دور التنقيب عن الوقود الأحفوري في التسبب بالاحتباس الحراري

هناك ثلاثة أنواعٍ من الوقود الأحفوري (بالإنجليزية: Fossil fuels)، وهي: الغاز الطبيعي، والنفط، والفحم، ويُعرف الوقود الأحفوري على أنه تلك الرواسب الغنية بالكربون، والتي تكونت من تحلل الكائنات الحية التي أساسها عنصر الكربون، مثل الحيوانات والنباتات، المدفونة في الأعماق، والتي ماتت منذ ملايين السنين، ويتم التنقيب عن الوقود الأحفوري لاستخراجه وحرقه بغرض توليد الطاقة، وهذا النوع من الوقود مصدرٌ غير متجددٍ للطاقة، ويوفر في الوقت عينه ما نسبته 80% من طاقة عالمنا اليوم، ويدخل في صناعة العديد من المنتجات، كالصلب والبلاستيك، ولكن، وعلى الرغم من أهمية التنقيب عن الوقود الأحفوري في حياتنا، إلا أنّ له تأثيراتٍ كارثية ذات صلة بالاحتباس الحراري، نستعرض أهم تفاصيلها في النقاط التالية:[١][٢]

  • إنّ التنقيب عن الوقود الأحفوري هو الوسيلة لاستخراجه من الأعماق، ولاستخدامه في توليد الطاقة، فالفحم يتم التنقيب عنه بطرقٍ كالكشط والحفر، أما النفط والغاز، فيتم استخراجهما بطرقٍ تعتمد على الحفر، وتوليد الطاقة من الوقود الأحفوري يتم عبر حرقه، والذي بدوره يُصدر كمياتٍ كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) الأخرى.[٣]
  • يؤدي تراكم هذه الغازات في الغلاف الجوي إلى حبس حرارة الشمس في كوكب الأرض، وبالتالي التسبب بظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global warming)، التي تُعرف على أنها زيادة تدريجية في درجة حرارة الأرض نتيجة زيادة نسب انبعاثات غازات الدفيئة وغيرها من الملوثات.[٤]
  • وقد نجم بالفعل عن ارتفاع نسب هذه الغازات ارتفاعٌ قدرهُ درجةٌ مئوية واحدة في متوسط درجة الحرارة العالمية، وفي حال تواصل هذا الارتفاع وتجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية، فإنّه سيقود إلى عقباتٍ كارثية يتأثر بها العالم ككل، بما في ذلك انقراض عدد من الكائنات الحية، والظروف المناخية القاسية، وتفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر، وتفشي الأمراض بين ملايين الأفراد.


دراسة عن دور التنقيب عن الوقود الأحفوري في الاحتباس الحراري

في تاريخ 8 سبتمبر من العام 2021، نُشرت في المجلة الدورية العلمية الأسبوعية نيتشر (بالإنجليزية: Nature)، دراسة أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية (بالإنجليزية: University College London)، بعنوان: وقف استخراج الوقود الأحفوري في عالمٍ يبلغ فيه الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية (بالإنجليزية: Unextractable fossil fuels in a 1.5 °C world)، وقد ورد في الدراسة أنّه يجب التوقف عن التنقيب واستخراج ما نسبته 90% من الفحم، وما نسبته 60% من كلٍ من غاز الميثان (المكون الأساسي للغاز الطبيعي) والنفط، بحلول العام 2050، وذلك بغرض الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة على الصعيد العالمي (الاحترار العالمي) أقل من 1.5 درجة مئوية، والمقصود بالتوقف عن التنقيب واستخراج الوقود الأحفوري هنا إبقاؤه تحت الأرض، وورد في نفس الدراسة أيضًا أنّ تحقيق هذا الهدف (الإبقاء على الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية) يتطلب خفض الإنتاج العالمي من الغاز والنفط، حتى العام 2050، بنسبة 3%، كما أكدت الدراسة في نفس الوقت على أنّ أي زيادةٍ في إنتاج الوقود الأحفوري في منطقةٍ معينة في العالم، يجب أن يقابلهُ خفضٌ في الإنتاج في مناطق أخرى، وذلك لحماية العالم من الاحتباس الحراري وتأثيراته.[٥][٦]


بدائل الوقود الأحفوري للحد من الاحتباس الحراري

كما وضحنا سابقًا، فإن الوقود الأحفوري من مصادر الطاقة غير المتجددة، والتي يصدر عنها انبعاثات غازات الدفيئة التي تُسبب الاحتباس الحراري، ولهذا، فمن الطرق التي يمكن من خلالها الحد من هذه الظاهرة وتداعياتها التوجه لبدائل الوقود الأحفوري؛ أي مصادر الطاقة المتجددة، والتي لا تُطلق أي انبعاثات في الغلاف الجوي، وتعتبر مصدرًا مولدًا للطاقة، وفيما يلي تعدادٌ لبعض بدائل الطاقة النظيفة والمتجددة هذه:[٧][٨]

  • طاقة الرياح: تُستخدم توربينات الرياح لتوليد الطاقة، وتحتوي هذه التوربينات العملاقة على شفرات، تدور مع هبوب الرياح، وبالتالي تقوم بتدوير مولدات توليد الطاقة.
  • الطاقة الحرارية الجوفية: المصدر الرئيسي لهذه الطاقة حرارة الأرض، والتي تزداد مع ازدياد العمق، ويتم الاستفادة من الطاقة الحرارية الجوفية من خلال المحطات المتخصصة بتوليدها، أو من خلال المضخات الحرارية الأرضية، التي تنقل هذه الحرارة للمنازل والمباني، لاستخدامها في مختلف الأغراض.
  • الطاقة الكهرومائية: يتم الاعتماد على طاقة المياه لتوليد الطاقة الكهرومائية، ويتم الاستفادة فيها من قوة المياه المتحركة أو الجارية، والتي مصدرها المحيطات، والأنهار، وحتى السدود.
  • الطاقة الشمسية: يتم توليد هذه الطاقة باستخدام الألواح الشمسية، التي تحول أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية، ويمكن تركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل لاستخدام الطاقة في الأغراض الشخصية، أو يمكن تركيبها على مساحات واسعة في ما يُسمى "المزارع الشمسية"، لتزويد مدن بأكملها بالطاقة.


المراجع

  1. is the link between,our atmosphere, causing global warming. "Fossil fuels and climate change: the facts", clientearth, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  2. "Fossil Fuel Extraction and Global Warming", iasparliament, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  3. "The Hidden Costs of Fossil Fuels", ucsusa, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  4. "Global Warming", byjus, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  5. "Limiting fossil fuel extraction to meet 1.5°C", ucl.ac, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  6. "Unextractable fossil fuels in a 1.5 °C world", nature, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  7. "4 Alternatives to Fossil Fuels You Should Know", environment, Retrieved 21/2/2023. Edited.
  8. energy sources include solar,atmosphere as they generate electricity. "How Do We Reduce Greenhouse Gases?", scied.ucar, Retrieved 21/2/2023. Edited.