ما العلاقة بين تكتونيات الصفائح وتغير المناخ؟

تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو ظاهرة يتأثر بها العالم كافة، ويتمثل بتغيرات يتعرض لها مناخ كوكب الأرض، بما في ذلك درجات الحرارة، والهطول المطري، والرياح، ويُعزى التغير المناخي بشكلٍ أساسي إلى الأنشطة البشرية التي تسبب ازديادًا في تركيز غازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) في الغلاف الجوي؛ الأمر الذي يحبس الحرارة في كوكب الأرض، ويرفع درجة حرارته، وبالتالي يهدد البشرية، ومختلف القطاعات الحيوية في العالم،^[١][٢] وتغير المناخ ظاهرةٌ قد تؤثر وتتأثر بعددٍ من الأمور، والتي منها، على سبيل الذكر لا الحصر تكتونيات الصفائح، المعروفة أيضًا بالصفائح التكتونية (بالإنجليزية: Plate tectonics)، والتي تُعرف على أنها ألواح ضخمة من القشرة الأرضية، تتحرك على نحو متواصل، وبطيء، لتعيد تشكيل اليابسة على سطح الأرض، وقد ينجم عن حركتها انفجاراتٌ بركانية وهزاتٌ أرضية، وتشكيلٌ في المحيطات والجبال،^[٣][٤] وفي العناوين التالية من هذا المقال، سنوضح العلاقة بين كلٍ من تكتونيات الصفائح وتغير المناخ، وتأثيرهما على بعضهما الآخر:

تأثير تكتونيات الصفائح على تغير المناخ

وضحنا سابقًا أنّ الصفائح التكتونية في حالة حركةٍ مستمرة ومتواصلة، وعلى هذا الأساس، فإنّ لهذه الحركة تأثيراتٌ وتبعات، تطال بتأثيرها المناخ وتساهم بتغيره، وفيما يلي،^[٥] استعراضٌ لعددٍ من أوجه تأثير تكتونيات الصفائح على تغير المناخ:^[٦][٧]

تغير مواقع أحواض المحيطات والقارات

ينجم عن حركة الصفائح التكتونية تغيرٌ في مواقع أحواض المحيطات والقارات؛ فمثلاً، قد تدفع حركة الصفائح التكتونية القارات لتصبح قريبة من خط الاستواء، مما يرفع من درجة حرارتها، نتيجة تعرضها لأشعة الشمس بشكلٍ أكبر، وبمعنىً آخر، فإنّ حركة الصفائح التي تؤدي إلى تغيير في مواقع القارات تُسبب تغيرًا في توزيع الرطوبة والحرارة في كوكب الأرض، مما يسبب تغيرًا في المناخ السائد فيها.

الانفجارات البركانية

لأن الصفائح التكتونية في حركة مستمرة، فقد تصطدم بعضها؛ مما يسبب انفجاراتٍ بركانية، تسبب انبعاثًا لغاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يعتبر أحد غازات الدفيئة أو الاحتباس الحراري، وبالتالي تزداد نسب تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي، وهذا الأمر يمكن أن يساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وبالتالي تغير المناخ.

تكوين السلاسل الجبلية

ذكرنا سابقًا أنّ الصفائح التكتونية عندما تتحرك، فإنّ من نتائج حركتها إعادة تشكيل اليابسة، وتشكيل الجبال، وعندما تتشكل الجبال نتيجة هذه الحركة، فإنها قد تشكل حاجزًا يصد الرياح التي تحمل الرطوبة، وهذا الأمر له تداعياتٌ تتمثل بحرمان المناطق التي تقع خلف هذه الجبال من الهطول المطري، وحصره في المناطق التي لا تقوم فيها الجبال بصد الرياح؛ أي أنّ تكوين السلاسل الجبلية نتيجة حركة الصفائح التكتونية قد يساهم في تغير المناخ من خلال تأثير هذه الجبال على الهطول المطري وأنماط الرياح في المناطق المتأثرة.

تأثير تغير المناخ على تكتونيات الصفائح

تمامًا كما تؤثر حركة الصفائح التكتونية على المناخ، وتُساهم في حدوث التغير المناخي، فإنّ لتداعيات تغير المناخ تأثيرٌ على هذه الصفائح أيضًا، وتحديدًا ما يتعلق بالهزات الأرضية، ومدى قوتها، وتكرار حدوثها، وفيما يلي استعراضٌ لبعض أوجه تأثير تغير المناخ على تكتونيات الصفائح:^[٨][٩]

ذوبان الأنهار الجليدية

تغير المناخ، كما هو معروف، ينجم عنه ارتفاعٌ في درجات الحرارة، التي من تأثيراتها ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، والتي تؤثر على حركة الصفائح، من خلال تسبب هذا الذوبان باختلافٍ في توزيع وزن القشرة الأرضية؛ الأمر الذي يؤثر على حركة الصفائح التكتونية، ويضاعف من عدد الهزات الأرضية، وكما قد يضاعف من شدتها.

ارتفاع مستوى سطح البحر

ارتفاع مستوى سطح البحر هو الآخر من تأثيرات التغير المناخي، الذي يقف وراءه ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وعندما يرتفع مستوى سطح البحر، فإنّ هذا يزيد من مستوى الضغط على المحيطات، وبالتالي يزيد الضغط على الصفائح التكتونية، ويزيد من تكرار حدوث الزلازل.

موجات الجفاف

تُسبب التقلبات التي تطرأ على الهطول المطري وأنماطه، والتي تكون مصاحبة لتغير المناخ، موجات جفاف، قد تتفاوت في مدتها، وتحدث مثل هذه الموجات نتيجة قلة الأمطار وشح المياه، وعندما تطول فترات الجفاف، وتستمر لمدة طويلة، فإنّ هذا يسبب مزيدًا من التناقص في مستوى المياه في القشرة الأرضية، وهذا الأمر يضعف منها، ويجعلها جافةً وهشة، وأكثر عرضة للتصدع، وهذا الأمر يمهد لحدوث مزيدٍ من الهزات الأرضية.