستدامة.[٧]


النقل المستدام

يُقصد بمصطلح النقل المستدام (بالإنجليزية: Sustainable Transportation) أي وسيلة نقل صديقة للبيئة، وذات تأثير غير مُلوث عليها، ومن الأمثلة على أشكال النقل المستدام: السيارات الكهربائية، والنقل الجماعي، وركوب الدراجة، والمشي،[٩] ويعتبر النقل المستدام من الطرق التي تساهم في علاج مشكلة التغير المناخي؛ فوسائل النقل من المصادر الرئيسية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، واستبدالها بوسائل صديقة للبيئة يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لهذا يُنصح بالتنقل باستخدام الدراجة، أو سيرًا على الأقدام، إلى جانب استخدام وسائل النقل العام، بدلاً من السيارات الخاصة في كل مرة.[٧]


تقليل هدر الطعام

يلعب إنتاج الطعام دورًا في التسبب بالغازات المُسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة)، والتي تؤدي بدورها إلى التغير المناخي، وهناك توقعاتٌ تشير إلى أنّ إنتاج الغذاء سيتسبب بحلول العام 2050 إلى زيادة انبعاث هذه الغازات بنسبة 60%، ولهذا، فمن الإجراءات والحلول التي لا بدّ من تطبيقها لمنع تأثر المناخ نتيجة هذه المشكلة تقليل هدر الطعام، وخصوصًا منتجات اللحوم، التي تعتبر تربية الماشية المصدر الأساسي لها، والتي تسبب بدورها انبعاثًا لغاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة، التي تضر بالغلاف الجوي، ويساهم تقليل هدر الطعام أيضًا في تقليل استخدام المزارعين للأسمدة الضارة، بهدف زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية لتلبية الطلب المتزايد عليها.


الزراعة المستدامة

إنّ استمرار الحياة دون التربة، والنباتات، والأشجار، هو أمرٌ مستحيل، كما لا يمكن حل مشكلة التغير المناخي من دونها، فهي تعمل على تخزين الكربون، ومن دون دورها هذا سترتفع درجات الحرارة في الغلاف الجوي إلى مستوياتٍ لا يُمكن تحملها، ولكن، عندما يقوم البشر بتخريب الأراضي وقطع الأشجار، فهم يعملون على إطلاق هذا الكربون في الجو، ومن هذا المنطلق تأتي فكرة الزراعة المستدامة (بالإنجليزية: Sustainable agriculture) لمجابهة ظاهرة تغير المناخ، والتي تعترف بأنه ليس هناك وقتٌ كافٍ لزراعة أشجار جديدة تؤدي نفس دور تلك الأشجار التي تمّ قطعها، والتي لطالما كانت مخزنًا للكربون، ولهذا، فهذه الزراعة تتبنى ممارساتٍ ذات تأثيراتٍ إيجابية على البيئة والمناخ، مثل استخدام السماد الطبيعي بدل السماد الاصطناعية، والتقليل من استخدام مبيدات الآفات.[٧]


المراجع

  1. "Climate Change Terms and Definitions", climatechange, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  2. "How to stop climate change?", solarimpulse, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  3. "Causes and Effects of Climate Change", the United Nations, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  4. "Climate change", climatekids.nasa, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  5. "10 SOLUTIONS TO CLIMATE CHANGE THAT WILL ACTUALLY MAKE A DIFFERENCE", concernusa, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  6. "Six steps the world can take to halt climate change", washingtonpost, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "What Are the Solutions to Climate Change?", nrdc, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  8. "The 'green' buildings are leading the way to more sustainable and efficient urban planning", iberdrola, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  9. "SUSTAINABLE TRANSPORTATION", vaughan, Retrieved 16/1/2023. Edited.