يُعد تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) من التحديات التي تواجه مختلف المجتمعات البشرية، ويتم تعريفه على أنه تلك التغيرات الخطيرة التي تحدث على مدى فتراتٍ زمنية طويلة قد تصل إلى عقودٍ أو أكثر، والتي تتعرض لها أنماط الطقس، بما في ذلك الهطول المطري، والرياح، ودرجة الحرارة على المستوى العالمي،[١] ويقف وراء هذه التغيرات نوعان من العوامل، وهما العوامل الطبيعية، مثل النشاط البركاني والتغيرات في مدار الأرض، والعوامل البشرية، والتي تعتمد بشكلٍ أساسي على حرق الوقود الأحفوري، الذي يسبب انبعاثًا في غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة)،[٢][٣] وفي العناوين التالية من هذا المقال، نوضح عددًا من أبرز العوامل البشرية التي تؤدي إلى التغير المناخي، بالإضافة إلى أهم التفاصيل المتعلقة بها:[٤][٥]


استخدام وسائل النقل

إنّ ما يستخدمه البشر اليوم من وسائل نقلٍ مختلفة، بما في ذلك السيارات، والقطارات، والطائرات، لأغراض الحركة والتنقل من مكانٍ إلى آخر، يعتمد بشكلٍ أساسي على حرق الوقود الأحفوري، المتمثل بالغاز الطبيعي، والنفط، والفحم، حيث ينجم عن هذا الاحتراق انبعاثاتٌ لغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري)، مثل أكسيد النيتروس وثاني أكسيد الكربون، وعلى الرغم من أنّ هذه الوسائل توفرُ وقتًا وجهدًا كبيرين، إلا أنّ تأثيراتها الضارة تلعب دورًا في التسبب بالتغير في المناخ، ومما يُفاقم الأمر أنّه يجري استخدام الوقود الأحفوري على نطاقٍ واسع، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، وتحديدًا في العام 2020، بلغ إجمالي الطاقة التي تمّ توليدها والمعتمدة على الوقود الأحفوري 70% من إجمالي الطاقة التي تمّ استخدامها في البلاد.


تربية الماشية

من بين الأنشطة الزراعية المتعددة، تحتل تربية الماشية المركز الأول في إنتاج غازات الاحتباس الحراري، وتحديدًا الميثان؛ فتربية الماشية تزيد من انبعاثات هذا الغاز، حيث تنتج هذه الحيوانات، مثل الأغنام والأبقار، الميثان عندما تقوم بهضم طعامها، فالبقرة الواحدة، على سبيل المثال، ينتج منها 99.7 كيلو غرام تقريبًا من غاز الميثان، الذي يتفوق تأثيره الضار على الغلاف الجوي على تأثير ثاني أكسيد الكربون، والأمر الذي يفاقم من دور تربية الماشية في التسبب في التغير المناخي أنّ الاستهلاك البشري للحوم، كأخذ أشكال الغذاء، آخذٌ بالازدياد، وتشير بعض التقديرات إلى أنه بحلول العام 2050، سترتفع نسبة انبعاثات غازات الدفيئة بسبب إنتاج الغذاء لتصل إلى 60%.


الصناعة

الأنشطة الصناعية بمختلف أشكالها تُساهم في تحسين ظروف المعيشة، ولكنها على الرغم من ذلك تمتلك تأثيراتٍ ضارة تلعب دورًا في تغير المناخ، فهذه الأنشطة تعتمد بشكلٍ أساسي على الطاقة وتوليدها؛ الأمر الذي ينجم عنه انبعاثاتٌ في غازات الاحتباس الحراري، وهناك صناعاتٌ تستهلك قدرًا أكبر من الطاقة مقارنةً بغيرها، مثل صناعة الفولاذ، والحديد، والمواد الكيميائية.


قطع الأشجار

قبل توضيح أثر هذا العامل البشري في التسبب بالتغير المناخي، لا بدّ أولاً من توضيح دور الأشجار في الحد من هذه الظاهرة، فإلى جانب دورها في تنظيم المناخ، تعمل الأشجار على تنقية الغلاف الجوي من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، فالشجرة الناضجة قادرةٌ على امتصاص ما مقدارهُ 20.8 كيلو غرام تقريبًا من هذا الغاز في كل عام، ولهذا، فإن قطع الأشجار يُعد من أشكال السلوك البشري المؤدي لتغير المناخ، أضف إلى ذلك أنّه عندما يتم قطع الأشجار، فإنها تقوم بإطلاق الكربون الذي سبق أن امتصته، وتعيده إلى الغلاف الجوي، ومن الإحصاءات التي تُشير إلى دلائل خطيرة مرتبطة بهذا الأمر، أن الغابات في العالم تقلص حجمها، بما يصل إلى 809371.2 كيلومتر مربع (200 مليون فدان) منذ العام 1990.


استخدام الأسمدة النيتروجينية

من العوامل البشرية الأخرى التي تؤدي لتغير المناخ استخدام الأسمدة التي تحتوي على النيتروجين؛ حيث يلجأ المزارعون لهذا النوع من الأسمدة بهدف زيادة غلة المحاصيل وإنتاج المزيد منها، ناهيك عن أنّ الأسمدة النيتروجينية أسرع تأثيرًا من الأسمدة الطبيعية، وعن دور هذه الأسمدة في التسبب بالتغير في المناخ، فهي تُنتج أكسيد النيتروس، الذي يشير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (بالإنجليزية: Massachusetts Institute of Technology)‏، في واحدٍ من تقاريره، إلى أنّ قدرته على رفع حرارة كوكب الأرض تفوق قدرة ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 300 مرة، رغم أنه يُشكل جزءًا محدودًا من غازات الدفيئة على مستوى العالم.


هدر الطاقة الكهربائية

يتم توليد الطاقة الكهربائية من حرق الوقود الأحفوري، وتستخدم هذه الطاقة في مختلف الأغراض والمجالات، بما في ذلك الإضاءة، وتشغيل الأجهزة الكهربائية، والتدفئة، والتي في كل مرة يتم الاستفادة منها، يؤدي ذلك إلى انبعاثاتٍ في غازات الاحتباس الحراري، غير أنّه في حال هدر الطاقة الكهربائية، من خلال إبقاء الأضواء والأجهزة الكهربائية على سبيل المثال قيد التشغيل دون استخدامها، أو دون حاجة، فإنّ هذا يزيد من الضرر البيئي لهذه الممارسات، ويزيد من انبعاثات غازات الدفيئة المُسببة للتغير المناخي.


التحضر

التحضر هو الآخر من العوامل البشرية التي لها يدٌ في التغير في المناخ؛ حيث تنتقل أعدادٌ كبيرة من الناس إلى المناطق الحضرية لعدة أسباب، من أبرزها الحصول على الوظائف، مما ينجم عنه كوارث بيئية، مثل سوء الصرف الصحي، والتلوث، والاكتظاظ، وقد تؤدي زيادة أعداد الناس في مثل هذه المناطق إلى تنفيذ خطط التوسع الحضري، وذلك من خلال إزالة الغابات لبناء مزيدٍ من المرافق والمساكن، وهذا الأمر يؤدي إلى انبعاث كمياتٍ كبيرة من غازات الدفيئة المُسببة للاحتباس الحراري، والتي تُسبب تغير المناخ.


المراجع

  1. "Climate Change Terms and Definitions", climatechange.ucdavis, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  2. "Causes and Effects of Climate Change", un, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  3. the Industrial Revolution, human,also affect the earth's climate. "Causes of Climate Change", epa, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  4. "THE HUMAN ACTIVITIES THAT CAUSE CLIMATE CHANGE — AND WHY IT MATTERS", concernusa, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  5. "WHAT ARE HUMAN CAUSES OF CLIMATE CHANGE?", fairplanet, Retrieved 24/1/2023. Edited.