غازات الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Greenhouse gases) هي تلك الغازات التي تتواجد في الغلاف الجوي، وتعمل على حبس الحرارة في كوكب الأرض، ومنعها من المرور عبر الغلاف الجوي، ومن دون هذه الغازات لانعدمت الحياة على الأرض بسبب انخفاض درجة حرارته، ومن الأمثلة عليها ثاني أكسيد الكربون، والأوزون، والميثان،[١] ولكن، بسبب الأنشطة البشرية ازدادت نسب هذه الغازات عن الحد الطبيعي، مما سبب تغيرًا في المناخ، وتعتبر الزراعة واحدةً من هذه الأنشطة، التي تؤثر بانبعاثاتها على التنوع البيولوجي وجودة الهواء ونقائه،[٢][٣] وتوجد طرق وإجراءاتٌ يمكن من خلالها الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) نتيجة الأنشطة الزراعية، مثل استخدام الأسمدة، وتربية المواشي، واستخدام الوقود الأحفوري، وفيما يلي استعراضٌ لعدد منها:[٤][٥]


استخدام الأسمدة الزراعية بكفاءة

تلعب الأسمدة غير العضوية دورًا في انبعاث غازات الاحتباس الحراري من النشاط الزراعي، ولهذا فمن الطرق التي تساهم في التقليل من هذا الانبعاث كفاءة وإدارة استخدام هذا النوع من الأسمدة؛ حيث إن المزارعون قادرون على خفض تأثيرها إلى نسبة أقل عبر اتخاذ عددٍ من الإجراءات، التي من أبرزها تقليل هدر الأسمدة بسبب التطاير في الهواء، وإضافة كميات الأسمدة بناءً على حاجة المحصول الفعلية إليها، بالإضافة إلى اختيار الوقت المناسب لتطبيق السماد؛ أي تطبيقه في ظروف لا تكون رطبة أو حارة، لأنها تزيد من انبعاث أكسيد النيتروس بكميات كبيرة، وهو أحد غازات الدفيئة، أضف إلى ذلك أنّه يمكن المساهمة في تقليل انبعاث مثل هذه الغازات من خلال استخدام الأسمدة ذات البصمة الكربونية الأقل، بدلاً من الأسمدة شديدة التأثير على البيئة، مثل سماد اليوريا.


تحسين صحة التربة

عندما تكون التربة في حالة جيدة، وتكون كمية المادة العضوية فيها مرتفعة، فإن لهذا الأمر انعكاساتٌ إيجابية على حجم المحصول، وقدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه، وتماسكها، وخصوبتها، كما أنّ هذا الأمر يجعلها قادرةً على عزل الكربون (بالإنجليزية: Carbon sequestration)، وهي عملية تقوم بها الكائنات الحية بامتصاص الكربون من الغلاف الجوي، ويتم تخزينه في التربة، وتكمن أهمية تخزين الكربون في أنه يُقلل من نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي تُسببه الأنشطة البشرية، وبالتالي يساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري،[٦][٧] ولهذا يجب العمل على تحسين صحة التربة من خلال زيادة كمية المادة العضوية فيها، من خلال عدة ممارسات وإجراءات، مثل: إضافة الأسمدة العضوية للتربة بانتظام، والتنوع في المحاصيل المزروعة، والتقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية، وزراعة محاصيل تغطية التربة (بالإنجليزية: Cover crop)، وهي تلك المحاصيل التي تجلب الفوائد للقطاع الزراعي من خلال دورها في تقليل الأعشاب الضارة، ومكافحة الأمراض والآفات، وإبطاء التعرية، والحفاظ على المياه، وغيرها، ومن الأمثلة عليها البرسيم الحجازي، والذرة السودانية، واللوبياء الظفرية.[٨][٩]


تحسين تخزين السماد العضوي الحيواني

السماد العضوي الحيواني يتم عمله من الفضلات الصلبة للحيوانات، ويُستخدم لتحسين صحة المحاصيل الزراعية وزيادة كمياتها، بالإضافة لتحسين جودة التربة، ولهذا النوع من السماد دورٌ إنتاج غازات الاحتباس الحراري، وهي أكسيد النيتروس، وغاز الأمونيا، والميثان، ولهذا لا بدّ من تقليل انبعاثات هذه الغازات من خلال تحسين طرق تخزين السماد العضوي النباتي، عبر وضع السماد في مكان تخزين مغطىً، والتأكد من أنّ القاعدة المخزن عليها السماد مانعة للتسرب، بالإضافة إلى تجنب الاستخدام الزائد للسماد العضوي، واختيار الوقت المناسب لتطبيقه.


تقليل انبعاثات الميثان من الماشية

تعتبر تربية الماشية جزءًا مهمًا من القطاع الزراعي، ولكنها على الرغم من ذلك تلعب دورًا في انبعاث نسبٍ عالية من غازات الدفيئة؛ حيث تُطلق الماشية التي يتم تربيتها في المزارع غاز الميثان نتيجة التخمر المعوي (بالإنجليزية: Enteric fermentation)، وهي عملية تعتبر جزءًا طبيعيًا من الهضم عند الحيوانات التي تتناول غذائها عن طريق عملية الاجترار (الحيوانات المجترة)، كالماعز، والأبقار، والأغنام، وتقوم ميكروبات الجهاز الهضمي عند الحيوانات المجترة في هذه العملية بتحليل وتخمير الطعام، مما يؤدي إلى انبعاث غاز الميثان من هذه الحيوانات نتيجة لذلك، ووفقًا لما تُشير إليه واحدةٌ من الإحصاءات؛ فإن ما نسبته 30% من انبعاثات غاز الميثان، التي للنشاطات البشرية يدٌ فيها، على مستوى العالم، مصدرها الماشية التي يتم تربيتها من أجل منتجات الألبان واللحوم، ويمكن الحد من هذا الأمر من خلال إطعام الحيوانات أعلاف عالية الجودة، ومنع تفشي الأمراض بينها، ومراقبة معدلات النمو والخصوبة الخاصة بها، كما أنّ تربية الحيوانات التي يمكن استهلاكها بشكل أسرع يُساهم في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة أيضًا.[١٠]


استخدام مصادر الطاقة المتجددة

المزارع مثلها مثل بقية الأماكن التي تجري فيها أنشطة تُسبب انبعاثًا لغازات الاحتباس الحراري، وتحديدًا بسبب استخدام الوقود الأحفوري، وللحد من مثل هذه الانبعاثات، يُمكن التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، التي تعمل على توفير الطاقة وتكاليفها، بالإضافة إلى تقليل التأثيرات البيئية المرتبطة بها، ومن الأمثلة على طرق استخدام مصادر الطاقة النظيفة هذه: تركيب الألواح الشمسية، واستخدام البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وتوليد الطاقة من خلال توربينات الرياح.


المراجع

  1. "What are greenhouse gases?", climatekids.nasa, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  2. "Course 5 Reduce Greenhouse Gas Emissions from Agricultural Production (Synthesis)", wri.org, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  3. "Reducing emissions in agriculture: What solutions for a more sustainable farming sector?", europa.eu, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  4. "Reducing agricultural greenhouse gases", Province of British Columbia - Gov.bc.ca, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  5. "Practical ways to cut greenhouse gas emissions from farms", rural.struttandparker, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  6. "CARBON SEQUESTRATION", stats.oecd, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  7. recognised as a key,significant factor behind global warming. "What is carbon sequestration?", nationalgrid, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  8. of cover crops include,Austrian winter peas, and more. "What are cover crops?", rodaleinstitute, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  9. "Cover Crops for Sustainable Crop Rotations", sare, Retrieved 19/1/2023. Edited.
  10. "Enteric fermentation", ccacoalition, Retrieved 19/1/2023. Edited.