كيف يساعد منع هدر الطعام في مكافحة تغير المناخ؟

العلاقة بين هدر الطعام وتغير المناخ

تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو ما تتعرض له الأحوال الجوية، في منطقة معينة، أو على مستوى العالم، من تغيرات طويلة المدى، وتعتبر الممارسات والأنشطة البشرية المولدة لغازات الدفيئة السبب الرئيسي وراء تغير المناخ بسرعة، ومن الأمثلة على هذه الأنشطة قطع الغابات وحرق الوقود الأحفوري،^[١] كما هناك ممارسات أخرى تلعب دورًا في حدوث التغير في المناخ، مثل هدر الطعام؛ حيث يُعد النظام الغذائي العالمي مسؤولاً عن ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تقريبًا، وتحديدًا ثاني أكسيد الكربون، الذي ينبعث بمستويات كبيرة نتيجة عملية إنتاج، ونقل، وتسليم الطعام، بالإضافة إلى غاز الميثان، الذي يتفوق بـِ 28 ضعفًا على ثاني أكسيد الكربون بقدرته على رفع درجة حرارة الأرض، وعندما يتم هدر الطعام والتخلص منه، فإنّ هذا لا يُسبب فقط هدر كل الطاقة، والمجهود، والمواد، والمياه التي استخدمت لتصنيعه، بل يسبب أيضًا إنتاجًا لكميات كبيرة من غاز الميثان، عندما يتم التخلص من الطعام في المكبات، حيث يبقى هناك حتى يتعفن، وتعتبر مشكلة هدر الطعام وعلاقتها بالتغير في المناخ مشكلةً عالمية؛ حيث تذكر التقديرات أنّ ثلث الغذاء في العالم يتم هدره والتخلص منه قبل أن يستطيع البشر استهلاكه على موائدهم،^[٢][٣] وهذه النسبة تساوي قرابة 1.3 مليار طن من الحبوب، واللحوم، والمأكولات البحرية، ومنتجات الألبان، والخضراوات، والفاكهة.^[٤]

دور منع هدر الطعام في مكافحة تغير المناخ

يتمثل الأثر البيئي الذي يُخلفه هدر الطعام بانبعاث غازات الاحتباس الحراري، المؤدية إلى التغير في المناخ، وتسبب هذا الهدر كذلك بإهدار الموارد التي تُستخدم لإنتاج الغذاء، والتي تتسم في الأصل بأنها شحيحة وقليلة، بما في ذلك وقت وجهد العمال، بالإضافة إلى التربة، والطاقة، والمياه، وكل هذا له تأثيراتٌ سلبية تهدد الأمن الغذائي للأفراد، وجودة حياتهم، وعند اتباع إجراءات منع هدر الطعام؛ فإنّ هذا يُساهم في مكافحة التغير المناخي، من خلال تقليل نسب انبعاث الغازات المُسببة للاحتباس الحراري، ويعمل أيضًا على الحفاظ على الطاقة والموارد التي تُستخدم لإنتاج الغذاء، وحمايتها من الهدر، ولجميع هذه الأمور انعاكاساتٌ إيجابية على الاقتصاد،^[٢] ولأن إنتاج الغذاء مرتبطٌ بالقطاع الزراعي، فإن منع هدر الطعام يساهم أيضًا في تقليل ما نسبته 15% من انبعاثات غازات الدفيئة التي تنتج عن الزراعة، علاوة على هذا، يُحقق منع هدر الطعام الأمن الغذائي في المجتمعات الفقيرة، والتي لا يتوافر فيها الطعام بما يكفي لأفرادها، والمجتمعات التي تُعد غير مناسبة للزراعة، وذلك من خلال إيصال الطعام إلى مثل هذه الأماكن، وإلى من يحتاجون إليه.^[٥][٦]

إجراءات منع هدر الطعام لمكافحة تغير المناخ

وفيما يلي استعراضٌ لعدد من الإجراءات التي يمكن اتباعها لمنع هدر الطعام بغرض مكافحة التغير المناخي:^[٤][٧]

• تقليل تناول اللحوم: إنّ إنتاج اللحوم يستهلك الكثير من الطاقة؛ الأمر الذي ينتج عنه انبعاث المزيد من غازات الاحتباس الحراري، ولهذا يُنصح بتقليل شرائها وتناولها، واعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن، يتم فيه تناول الأطعمة النباتية، وذلك بغرض تقليل تناول الأطعمة التي لها علاقة بتفاقم ظاهر التغير المناخي، وتأثيرها على كوكب الأرض.^[٥]
• التخطيط لاستهلاك الطعام: من إجراءات منع هدر الطعام التخطيط قبل استهلاكه، وذلك من خلال شراء كميات الطعام حسب الحاجة، والحرص على استهلاكه كله، بالإضافة إلى تحويل بقايا الطعام، في حال وجودها، إلى سماد.
• استخدام الفواكه والخضروات الناضجة: هناك من الناس من يتخلصون من الفواكه والخضروات عندما تصل إلى مرحلة معينة في النضج، رغم أنها تكون حينها صالحة للاستهلاك، وبدلاً من هدرها، يمكن استخدامها في العديد من الوصفات بعد سلقها، أو خبزها، أو خلطها، مثل المربى، والصلصات، والعصائر.
• اختيار الوقت المناسب للتسوق: وذلك من خلال تجنب الذهاب لشراء الطعام على معدة خاوية، لأن هذا قد يؤدي لشراء طعام لا يتم استهلاكه، ويزيد عن حاجة الفرد.
• حملات التوعية: تساهم هذه الحملات في تثقيف المستهلكين حول هدر الطعام، ودوره في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، التي تسبب التغير المناخي.
• استهلاك بقايا الطعام: من الطرق التي تساعد في تقليل هدر الطعام استهلاك بقايا الغذاء، وإعداد وصفات مختلفة باستخدامها.
• تجميد الطعام: هذه الطريقة تساعد في إبقاء الطعام صالحًا للاستهلاك لفترة طويلة؛ الأمر الذي يمنع فسادها، ولا يؤدي إلى التخلص منها في النفايات.