تغيُر مستوى هطول الأمطار وكثرة العواصف من أبرز التغيرات المناخية التي ظهرت مع ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ومن ثم زيادة تكثيف دورة المياه، ولا يزال العلماء يتوقعون زيادة تقلب هطول الأمطار في السنين القادمة، لذا في هذا المقال سنعرض أحدث المستجدات والتوقعات حول تغير هطول والعواصف في المستقبل.[١][٢]


تغيرات هطول الأمطار في المستقبل

مع استمرار ازدياد انبعاثات الغازات الدفيئة وتطور ظاهرة الاحتباس الحراري، ستبدأ نسب هطول الأمطار بالتغير على مدى السنين، وبالرغم من كثرة الدراسات والتوقعات حول تغير هطول الأمطار، إلا أنه غالبًا ما يتوقع العلماء زيادة معدلات هطول الأمطار بنسبة 7% لكل درجة تزيد بفعل الاحتباس الحراري، أي ما يقارب زيادة الأمطار بأكثر من 1.7 ضعف في حال زيادة درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، وبالتالي زيادة العواصف والفيضانات والثلوج في بعض مناطق العالم، وبالرغم من إقرار العلماء لهذا التغير، إلا أن توقعات توزيع التغييرات في هطول الأمطار ليست دقيقة إلى حد كبير.[١]


يجدر الذكر أن التغير في هطول الأمطار لن يكون متساويًا في جميع مناطق العالم، إنما قد تتعرض بعضها لزيادة الرطوبة، والبعض الآخر إلى الجفاف الشديد، اعتمادًا على جغرافية المنطقة والظروف التي تتعرض لها، وهذا ما يجعل توقع هطول الأمطار في المستقبل أقل دقة من توقع الظروف المناخية الأخرى، بالإضافة إلى أن التقلبات في هطول الأمطار ستتضح أكثر من تغير معدلات هطول الأمطار؛ إذ ستتغير أوقات هطول الأمطار من شهر لآخر، ومن سنة لأخرى.[٣]


تؤثر كمية الأمطار بشكل مباشر على البئية والمجتمع، من مياه الشرب التي تحتاجها الكائنات الحية، إلى استخدام الماء في إنتاج الطاقة الكهرومائية، وغيرها من التأثيرات البيئية من الجفاف والفيضانات، لذا فإن دراسة كيفية تغير درجة هطول الأمطار أمراً هاماً لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كتأسيس بنى تحتية مثل؛ الخزانات المائية والسدود، بحيث تكون قادرة على تحمل الفيضانات الناتجة عن زيادة هطول الأمطار.[٣]


توقع زيادة العواصف في المستقبل

كثرت الدراسات حول العلاقة تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري بزيادة وانتشار العواصف في السنين الأخيرة، وبالرغم من عدم وجود دلائل مادية واتفاق واضح بين العلماء حول العلاقة بين عدد العواصف وزيادة درجات الحرارة، إلا أن بعض العلماء أقروا بأن الاحتباس الحراري يؤدي إلى عواصف شديدة، وأن القرن الواحد والعشرين سيشهد توسعًا كبيرًا في مدى وتكرار الأعاصير، وخاصة في مناطق خطوط العرض الوسطى؛ كنيويورك، وبكين، وطوكيو، ومنطقة البحر الكاريبي، وأستراليا، وجنوب شرق آسيا، كما يرى العلماء أن هذا التوسع لن يقتصر على مناطق خطوط العرض، إنما سيتنشر على نطاق أوسع شمال وجنوب نصف الكرة الأرضية.[٤]


أشار العلماء إلى أن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وسطح المحيطات نتيجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي نتجت بفعل الأنشطة البشرية، ستؤدي إلى عواصف استوائية أكثر شدة ممّا كانت عليه في السابق، وهذا ما سيتسبب في تدمير المنشآت أو إنهاء حياة العديد من الكائنات الحية، لذا فإن توقعات المناخ المستقبلية يجب أن تحفز الدول على اتخاذ الإجراءات الاحتياطية من إقامة منشآت قادرة على تحمل هذه التغيرات.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب average precipitation can increase,, and 14% more intense. "Predictions of Future Global Climate", scied.ucar, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  2. "Rarest rainfall events will see the greatest relative increase in magnitude under future climate change", nature, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "Future rainfall variability in a warmer world", metoffice.gov, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  4. "Future hurricanes will roam over more of the Earth, study predicts", news.yale, Retrieved 24/1/2023. Edited.
  5. "Why might we get more winter storms?", plymouth.ac, Retrieved 24/1/2023. Edited.