العلاقة بين التغير المناخي وثاني أكسيد الكربون

يعد غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) أحد غازات الدفيئة، أي أنّ تأثيره يُشبه تأثير الزجاج في الدفيئة (البيت البلاستيكي)؛ حيث يحبس الحرارة ويرفع من درجة حرارة الداخل، ويُعد هذا التأثير من الأمور الطبيعية؛ إذ إنّ انعدام غاز ثاني أكسيد الكربون بمستوياته الطبيعية في الغلاف الجوي يؤدي إلى بقاء الأرض باردة جدًا بحيث لن تتمكّن الكائنات من العيش عليها.[١]


يعد الغلاف الجوي حساس للغاية لتغيّر مستويات ثاني أكسيد الكربون، حيث يكون لهذا الغاز تأثير كبير على مقدار الحرارة التي يحتفظ بها سطح الكوكب، وبالتالي إحداث تغييرات على المناخ، فعندما تصل الطاقة الشمسية إلى بداية طبقة الغلاف الجوي، فإنّ معظم هذه الطاقة تمر إلى الأرض ليمتصها السطح، وفي نفس الوقت فإنّ جزءاً من هذه الطاقة تنعكس إلى الفضاء مرةً أخرى، وفي هذه المرحلة، تتفاعل الطاقة الشمسية مع جزيئات ثاني أكسيد الكربون بطريقة تمنع بعضها من الهروب من الغلاف الجوي للأرض، وهنا تتسبّب الطاقة الحرارية المحاصَرة في زيادة متوسط ​​درجات الحرارة.[١]


ووفقاً للدراسات التي أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ففي عام 2021 م كان غاز ثاني أكسيد الكربون وحده مسؤولاً عن ثلثي تأثير ارتفاع الحرارة الكلي مقارنةً بجميع غازات الدفيئة التي ينتجها الإنسان.[٢]


زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون

في حين أنّ وجود ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض يُعد أمراً طبيعياً،[١]إلا أنّ الارتفاع المتزايد في نسبة ثاني أكسيد الكربون منذ الثورة الصناعية في القرن 18 م أدت إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 50%، ممّا يعني أنّ نسبة ثاني أكسيد الكربون الآن تُشكّل 150% من قيمتها مقارنةً عمّا كانت عليه عام 1750 م.[٣]


أسباب زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون

تتنوع أسباب زيادة ثاني أكسيد الكربون بين أسباب بشرية وأخرى طبيعية،[٤]وفيما يأتي ذكر لأبرز الأسباب البشرية التي تؤدي إلى زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون:[٥]

  • حرق الوقود الأحفوري

يُشكّل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري أكبر نسبة من غازات الاحتباس الحراري الناتجة من الأنشطة البشرية، حيث يُمثّل توريد واستخدام الوقود الأحفوري حوالي 75% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية، ويُذكر أنّ الطاقة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري تُستخدم في إنتاج الكهرباء وتشغيل السيارات والتدفئة وفي المصانع.

  • قطع الأشجار وإزالة الغابات

تعد إزالة الغابات ثاني أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون، حيث إنّ إزالة الغابات بهدف التوسع العمراني، يؤدي إلى تسرّب معظم الكربون المُخزّن في الأشجار المحترقة أو المتحللة إلى الغلاف الجوي، ويُذكر أنّ التقديرات الأولية تُشير إلى أنّ الانبعاثات العالمية الناتجة عن إزالة الغابات، تتراوح ما بين 600 مليون و2,600 مليون كغ من الكربون سنوياً.

  • إنتاج الإسمنت

تُشكّل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من صناعة الإسمنت (مادة أكسيد الكالسيوم) حوالي 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصناعية.


تشمل المصادر الطبيعية لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون؛ تنفس الكائنات الحية، وإطلاق المحيطات لغاز ثاني أكسيد الكربون، والأنشطة البركانية، ويُشار إلى أنّ نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من هذه العمليات لا يُشكّل مشكلة في حد ذاته، حيث إنّ هناك توازن طبيعي بين هذه العمليات بحيث تكون كمية الغاز الممتصة مساويةً لكمية الغاز المنبعثة إلا أنّ الأنشطة البشرية أدّتً إلى الإخلال في هذا التوازن.[٤]


الآثار المترتبة على زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون

فيما يأتي ذكر ذلك:[٦]

  • ارتفاع وتيرة وشدة موجات الحرارة والأعاصير.
  • انتشار الحشرات الحاملة للأمراض.
  • ارتفاع نسبة تلوث الهواء والأمراض المرتبطة به.
  • ارتفاع نسبة حموضة المحيطات نظراً لذوبان ثاني أكسيد الكربون فيها.[٧]
  • إطالة موسم نمو النباتات وحاجتها الدائمة إلى المياه للبقاء على قيد الحياة لفترات إضافية لم تعتدها، وهو ما أدى إلى موت بعض الأنواع.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "How does carbon dioxide increase Earth's temperature?", Natural History Museum, London, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  2. REBECCA LINDSEY (23/6/2022), "Climate Change: Atmospheric Carbon Dioxide", climate.gov, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  3. dioxide in the atmosphere,in less than 200 years. "Carbon Dioxide", nasa, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Carbon Sinks & Sources", three nations energy, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  5. "How human activities produce greenhouse gases", Information Unit for Conventions , Retrieved 19/1/2023. Edited.
  6. Nicholas Cascione, "The Effects of Increasing levels of Carbon Dioxide", Union College, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  7. ^ أ ب "Effects of Changing the Carbon Cycle", earthobservatory, Retrieved 19/1/2023. Edited.