مفهوم التلوث الضوضائي

يُعرف التلوث الضوضائي (بالإنجليزية: Noise pollution) على أنه أي ضجة أو ضوضاء تتسم بأنها غير مرغوب بها ومزعجة، وتُسبب الإقلاق والأذى للناس والحياة البرية، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)، فإنّ التلوث الضوضائي يحدث عندما تتجاوز الأصوات العالية والمزعجة (الضوضاء) حاجز 65 ديسيبل،[١] بالإضافة إلى ذلك، هناك ثلاثة أنواعٍ أو أشكال للتلوث الضوضائي، وهي: (أولاً) ضوضاء وسائل النقل، والتي شهدت تفاقمًا سببه الزيادة في أعداد المركبات، (ثانيًا) والضوضاء الصناعية التي تقف ورائها الآلات المستخدمة في أنشطة الصناعة، (ثالثًا) والضوضاء التي سببها الأنشطة البشرية المعتادة، كاستخدام الأواني والأجهزة المنزلية، إلى جانب مكبرات الصوت والمذياع وغيره، وبناءً على ما ذُكر سابقًا، يمكن القول أنّ مصادر وأسباب التلوث الضوضائي تتمثل بشكلٍ أساسي في الأنشطة الصناعية، وأعمال البناء والتشييد، وحركة المرور على الطرقات، وفي الأنشطة البشرية كالتجمعات، والاحتفالات، وغيرها من الأحداث التي ينجم عنها الضوضاء.[٢][٣]


العلاقة بين التلوث الضوضائي والاحتباس الحراري

بعد التعرف على مفهوم التلوث الضوضائي، وتوضيح أسبابه ومصادره، نأتي إلى شرح العلاقة بين هذا النوع من التلوث وظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global warming)‏، والتي تُعرف على أنها ارتفاعٌ تدريجي طويل المدى، يتعرض له متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي لكوكب الأرض، نتيجة قيام غازات الدفيئة (مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون)، المنبعثة من الأنشطة البشرية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري، بحبس حرارة الإشعاع الشمسي في الأرض، ورفع درجة حرارتها على إثر ذلك،[٤] وبالنسبة لوجه العلاقة بين التلوث الضوضائي والاحتباس الحراري، ففي النقاط التالية توضيحٌ لأهم تفاصيلها:[٥][٦]

  • صحيحٌ أنّ التلوث الضوضائي أساسهُ ضوضاءُ وإزعاج الصوت، لكن مصادر هذا التلوث ينجم عنها انبعاثاتٌ في غازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري)، فوسائل النقل مثلاً تصدر عنها انبعاثات في ثاني أكسيد الكربون، وازدياد أعدادها، وما يُسببه ذلك من تلوثٍ ضوضائي، يؤدي أيضًا إلى زيادةٍ في نسب غازات الاحتباس الحراري، والأمر نفسه بالنسبة للأنشطة البشرية الأخرى التي تُسبب التلوث الضوضائي وانبعاث غازات الدفيئة في نفس الوقت، مثل أعمال البناء، واستخدام المعدات الصناعية الثقيلة.
  • هناك تقاريرُ تظهر أرقامًا صادمة تتعلق بحجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مصادر التلوث الضوضائي، ومنها ما صدر عن وكالة حماية البيئة الأمريكية (بالإنجليزية: United States Environmental Protection Agency)، والتي أشارت إلى أنّ سيارة الركاب العادية تنتج في السنة الواحدة ما يصل إلى 4.6 طن متري من ثاني أكسيد الكربون، وهذا مؤشر خطير بالنسبة لعدد السيارات التي تسير في الشوارع وتصدر هذه الانبعاثات.
  • وفي سياقٍ متصل، تظهر دراساتٌ أنّ تأثيرات الاحتباس الحراري تكون شديدة الوطأة في المناطق التي يزداد فيها التلوث الضوضائي؛ حيث تُشير دراسة أجريت في العام 2017 إلى أنّ أسوأ تلوث ضوضائي في العالم موجودٌ في مدينة غوانزو في جنوبي الصين، وقد صدرت تحذيراتٌ من مسؤولي الأرصاد الجوية في البلاد بأنّه في حال استمر الاحتباس الحراري بالتفاقم دون إجراءاتٍ جادة لوقفه، فإنه سيتسبب بغرق جزءٍ كبير من مدينة غوانزو، وذلك بحلول العام 2050.


الحد من التلوث الضوضائي لمواجهة الاحتباس الحراري

يمكن أن يُساهم الحد من التلوث الضوضائي في التقليل من تأثيرات الاحتباس الحراري، ومن الإجراءات التي يمكن القيام بها التقليل من قيادة المركبات التي تُصدر انبعاثات مُلوثة، والاستعاضة عنها بالمركبات الكهربائية، أو وسائل النقل العام، والدراجات، وهناك إجراءات واسعة النطاق وتتطلب تدخلاً من الحكومات والجهات المسؤولة، وتتمثل في توفير الحماية من التلوث الضوضائي في المناطق ذات الأهمية الطبيعية والبيئية، مثل الحدائق، والأرياف، بالإضافة إلى فرض غرامات على التسبب بالتلوث الضوضائي، وتجنيب المناطق السكنية مصادر هذا التلوث.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "Noise pollution: how to reduce the impact of an invisible threat?", iberdrola, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  2. "Noise Pollution", byjus, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  3. "Noise Pollution", sciencedirect, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  4. "What Is Global Warming?", palmetto, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  5. also reveals how noise,while removing natural sound buffers. "The Effects of Noise on Health", hms.harvard, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  6. "Noise Pollution & Global Warming? [What Science Says"], krisp, Retrieved 7/2/2023. Edited.