تعد السحب البنية عبارة عن طبقات تحمل ملوثات الهواء المختلفة مثل الغبار والسخام، وخليط من الكبريتات الصناعية التي يصنعها البشر على سطح الأرض، بالإضافة إلى النترات، والمواد العضوية، والكربون الأسود، وجزيئات الرماد المتطايرة ولهذه الأسباب يتغير لونها إلى اللون البني، وتعمل هذه المواد جميعها في تشتت الإشعاع الشمسي الهابط من الشمس إلى سطح الأرض، فينجم عن هذا التبعثر تأثيرات مناخية إقليمية وعالمية قد تؤثر على كل من صحة البشر وعلى الأمن الغذائي، وترتفع هذه الطبقة عن سطح الأرض نحو 3 كيلومترات، وفي هذا المقال سنوضح علاقة هذه السحب البنية في الغلاف الجوي وتغير المناخ.[١][٢]


تأثير السحب البنية في الغلاف الجوي وتغير المناخ

ندرج فيما يلي أبرز التأثيرات التي تخلفها السحب البني على الغلاف الجوي وعلى المناخ بشكل عام:[١][٢]


انخفاض كمية الإشعاع الشمسي

تؤثر التغيرات في كمية الإشعاع الشمسي الساقطة على الأرض بسبب تواجد السحب البنية في الغلاف الجوي على المناخ الإقليمي الذي يتواجد فيه، من خلال انخفاض درجات الحرارة على سطح الأرض والتي تؤدي بدورها في انخفاض معدلات التبخر وبالتالي ستقل كمية المياه القابلة للتسرب في الغلاف الجوي، وسيؤدي الانخفاض في معدل هطول الأمطار على الدورة الهيدرولوجية الإقليمية للمياه، كما يمكن أن تؤثر هذه التغيرات في كل معدل هطول الأمطار والمناخ الإقليمي في تغير الإنتاج الزراعي الإقليمي الذي يعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار.


تكون الهباء الجوي

وهو ما يُعرف بالضبائب الجوية أيضًا والذي يتمثل بجزيئات عالقة في الهواء، إذّ يحتوي الغلاف الجوي على كميات مهولة من ذرات الغبار الدقيقة للغاية ويكون قوامها صلبًا لا غازيًا ولا عضويًا ومكونة من مواد معدنية ومن قطرات حمضية هيدروكربونية، وأدخنة مختلفة الأنواع والأحجام، ويمنع هذا الهباء الجوي الكربوني ضوء الشمس الساقط من الشمس من المرور على الأرض، كما يُعيد أشعة الشمس إلى الفضاء، مما يسهم في تولد ظاهرة التعتيم، وبالتالي ستقل درجة حرارة الأرض.


تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري

توصل العلماء إلى أن الاحتباس الحراري الذي يحدث بسبب تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي هو العامل الأساسي في ذوبان الأنهار الجليدية، جراء معدل تلوث الهواء العالي في المناطق التي تتواجد فيها، إذّ تعزز السحب البنية من التسخين الشمسي للغلاف الجوي بنسبة تقدر بحوالي 50%، وقد أشار الباحثون إلى أن تأثير التسخين المشترك الذي تقوم به كل من السحب البنية التي تحتوي على السخام، والمعادن النزرة، والجزيئات الصادرة من الصناعات والزراعات الحضرية، إلى جانب غازات الاحتباس الحراري هي العوامل الكافية التي تشرح سبب تلاشي الأنهار الجليدية في نصف القرن الماضي.[٣]


التأثير على تكون السحب

إذّ يحتوي الهواء الملوث على جزيئات قابلة للذوبان أكثر من الهواء النقي أو الأقل تلوثًا، وتؤدي الزيادة هذه الجزيئات إلى زيادة في هطول الأمطار وبالتالي ستزداد ظاهرة انعكاس الغيوم، وازدياد كمية أشعة الشمس المنعكسة في الفضاء، فتزيد درجات الحرارة الشديدة والقاسية في مناطق معينة، وستقل في مناطق أخرى وبالتالي ستكون الآثار السلبية على المناطق التي لم تنشأ وتتكون بها السحب بشكل طبيعي والتي تحمي سطح الأرض من درجات الحرارة الشديدة.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "atmospheric brown cloud", britannica, Retrieved 16/3/2023. Edited.
  2. ^ أ ب brown clouds (ABCs) are,dust, and fly ash particles. "Atmospheric Brown Clouds: Emission Inventory Manual", unep, Retrieved 16/3/2023. Edited.
  3. ""Brown Cloud" Particulate Pollution Amplifies Global Warming", nsf, Retrieved 16/3/2023. Edited.
  4. "asian brown cloud", vedantu, Retrieved 16/3/2023. Edited.