تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو ما يطرأ على أحوال الطقس ودرجات الحرارة على الصعيد العالمي من تغيراتٍ وتحولات، يقف وراءها ارتفاع نسب غازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) في الجو، نتيجة الأنشطة البشرية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري، والتي تجعل من هذه الغازات أشبه ما يكون بغطاءٍ يُطوق كوكب الأرض، ويعمل على حبس حرارة الشمس فيه، وبالتالي رفع درجة حرارته، وينجم عن ظاهرة التغير المناخي العديد من التأثيرات، والتي منها موجات الحر (بالإنجليزية: Heat Wave)، والتي تُعرف على أنها تلك الفترات الزمنية المتواصلة، والتي تتسم أيامها بارتفاع درجة حرارتها بشكلٍ غير اعتيادي، ينجم عنه كوارث، كوقوع وفياتٍ، وتفشيٍ للأمراض، وحرائق غابات، وعلى الرغم من أنّ موجات الحر جزءٌ طبيعي من الطقس، إلا أنّ ما سببه التغير المناخي من ارتفاعٍ في درجة حرارة الأرض أدى إلى تفاقمها، من ناحية زيادة عدد مرات حدوثها، وزيادة شدتها وتأثيراتها،[١][٢] وفيما يلي استعراضٌ لتوقعات العلماء والمنظمات بشأن تسبب تغير المناخ في تواتر موجات الحر الشديدة؛ أي أنّ تصبح اعتيادية ومتكررة الحدوث:


تحذيرات من تواتر موجات الحر بسبب تغير المناخ

أشارت العديد من التصريحات والتحذيرات، الصادرة من العلماء والمنظمات ذات العلاقة، إلى أنّ موجات الحرارة الشديدة ستصبح اعتيادية بفضل تغير المناخ، ومنها الآتي ذكره:[٣][٤]

  • ذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (بالإنجليزية: National Oceanic and Atmospheric Administration)، أنّه من المتوقع بحلول نهاية القرن أن تشهد الولايات المتحدة ارتفاعًا في درجات الحرارة يتراوح من 3 إلى 12 درجة مئوية، ووفقًا لتوقعات العلماء، سيُسبب هذا الارتفاع تفاقمًا في موجات الحر، لتصبح أكثر شدة، ويكون لها عقباتٌ كارثية على مختلف المجالات، بما في ذلك صحة الأفراد، وقطاع النقل، والقوى العاملة.
  • وفي تصريحٍ أدلى به عالم الأرصاد الجوية في جامعة جورجيا، مارشال شيبرد (بالإنجليزية: Marshall Shepherd)، لصحيفة يو إس إيه توداي (بالإنجليزية: USA Today)‏ الأمريكية، فقد ذكر أنه لا يستطيع تخيل شكل موجات الحر التي ستحدث في المستقبل، في إشارةٍ إلى الوضع الكارثي الذي سينجم عنها وعن تأثيراتها.
  • أما عالم الأرصاد الجوية في جامعة ولاية بنسلفانيا، مايكل مان (بالإنجليزية: Michael Mann)، فقد صرح بأنه ليس هناك أدنى شكٍ في أنّ تغير المناخ أدى إلى جعل موجات الحر أكثر تواترًا وشدة، في جميع أنحاء العالم، وأنّ تسبب احتراق الوقود الأحفوري بارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض هو المُسبب الأساسي لموجات الحر الشديدة هذه.
  • وفي سياقٍ متصل، ذكرت ميغان كيرشماير يونغ (بالإنجليزية: Megan Kirchmeier-Young)، وهي عالمة أبحاثٍ في هيئة البيئة وتغير المناخ في كندا (بالإنجليزية: Environment and Climate Change Canada)، أنّ موجات الحر الشديدة وتواترها تتفاقم مع كل ازيادٍ بسيطٍ تشهده درجات الحرارة، كما من المتوقع أن تتواتر موجات الجفاف على إثر ذلك، وأشارت كيرشماير يونغ أيضًا إلى أنّ موجات الحر وموجات الجفاف، الناجمة عن التغير المناخي، ستؤدي كذلك إلى اندلاع مزيدٍ من حرائق الغابات.
  • أما كلوديا تيبالدي (بالإنجليزية: Claudia Tebaldi)، عالمة الأرض في المختبر الوطني شمال غرب المحيط الهادئ (بالإنجليزية: Pacific Northwest National Laboratory)، فقد صرحت بأنّ موجات الحر التي كانت تحدث مرة كل 10 سنوات، قد أصبحت الآن تحدث 3 مراتٍ فأكثر، أما إذا ارتفع متوسط درجة الحرارة على الصعيد العالمي فوق 2.7 درجة، فإن معدل تواتر موجات الحر سيصل إلى 4 مراتٍ فأكثر، ومن المتوقع أن يحصل هذا خلال 10-15 سنة القادمة.


أثر تواتر موجات الحر بسبب تغير المناخ

كما ذكرنا سابقًا، فإن موجات الحر من المتوقع أن تصبح أكثر شدة وتكرارًا (تواترًا) نتيجة تغير المناخ الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة على الصعيد العالمي، ولموجات الحر هذه العديد من الآثار والعواقب الكارثية، والتي تأثرت بها العديد من الدول في العالم، والتي نذكر عددًا منها فيما يلي:[٥]

  • وفيات عمال المزارع في الولايات المتحدة: تسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتسببها في موجات الحر، في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، إلى ارتفاع عدد الوفيات بين عمال المزارع، الذين يعملون في أعمال البستنة والزراعة في الأماكن المفتوحة، نتيجة تعرضهم لدرجات الحرارة الشديدة.
  • الطاقة المائية في الصين: في صيف العام 2022، شهدت الصين أشد وأسوأ موجة جفاف وحر تتأثر بها البلاد منذ 60 عامًا؛ الأمر الذي أثر على إمدادات الطاقة التي يتم توليدها من المياه، والتي تعتبر ثاني أكبر مصدرٍ للطاقة في الصين.[٦]
  • تلوث الهواء في الولايات المتحدة: تُسبب موجات الحر اندلاعًا للمزيد من حرائق الغابات في الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا الأمر ارتباطٌ مباشر بزيادة تلوث الهواء الناجم عن هذه الحرائق، ووفقًا لدراسة نشرتها الجمعية الكيميائية الأمريكية (بالإنجليزية: American Chemical Society)، تعرض قرابة 25 مليون فرد، في العام 2020، لملوثات الدخان بسبب حرائق الغابات، لمدة يوم واحد على الأقل في ذلك العام.
  • الخريف الكاذب في المملكة المتحدة: أدت موجات الحر التي تعرضت لها المملكة المتحدة إلى تساقط أوراق الأشجار في وقتٍ أبكر من وقتها المعتاد؛ ونتج عن هذا ظاهرة "الخريف الكاذب"، والذي تعرض له البلاد قبل أوانه المعتاد بحوالي 2-3 أشهر.[٧]


مواجهة موجات الحر الناتجة عن تغير المناخ

هناك عددٌ من الطرق التي يمكن من خلالها مواجهة تأثيرات موجات الحر الشديدة، وفيما يلي استعراضٌ لعددٍ منها:[٨]

  • الاستعداد المُسبق لموجات الحر، مثل تحديد فئات الأفراد الأكثر عرضة لتهديدات هذه الموجات، ومساعدتهم خلالها، بالإضافة إلى افتتاح مراكز التبريد لهم، وهي مواقع مبردة للاستخدام العام، يتم افتتاحها في أماكن معينة، بهدف الحد من تأثيرات موجات الحر.
  • ترشيد استهلاك الكهرباء بشكل عام خلال أيام موجات الحر، وذلك لتقليل الطلب على الطاقة.
  • زراعة الأشجار لتوفير الظل وتبريد الهواء.
  • تركيب الأسقف الباردة (السطوح العاكسة) التي تعكس الحرارة خارج المباني.


المراجع

  1. "What Is Climate Change?", un, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  2. "Climate Change Indicators: Heat Waves", epa, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  3. [https://phys.org/news/2022-08-extreme-climate-globe.html#:~:text="Our infrastructure is just not,University meteorologist Michael Mann said. "Extreme heat waves may be our new normal, thanks to climate change. Is the globe prepared?"], phys, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  4. "Extreme heat waves may be our new normal, thanks to climate change. Is the globe prepared?", usatoday, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  5. "These are some of the unexpected impacts of heatwaves", weforum, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  6. "China turns back to coal as record heatwave causes power shortages", ctvnews, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  7. "Driest July in England since 1935", metoffice.gov, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  8. "Heat Waves and Climate Change", c2es, Retrieved 12/2/2023. Edited.