تتسبّب المدن بانبعاث كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري المُسبّبة للتغيرات المناخية، ولكن يُمكن تصميم المدن بحيث تكون صديقة للبيئة، وتساهم في الحد من آثار التغيرات المناخية من خلال بعض التقنيات والممارسات، حيث يُطلق على هذه المدن اسم المدن الخضراء أو المدن المستدامة،[١]إذا كنت ترغب بمعرفة المزيد حول دور بناء المدن الخضراء والمستدامة في الحد من تغير المناخ، فتابع قراءة هذا المقال حتى تتطلع على ذلك:


زيادة المساحات الخضراء

تمتاز المدن الخضراء والمستدامة في اهتمامها في المساحات الخضراء بمختلف أشكالها، حيث إنّ انتشار الغطاء الأخضر والمساحات المفتوحة يساهم في مكافحة آثار تغير المناخ، من خلال توفير التبريد الطبيعي للهواء والأسطح، والتقاط النباتات لغاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي؛ مما يساعد على تعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ يمكن أن تمتص الشجرة الناضجة ما يصل إلى 150 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما أنّ زراعة 12 شجرة يؤدي إلى تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتسبب بها الفرد لمدة عام كامل.[٢]


ومن ناحية أخرى، فإنّ المساحات الخضراء لا تعني زراعة الأشجار فحسب، بل إنّ المساحات الخضراء تعني أن تُصمّم المدينة لتحتوي على شبكة من المساحات الخضراء والأنظمة الطبيعية وشبه الطبيعية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك؛ المناطق البرية والمتنزهات والحدائق العمودية والمحميات الطبيعية والممرات المخصصة للمشي، والأماكن الرياضية، وأشجار الشوارع، وزراعة أسطح المباني، فيما تشمل المساحات المفتوحة؛ الممرات المائية والكثبان الرملية.[٢]


ويُذكر أنّ تنوع الأسطح الخضراء يعد جانباً رئيسياً من المدن المستدامة حيث التي تدعم البيئة، وتحافظ على التنوع البيولوجي قدر الإمكان. [٢]


استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة

تساهم وسائل النقل في ثلث الانبعاثات الكربونية القادمة من المدن، حيث يستخدم السكان جميع وسائل النقل من حافلات وقطارات وسيارات للأجرة وسيارات شخصية للوصول إلى العمل أو المدرسة أو التنقل، ولكن تمتاز المدينة الخضراء أو المستدامة بأنّها مُصمّمةٌ لدعم النقل العام مقابل استخدام السيارة الفردية، وجعل ركوب الدراجات والمشي سهلاً وميّسراً، بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذه المدن تُشجّع استخدام المركبات الكهربائية، أو التي تعمل بالوقود الحيوي بدلاً من البنزين والديزل.[٣]


ومن الأمثلة العملية المُطّبقة على تشجيع وسائل النقل الصديقة للبيئة، قيام مدينة كوبنهاغن الدنماركية بتصميم إشارات المرور بحيث تُعطي الأولوية للدراجات على حساب السيارات، إذ ساهم ذلك في خفض عدد مرات توقف راكبي الدراجات من متوسط ​​6 لكل رحلة إلى مرة واحدة.[٣]


استخدام تقنيات حديثة في البناء

فيما يأتي ذكر لأبرز التقنيات الحديثة المستخدمة في المدن الخضراء، والتي تُقلل من تأثير المدن على التغيرات المناخية:[٤]

  • تصميم المباني بحيث تعتمد على التهوية الطبيعية الكافية، ولا تحتاج إلى مكيفات للهواء.
  • توليد الطاقة التي تحتاجها عمليات البناء مثل استخراج وتصنيع المواد مثل الصلب والخرسانة باستخدام مصادر بديلة للطاقة والابتعاد عن الوقود الأحفوري؛ لخفض الانبعاثات الكربونية المسببة للتغيرات المناخية.
  • تصميم المباني وفقًا لمعايير الاستخدام الفعّال للطاقة (بالإنجليزية: Efficient energy use) ومعايير العزل الحراري.[٥]


أدوار أخرى

فيما يأتي ذكر لأبرز الأدوار التي تساهم من خلالها المدن الخضراء والذكية في التقليل من آثار التغير المناخي:[٥]

  • حماية المساحات ذات التنوع البيولوجي العالي من التوسع الحضري من خلال الاستخدام الفعّال للأراضي الحضرية، وذلك للحفاظ على البيئة قدر الإمكان.
  • تصميم المدن بحيث يكون الانتقال بين الخدمات المختلفة سهلاً وقريباً من المناطق السكنية، مما يقلل من الطاقة المُستهلكة في التنقل.
  • حماية الأراضي الزراعية والغابات وموائل الحياة البرية الواقعة على أطراف المدينة.
  • تقليل النفايات العضوية، من خلال تحسين طرق إدارة النفايات، ومعالجة أو استخدام انبعاثات الميثان الخارجة من مدافن النفايات.[٤]

المراجع

  1. "6 Traits of a Sustainable City (With Examples)", digi, Retrieved 23/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت cover and open spaces provide natural cooling of air,, drought, rainfall and storms. "Climate change, green cover and open spaces", NSW government, Retrieved 23/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "How do we build sustainable cities of the future?", iso, Retrieved 23/1/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Cities: a 'cause of and solution to' climate change", united nation, 18/9/2019, Retrieved 23/1/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "THE THREE PILLARS OF SUSTAINABLE CITIES AND COMMUNITIES", activesustainability, Retrieved 23/1/2023. Edited.