العلاقة بين تحمض المحيطات وتغير المناخ
الوقود الأحفوري (بالإنجليزية: Fossil Fuels) هو مادة طبيعية، تشكلت على مدار ملايين السنين، بفعل تأثيرات الضغط والحرارة، التي مصدرها طبقات الرواسب، والتي عملت على تحويل البقايا العضوية المتحللة (بقايا الكائنات الحية المدفونة) إلى مواد تُستخدم كمصدر للطاقة، بما في ذلك الفحم، والغاز الطبيعي، والنفط، ولتوليد الطاقة من الوقود الأحفوري يتم حرقه؛ الأمر الذي ينجم عنه انبعاث كمياتٍ كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة)، التي تعمل على حبس الحرارة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، مسببة بذلك ارتفاعًا في درجات الحرارة على الصعيد العالمي،[١][٢] وينجم عن التلوث بثاني أكسيد الكربون ظاهرة تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change)، والتي تعني تلك التغيرات الجسيمة التي تتعرض لها أنماط الطقس ودرجات الحرارة العالمية، بسبب ارتفاع نسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، نتيجة الأنشطة البشرية المُسببة لانبعاثها،[٣] ولا تقتصر عواقب التلوث بثاني أكسيد الكربون على التغير المناخي؛ فهو يؤدي أيضًا إلى تحمض المحيطات (بالإنجليزية: Ocean acidification)، والذي يُعرف على أنه ما تتعرض له المحيطات، على مدار فترةٍ زمنية طويلة، من خللٍ في مستوى الأس الهيدروجيني لمياهها، لتصبح نتيجة لذلك أكثر حموضة، وذلك بسبب امتصاص المحيطات لكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون،[٤][٥] وعلى إثر ذلك، كثيرًا ما يُطلق على تحمض المحيطات لقب "التوأم الشرير لتغير المناخ"، في النقاط التالية استعراضٌ لأهم التفاصيل عن العلاقة بين هذه الظاهرة والتغير المناخي:[٦][٧]
- تلعب المحيطات في العالم دورًا محوريًا في تنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون؛ فهي تمتص قرابة 25% في كل عام من غاز الدفيئة هذا، والذي ينجم عن الأنشطة البشرية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري.
- ولكن، منذ الثورة الصناعية، تزايدت نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو، بسبب تزايد الاعتماد على حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة؛ الأمر الذي نجم عنه ازدياد كميات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات، وبالتالي أدى ذلك إلى تسارع تحمض المحيطات، لتزداد نسبة الحموضة فيها، منذ الثورة الصناعية، بما يصل إلى قرابة 30%.
- عندما تمتص المحيطات ثاني أكسيد الكربون، فإنه في هذه الحالة يذوب في الماء، ليتشكل عنه حمض الكربونيك، وبازدياد كميات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات، ينجم عن هذا تغيرٌ مهولٌ في كيميائها، يؤدي إلى الإخلال بتوازن الأس الهيدروجيني لمياهها (أي درجة حموضة مياهها)، لتصبح على إثر ذلك أكثر حموضة.
- وبسبب ما يشهده العالم اليوم من تزايدٍ في الأنشطة البشرية المعتمدة على حرق الوقود الأحفوري، والتي تصدر عنها انبعاثاتٌ كبيرة في غازات الاحتباس الحراري المؤدية للتغير المناخي؛ فإن لهذا علاقةٌ مباشرة بتسارع تحمّض المحيطات، نتيجة تزايد نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو، والتي تمتصها المحيطات، وتؤثر على حموضتها.
عواقب وتأثيرات تحمض المحيطات
إن لتحمض المحيطات عواقب كارثية تطال الحياة البحرية والبشر على حد سواء، فهذه الظاهرة تهدد بقاء العديد من أنواع الكائنات البحرية على قيد الحياة، ولا سيما الكائنات التي تعتمد على أيونات الكربونات لصنع هياكلها العظمية وأصدافها؛ فتحمض المحيطات يُقلل من توافر أيونات الكربونات في الماء، وبالتالي يُضر على نحو مباشر بمثل هذه الكائنات، والتي منها: الشعاب المرجانية، والعوالق النباتية، وبلح البحر، وسرطان البحر، والبطلينوس، أما بالنسبة لتأثير تحمض المحيطات على البشر؛ فهذه الظاهرة تُضر بقطاع صيد الأسماك والكائنات البحرية، من خلال مساهمتها بانتشار الطحالب السامة، التي تؤثر على عددٍ من الكائنات البحرية التي يستهلكها البشر، وتجعلها ضارةً على صحتهم؛ الأمر الذي ينجم عنها خسائر اقتصادية جسيمة، تٌقدر بملايين الدولارات.[٨]
إجراءات الحد من تحمض المحيطات
هناك العديد من الإجراءات التي يمكن أن يُساهم اتخاذها في الحد من تحمض المحيطات وتأثيراته، وفيما يلي ذكرٌ لعددٍ منها:[٩]
- فرض قوانين صارمة تحد من المسببات التي تقف وراء تحمض المحيطات، مثل القوانين المتعلقة بمعالجة النفايات، التي تُساهم بدورها في الحد من التلوث والانبعاثات الناجمة عنها.
- التأكد من أنّ الأسماك التي يتناولها المستهلكون ليست متأثرة بتحمض المحيطات، وهذه الخطوة مهمة لحماية صحة المستهلك، وحمايته من التسمم الغذائي.
- إطلاق الحملات والمبادرات التوعوية؛ لتثقيف الأفراد بمخاطر تغير المناخ وتحمض المحيطات، وبالتالي تنبيههم إلى ضرورة الحفاظ على البيئة.
- المساهمة في تقليل تلوث مياه المحيطات من خلال التوجه لاستخدام مصادر الطاقة البديلة عوضًا عن مياه المحيطات، مثل مياه الأمطار، ومياه الآبار.
- التوجه لمصادر الطاقة المتجددة والنظيفة بدلاً من حرق الوقود الأحفوري؛ حيث يساهم هذا بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومن الأمثلة على هذه المصادر طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
المراجع
- ↑ fossil fuels are burned,temperature has increased by 1C. "Fossil fuels and climate change: the facts", clientearth, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ fossil fuel is a,such as coal and petroleum. "fossil fuel", kids.britannica, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "Climate Change Terms and Definitions", climatechange.ucdavis, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "What is Ocean Acidification?", oceanservice.noaa, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "ocean acidification", britannica, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "GLOBAL WARMING’S EVIL TWIN: OCEAN ACIDIFICATION", climaterealityproject, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "How Carbon Emissions Acidify Our Ocean", iaea, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "CO2 and Ocean Acidification: Causes, Impacts, Solutions", ucsusa, Retrieved 16/2/2023. Edited.
- ↑ "Causes, Effects and Solutions to Ocean Acidification (Increase in pH Level)", conserve-energy-future, Retrieved 16/2/2023. Edited.