الدافع وراء الاعتماد على الأطعمة النباتية للحد من تغير المناخ

تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو ما تتعرض له أنماط الطقس من تغيرات، تستمر لفتراتٍ طويلة من الزمن، ومن الأمثلة على الأنماط المتأثرة: درجات الحرارة، والرياح، ومعدلات الهطول المطري، وتعتبر الأنشطة البشرية التي تنبعث على إثرها غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة)، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، المُسبب الأساسي للتغير المناخي، ومن الأمثلة على هذه الأنشطة تلك المتعلقة بتصنيع وإنتاج الطعام، وتحتل الأطعمة الحيوانية، المسمية أيضًا بالأغذية ذات المصدر الحيواني (التي يتم تصنيعها من اللحوم، وتعتمد على الحيوانات بشكلٍ عام) مراتب متقدمة في سلم المسؤولية عن تغير المناخ، ولهذا يُعتبر الاعتماد على الأطعمة النباتية بدلاً من الحيوانية وسيلةً للحد من التغير المناخي وتأثيراته، فإنتاج اللحوم، وما يرتبط به من أنشطة أخرى، ينبعث منه مستوياتٍ كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، فالأغنام والأبقار التي يتم تربيتها لإنتاج الأطعمة الحيوانية تنتج نسبًا كبيرة من غاز الميثان (أحد غازات الدفيئة) أثناء هضمها لطعامها، في حين أنّ تربية الماشية للاستفادة منها يحتاج إلى أراضٍ عشبية شاسعة؛ الأمر الذي يؤدي في معظم الحالات إلى إزالة الغابات لتحقيق هذا الغرض، مما يسبب أيضًا إطلاق الأشجار بعد قطعها لثاني أكسيد الكربون الذي سبق أن امتصته من الجو، بالإضافة إلى ذلك، تُسبب الأسمدة الكيميائية التي تتم إضافتها إلى المحاصيل لتغذية الماشية، إلى جانب مخلفات هذه الحيوانات، انبعاثًا لأكسيد النيتروس، وهو أحد غازات الاحتباس الحراري الأخرى قوية التأثير، أضف إلى ذلك إلى أنه غالبًا ما يتم إزالة غابات أشجار المنغروف (الأيكة الساحلية) في المناطق الساحلية لإنشاء مزارع الروبيان؛ الأمر الذي يُقلل من نسب امتصاص ثاني أكسيد الكربون في تلك المناطق، ويفاقم تأثيرات التغير المناخي فيها.[١][٢]


دور الاعتماد على الأطعمة النباتية في الحد من تغير المناخ

بناء على ما سبق ذكره، وما رافقه من توضيحٍ لتأثيرات الأطعمة الحيوانية على تغير المناخ، يمكن الاستنتاج أنّ الاعتماد على الأطعمة النباتية، بما في ذلك الخضروات، والفواكه، والمكسرات، والبقوليات، يُساهم في الحد من هذه الظاهرة؛ فمثل هذه الأطعمة تنبعث منها نسبٌ أقل من غازات الدفيئة، وذلك بسبب تطلبها لطاقةٍ، ومياهٍ، وأرضٍ أقل، وتُشير واحدة من التقديرات إلى أنّ التحول لنظام غذائي نباتي يمكن أن يُقلل من كلٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 49%، واستخدام الأراضي لإنتاج الأطعمة الأخرى بنسبة 76%، ومن تزويد الماء بالمركبات الكيميائية لزيادة المواد الغذائية فيه (فرط المغذيات/التخثث) بنسبة 49%،[٣] ولا بدّ من توضيح أنّ الاعتماد على الأطعمة النباتية لا يعني بالضرورة قطع الأطعمة الحيوانية بشكلٍ كامل؛[١] فالاعتماد على هذا النوع من الأطعمة يتعلق باتباع نظامٍ غذائي قائم على تناول المزيد من البروتين النباتي، كالحبوب، والمكسرات، والعدس، وتناول كميات أقل من كلٍ من الأطعمة الحيوانية، كمنتجات الألبان واللحوم، والدهون المشبعة، كالجبن وزيت النخيل، وموازنة الأطعمة بهذا الشكل يُساهم في خفض غازات الدفيئة المنبعثة، والتي تسبب التغير المناخي.[٤][٥]


دراسات وتقارير عن دور الأطعمة النباتية في الحد من تغير المناخ

تناولت العديد من من الدراسات والتقارير المنشورة مساهمة الأطعمة النباتية في الحد من التغير المناخي، والتي قارنت بين تأثيرات هذه الأطعمة من جهة، وتأثيرات الأطعمة الحيوانية من جهة أخرى، فعلى سبيل المثال، يوجد على الموقع الرسمي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي (بالإنجليزية: BBC)‏ حاسبة خاصة لتحديد تأثيرات الأطعمة على تغير المناخ (يمكن الاطلاع عليها من هنا) ، ووفقًا لنتائج هذه الحاسبة، فإنّ تناول 75 جرامًا من لحم البقر يوميًا ولمدة عام ينجم عنه انبعاثٌ لغازات الدفيئة تتساوى في نسبها مع الانبعاثات الصادرة عن قيادة السيارة لمسافة 11580.84 كيلومتر، في حين أنّ تناول 150 جرامًا من الفاصوليا بشكلٍ يومي ولمدة عام ينتج عنه غازات كتلك التي تبعث من قيادة السيارة لمسافة 149.669 كيلومتر،[٦][٧] من جهة أخرى، تُشير دراسة، نُشرت في مجلة نيتشر (بالإنجليزية: Nature)، في 13 سبتمبر 2021، بعنوان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية من الأطعمة الحيوانية هي ضعف انبعاثات الأطعمة النباتية (بالإنجليزية: Global greenhouse gas emissions from animal-based foods are twice those of plant-based foods) إلى أنّ ما نسبته 57% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، من إنتاج الطعام، على المستوى العالمي مصدرها منتجات الألبان واللحوم، في حين أنّ 29% من هذه الانبعاثات مصدرها الأطعمة النباتية،[٨] أما منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)‏، فتذكر في واحدة من تصريحاتها أنّ التقليل من أنشطة تربية الماشية (التي من أهدافها إنتاج الأطعمة الحيوانية) سيساهم في خفض انبعاثات غاز الميثان، والذي يحتل المرتبة الثانية، بعد ثاني أكسيد الكربون، من حيث المساهمة في الاحتباس الحراري.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب foods – such as,intensities than animal-based foods. "Food and Climate Change: Healthy diets for a healthier planet", un, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  2. "Climate Change Terms and Definitions", climatechange.ucdavis, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  3. "Plant-Based Dietary Patterns for Human and Planetary Health", The National Center for Biotechnology Information, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  4. "Could going vegan help reduce greenhouse gas emissions?", earth.stanford, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  5. "New Study Finds Plant-Based Diets Can Reduce Carbon Emissions by 61%", greenqueen, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  6. "Climate change food calculator: What's your diet's carbon footprint?", bbc, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  7. "Beans Versus Beef? Try This Climate Change Food Calculator", pcrm, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  8. "Global greenhouse gas emissions from animal-based foods are twice those of plant-based foods", nature, Retrieved 26/1/2023. Edited.
  9. "A Vegan Diet: Eating for the Environment", pcrm, Retrieved 26/1/2023. Edited.