يحتاج المزارعون اليوم إلى الأسمدة لزيادة الإنتاج الزراعي وتحسينه لتلبية متطلبات البشر المتزايدة من الغذاء، ولهذا تم اختراع الأسمدة الكيميائية الاصطناعية الغنية بالنيتروجين، والتي أثبت العلماء مؤخرًا أن لها أثر سلبي على البيئة، وخصوصًا على زيادة انبعاثات غازات الدفيئة، ويطالب أصدقاء المناخ والمنظمات المعنية اليوم بالتحوّل من الأسمدة الكيميائية المصنّعة إلى الأسمدة العضوية، وذلك بعد النتائج الكارثية التي سجلتها الدراسات فيما يخص الأسمدة الكيميائية.[١]


الأسمدة العضوية وتأثيرها على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

الأسمدة العضوية هي الأسمدة الطبيعية غير المصنّعة التي توفر العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات والتربة لتنمو بصحة جيدة، ويُصنع السماد العضوي إما من فضلات الحيوانات وبقاياها أو من النباتات، وأثبتت الدراسات أن الأسمدة العضوية أفضل للمحاصيل الزراعية، لأنها تحافظ على نكهتها الطبيعية على عكس الأسمدة الكيميائية المصنعة، بالإضافة إلى أنها تحمي البيئة ولا تشكل ضررًا كبيرًا عليها بالمقارنة مع الأسمدة الكيميائية المصنعة، وأثبتت بعض الدراسات أن استخدام الأسمدة العضوية يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة.[٢]


أجرى فريق بحثي في جنوب شرق الصين تجربة ميدانية لتقييم انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأسمدة العضوية، وأُجريت الدراسة على عشرة محاصيل بين عامي 2011 و 2014، وتم إخضاع هذه المحاصيل إلى ثلاثة ظروف، الأولى دون تزويدها بالسماد، والثانية تزويدها بسماد كيماوي تقليدي، والثالثة تزويدها بسماد عضوي، وبينت الدراسة عدم وجود فرق ملحوظ في انبعاثات أكسيد النيتروز التراكمية، ولكن كان الفرق واضحًا في انبعاثات أكسيد النيتروز المعيارية، وتبين أن استخدام الأسمدة العضوية زاد من كمية المحصول بنسبة 30.3٪ وخفّضَ من انبعاثات أكسيد النيتروز المعيارية بنسبة 51.0٪، وكان يُصدر كمية أقل من الانبعاثات بالمقارنة مع الأسمدة الكيماوية.[٣]


أُجريت دراسة أخرى في هوكايدو في اليابان لمدة ثلاث سنوات بين عامي 2017 و2020، درست تأثير الأسمدة العضوية على انبعاثات غازات الدفيئة بالمقارنة مع الأسمدة الكيماوية، وتم استخدام إخضاع النباتات إلى ثلاثة ظروف، بدون أسمدة، ومع أسمدة كيماوية، وأسمدة عضوية، وتم قياس كمية تدفقات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن المحاصيل على مدى ثلاث سنوات، وبينت نتائج الدراسة عدم تأثر كمية المحصول الزراعي بين الأسمدة العضوية والكيماوية، ولكن تبين أن الأسمدة العضوية تزوّد التربة بعنصر الكربون وتقلل من الاحترار العالمي.[٤]


تأثير الأسمدة الكيمياوية على انبعاثات غازات الدفيئة

الأسمدة الكيماوية هي الأسمدة التي تحتوي على عنصر النيتروجين الضروري للنباتات والذي لا يمكنها امتصاصه من الهواء من تلقاء نفسها كما تمتص ثاني أكسيد الكربون، وشكلت الأسمدة الكيماوية المصنعة ثورة في عالم الزراعة، وساهم في زيادة المحاصيل الزراعية، ولكنه أثر سلبًا على غازات الدفيئة وكان له أثر سلبي في تغير المناخ،[٥] ولكن بينت الدراسات أن استخدام الأسمدة الكيماوية المصنعة الغنية بالنيتروجين غير مستدام، وتبيّن أن استخدام الأسمدة الكيماوية الصناعية كانت مسؤولة عن 1.13 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2018، أي ما يعادل 10.6٪ من الانبعاثات الزراعية و2.1٪ من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، كما أن تصنيع هذه الأسمدة وإنتاجها مسؤول عن 38.8٪ من إجمالي الانبعاثات المصاحبة للأسمدة الاصطناعية.[١]




المراجع

  1. ^ أ ب "Greenhouse gas emissions from global production and use of nitrogen synthetic fertilisers in agriculture", nature, Retrieved 27/2/2023. Edited.
  2. "Organic Fertilizer | Definition,Types, Benefits", doraagri, Retrieved 27/2/2023. Edited.
  3. "Organic fertilizer effects on greenhouse gas emissions and greenhouse gas intensity in a vegetable field in southeastern China", ishs, Retrieved 27/2/2023. Edited.
  4. "Effects of Three Types of Organic Fertilizers on Greenhouse Gas Emissions in a Grassland on Andosol in Southern Hokkaido, Japan", frontiersin, Retrieved 27/2/2023. Edited.
  5. "Fertilizer and Climate Change", climate.mit, Retrieved 27/2/2023. Edited.