تُعرف غازات الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Greenhouse Gases) على أنها تلك الغازات التي تتواجد في الغلاف الجوي، وتتسم بقدرتها على حبس حرارة الشمس في كوكب الأرض، وتنبعث هذه الغازات من الأنشطة البشرية، والتي من أبرزها تلك التي تعتمد على الوقود الأحفوري وحرقه، والتي ينجم عنها انبعاثاتٌ بنسبٍ تتجاوز 75% من إجمالي هذه الغازات، وتُسبب غازات الاحتباس الحراري ارتفاعًا في درجة حرارة كوكب الأرض، وتسبب كذلك ظاهرة تغير المناخ، ومن الأمثلة على الأنشطة الأخرى التي تنبعث على إثرها غازات الاحتباس الحراري؛ الأنشطة الزراعية، والتي من أشكالها تربية الماشية، التي تعتبر أساس الثروة الحيوانية،[١][٢] وتُشير التقارير إلى أنّ الماشية هي المصدر الزراعي الأول لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري على المستوى العالمي، فالبقرة الواحدة على سبيل المثال، تنتج قرابة 99.7 كيلوغرام من الميثان سنويًا، وهذا الغاز إذا ما تمت مقارنته مع ثاني أكسيد الكربون، فهو يبقى لمدة أقصر في الجو، ولكن قدرته على رفع درجة حرارة الغلاف الجوي تفوق قدرة ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 28 مرة،[٣] وللحد من غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الثروة الحيوانية، هناك العديد من الإجراءات التي يمكن تطبيقها، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:[٤][٥]


إضافة المكملات والمغذيات لخفض إنتاج الميثان

هناك أنواعٌ من المكملات والمغذيات التي تُساعد إضافتها إلى غذاء الماشية في خفض كميات الميثان التي تنبعث منها عند التجشؤ، ومن الأمثلة عليها الايونوفور وبعض أنواع الزيوت، وهناك تجارب أظهرت احتمالية أن تُساهم إضافة الطحالب البحرية إلى أعلاف الماشية في خفض انبعاثات الميثان بنسب كبيرة، والتي من أنواعها الطحالب الحمراء، والتي تم خلطها في أحد التجارب العلمية مع الأعلاف، وتمت تجربتها على معدة اصطناعية لبقرة، وتبين من التجربة أنّ هذه الطحالب قللت من إنتاج المعدة الاصطناعية للميثان بنسبة 90%، وما زالت هذه التجربة قيد الدراسة والبحث قبل تطبيقها على الأبقار الحية.


تعديل معايير تربية الماشية

يجري تربية الماشية في الوقت الحاضر بناءً على كفاءة إنتاجيتها، ولكن ارتفاع نسب غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من تربيتها زاد من الضغوطات بخصوص تعديل معايير اختيار أنواع الماشية، لتشمل هذه المعايير أيضًا تأثيرات هذه الأنواع وحجم الانبعاثات الصادرة منها، ولهذا، فمن الإجراءات التي يمكن أن تُساهم في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة من الثروة الحيوانية التوجه لتربية أنواع الأبقار التي تصدر انبعاثاتٍ أقل من الميثان؛ فالأبقار متعددة الأنواع، ولا تنتج جميعها نفس الكمية من هذا الغاز، ولهذا الأمر علاقة باختلاف الجينات الوراثية بينها، وهناك توقعاتٌ تشير إلى أنّ التوجه لهذا الحل يمكن أن يُسبب انخفاضًا في نسب انبعاثات غاز الميثان السنوية بما يصل إلى 1%.


كفاءة تغذية الماشية

تتمثل كفاءة تغذية الماشية في إطعامها الغذاء المناسب لها، والذي يتوافق مع احتياجاتها وحالتها، ويُساهم هذا في تقليل نسب غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من هذه الحيوانات، ولهذا يُنصح مربو الثروة الحيوانية بالاطلاع على العناصر الغذائية الموجودة في أعلاف الماشية، ومقارنتها بالمتطلبات الغذائية الفعلية لها، كما يجب أن يراعوا حالة الماشية عند اختيار الأعلاف المناسبة لها، فالأعلاف التي تُقدم للأنثى التي في الثلث الأخير من الحمل من الماشية، تختلف عن الأعلاف التي تُقدم لذكور الماشية البالغة.


خفض أعداد الماشية

يعتمد خفض أعداد الماشية بشكلٍ أساسي على انخفاض الطلب على منتجات الألبان واللحوم، لأنه حينها فقط يمكن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكلٍ فعال وملموس، ولكن خفض أعداد الماشية، مع استمرار الأفراد باستهلاك نفس كميات منتجات الألبان والأطعمة الحيوانية، سيكون من دون جدوى في حال عُني من هذا الخفض تقليل نسب غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الثروة الحيوانية.


التقاط غاز الميثان

من الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها تقليل غازات الدفيئة الناجمة عن الثروة الحيوانية التقاط غاز الميثان الصادر من المواشي، وذلك من خلال استخدام مرشح بيولوجي يحتوي على بكتيريا تتغذى على الميثان، يعمل على ترشيح وتنقية الهواء من اسطبلات تربية الماشية، وتحويله لبروتين بكتيري يمكن استخدامه كسماد، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحل يتضمن عددًا من العقبات، والتي من أبرزها ارتفاع تكلفته، والحاجة لإبقاء الماشية في اسطبلات وليس في الحقول، لأن غاز الميثان في الاسطبلات يتم حصره، في حين أنه في الحقول يتبخر ويتلاشى في الجو.




الماشية التي يتم تربيتها في قطاع الثروة الحيوانية، بما في ذلك الماعز، والأغنام، والأبقار، هي من الحيوانات المجترة، التي تتناول طعامها بطريقة الاجترار، وذلك من خلال بلع طعامها، ثم إعادته مرة أخرى إلى فمها لتواصل مضغه، وتحتوى هذه الحيوانات في معدتها على كائنات دقيقة تُسمى مولدات الميثان (بالإنجليزية: Methanogen)‏، وتتمثل مهمتها في تخمير الغذاء الذي تتناوله الماشية، وإنتاج غاز الميثان على إثر ذلك، والذي ينبعث منها عندما تقوم بالتجشؤ.




المراجع

  1. "What are greenhouse gases?", nationalgrid, Retrieved 8/2/2023. Edited.
  2. greenhouse gas emissions blanket,the usual balance of nature. "Causes and Effects of Climate Change", un, Retrieved 8/2/2023. Edited.
  3. "Cows and climate change Making cattle more sustainable", ucdavis, Retrieved 8/2/2023. Edited.
  4. "Reducing Greenhouse Gas Emissions from Cattle Production", water.unl, Retrieved 8/2/2023. Edited.
  5. "5 WAYS TO LOWER CATTLE METHANE EMISSIONS", foodunfolded, Retrieved 8/2/2023. Edited.