كيف يتغير المناخ

كيف يحدث تغير المناخ

يتم تعريف تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) على أنه ما تتعرض له أحوال الطقس من تغيرات مرتبطةٍ بالتغيرات التي تتعرض لها كلٌ من الصفائح الجليدية، واليابسة، والمحيطات، وتمتاز هذه التغيرات بأنها تحدث على مدى فترات زمنية طويلة، تصل إلى عقودٍ من الزمن أو أكثر،^[١] أما عن كيفية حدوث تغير المناخ، وأهم التفاصيل المرتبطة بذلك، فنستعرضها في النقاط التالية:^[٢][٣]

• منذ تشكل كوكب الأرض، قبل 4.5 مليار سنة، والمناخ يتعرض إلى التغير، ومنذ ذلك الحين وحتى القرن التاسع عشر، كانت العوامل الطبيعية هي المُسبب لهذا التغير، بما في ذلك التغيرات التي تطرأ على مدار كوكب الأرض، والانفجارات البركانية، وحركات القشرة الأرضية.
• تعاقب على كوكب الأرض، على مدى المليون سنة الماضية، سلسلةٌ من العصور الجليدية، بما في ذلك الفترات الجليدية أو الأدوار الجليدية (بالإنجليزية: Glacial Periods)،‏ والتي امتازت بأنها الأكثر برودةً، والمدة بين دورين جليديين (بالإنجليزية: Interglacial Period)، والتي كان ما يُميزها بأنها أكثر دفئًا، وتخضع هذه الفترات لدورة تتعاقب خلالها كل 100,000 سنة تقريبًا، وتعتبر من مظاهر التغير المناخي التي تسببها عوامل طبيعية؛ إذ أنها تنتج بسبب التغيرات التي تطرأ على مدار الأرض حول الشمس.
• ولكن، منذ بدء العالم الثورة الصناعية في العالم في القرن التاسع عشر، ازداد معدل ارتفاع درجات الحرارة؛ فقد أدت هذه الثورة إلى تغير الأنشطة البشرية في الأرض، واعتمادها على حرق الوقود الأحفوري، مثل الغاز، والنفط، والفحم.
• يُسبب حرق الوقود الأحفوري انبعاثًا لغازات الدفيئة (بالإنجليزية: Greenhouse gases)، والتي تُعرف أيضًا بغازات الاحتباس الحراري، مثل أكسيد النيتروس، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وتُحيط هذه الغازات بكوكب الأرض، وتعمل على إثر ذلك على رفع درجة الحرارة فيه، وحبس حرارة الشمس.^[٤]
• وبسبب الأنشطة البشرية المستمرة، والتي تعمل على إطلاق غازات الدفيئة في الجو، مثل التدفئة وحتى استخدام وسائل النقل، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى المُخربة التي تساهم في انبعاث المزيد من هذه الغازات وتسببها بالتغير المناخي، مثل حرق القمامة وقطع الغابات، فإن هذا يؤدي إلى حبس المزيد من الحرارة في كوكب الأرض؛ الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع حرارة الكوكب بشكل سريع، ويحدث التغير المناخي على إثر ذلك، مؤثرًا على استقرار درجة حرارة الأرض في معدلاتها الطبيعية.
• ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، فإن درجة حرارة الأرض ازدادت في الوقت الحاضر، مقارنةً بالفترة في نهاية القرن 19، بما يُقدر بـِ 1.1 درجة مئوية، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التغير المناخي لا يقتصر على ارتفاع درجات الحرارة؛ حيث إنّ له تأثيرات كارثية أخرى، من ضمنها العواصف، والفيضانات، وحرائق الغابات.

كيف يتم قياس تغير المناخ

لتحديد المناخ في منطقة معينة في العالم، يتم قياس الظروف الجوية فيها على مدار عدة سنوات، وفي الوقت الحاضر، يستخدم العلماء العوامة البحرية، ومحطات الرصد الجوي، بالإضافة إلى الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكب الأرض، لغايات قياس تغير المناخ، أما بالنسبة لمناخ الأرض في القدم؛ أي قبل ملايين السنين، فالعلماء قادرون على تحديده، وتحديد التغيرات المناخية في تلك الأزمنة من خلال المصادر الطبيعية، وتحديدًا رواسب المحيطات والبحيرات، والشعاب المرجانية، وحلقات الأشجار، والعينات اللبية الجليدية (بالإنجليزية: Ice cores)، والتي هي عبارة عن اسطوانات من الجليد يتم أخذها من خلال الحفر بالأنهار الجليدية والصفائح الجليدية،^[٥] وبالنسبة للمعلومات التي يتم جمعها من جميع هذه المصادر، يتم إضافتها إلى سجلات تُستخدم للتنبؤ بالتغيرات المناخية في المستقبل، والتي يتعرض لها الغلاف الجليدي؛ أي مناطق العالم التي تغطيها الثلوج والجليد، والمحيطات، واليابسة، والغلاف الجوي.^[٦][٧]

تأثيرات تغير المناخ

لا تطال تأثيرات تغير المناخ جانبًا معينًا على كوكب الأرض دون الجوانب الأخرى، فهي تؤثر على الإنسان، والحيوان، والنشاط الزراعي، وغيرها من الجوانب، وفيما يلي ذكرٌ لعدد من تأثيرات تغير المناخ على هذه الجوانب وغيرها:^[٨]

• النزوح: يُسبب التغير في المناخ حركات نزوح من الأماكن التي تعاني تدهورًا في الأوضاع الاقتصادية بسبب آثار التغير المناخي الذي يؤدي إلى ندرة في المياه والغذاء، وارتفاعًا في مستوى سطح البحر.
• تفشي الأمراض: يواجه الكثيرون مشاكل صحية وأمراضًا ترتبط أسبابها بالتغير المناخي، مثل تلوث الهواء، وانتشار الأمراض التي تنقلها الحشرات، مثل الملاريا.
• انقراض الحيوانات: يُهدد التغير المناخي الموائل الطبيعية التي تعيش فيها الحيوانات، وبالتالي يهدد وجودها وبقائها على قيد الحياة.
• انعدام الأمن الغذائي: يُسبب تغير المناخ ارتفاعًا في أسعار الغذاء، مما يحرم الكثيرين حول العالم منه.
• الفيضانات: يؤدي تغير المناخ إلى تساقط الأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج، مما يزيد من حدوث الفيضانات، التي منها ما يطال المناطق الحضرية.