أصبح الحديث عن تغير المناخ وآثاره الخطيرة على كوكبنا شائعًا جدًا في الآونة الأخيرة بسبب مستوى الخطورة الذي وصل لها كوكب الأرض من ناحية التغير المناخي، بالإضافة إلى وجود آثار جسيمة له على أرض الواقع، وتتمثل هذه الآثار بازدياد الكوراث الطبيعية وانخفاض نسبة الموارد الطبيعية الموجودة لدينا، ويقول علماء المناخ أننا اليوم في الرمز الأحمر على كوكب الأرض، أي أننا نواجه مشكلة كبيرة وخطرًا حقيقيًا فيما يخص تغير المناخ.[١]


التغير المناخي الذي حذر منه العلماء

حذر الباحثون وعلماء المناخ والمؤسسات المعنية من تدهور حالة المؤشرات الحيوية لكوكب الأرض، لدرجة أننا نواجه اليوم حالة طوارئ مناخية، فأشارت تقارير العلماء إلى حدوث 16 علامة حيوية من أصل 35 علامة على كوكب الأرض، ويستخدم العلماء هذه المؤشرات لتتبع تغير المناخ ومدى خطورته، ومن أبرز هذه العلامات وأكثرها تأثيرًا النمو السكاني، وزيادة استهلاك الغاز، وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة المتمثلة بثاني أكسيد الكربون والميثان، بالإضافة إلى تقلص حجم الأنهار الجليدية، ما وينتج عن ذلك من ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، إلى جانب احترار المحيطات، وزيادة أعداد المواشي واستهلاكها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.[٢]


بيّن العلماء أن هذه العلامات سيئة وخطيرة وتستوجب إعلان حالة طوارئ مناخية؛ لأنها تؤدي إلى كوارث بيئية أبرزها الحرائق والفيضانات والجفاف، ويظهر ذلك جليًا في ازدياد نسبة الكوارث الطبيعية التي تحصل وحصلت في الكرة الأرضية في السنوات القليلة الماضية، وهنا تظهر ضرورة الاستجابة الفورية لهذه العلامات واتخاذ قرارات بيئية ومناخية فورية للتخفيف من آثار تغير المناخ على كوكب الأرض.[٢]


وضع التغير المناخي اليوم

فيما يأتي بعض الدراسات والتقارير التي توضح الوضع الحالي لتغير المناخ على كوكبنا:[٢]

  • على مدى الثلاثين سنة الماضية ازدادت انبعاثات غازات الدفيئة على كوكب الأرض بحوالي 40٪.
  • وصلت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في شهر مارس من عام 2022 إلى 418 جزءًا في المليون، وهو أعلى تركيز عالمي تم تسجيله على الإطلاق.
  • من الأمور الجيدة التي حصلت مؤخرًا هو انخفاض استهلاك الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري في عام 2020، وذلك بسبب جائحة كورونا، وانخفضت أيضًا انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ولكن عاودت هذه النسب بالارتفاع في عام 2021 بعد فك الحظر وتخفيف القيود المتخذة في جائحة كورونا.[١]
  • بين عامي 2020 و 2021 ازداد استهلاك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 18٪.[١]
  • في عام 2022 ارتفعت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.[١]
  • كان عام 2022 من أكثر الأعوام حرارة على كوكب الأرض، مما أسفر عن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات.[١]


التغير المناخي والمستقبل

إذا استمرت الأنشطة البشرية كما هي فيما يخص استهلاك الموارد الطبيعية والمساهمة في انبعاثات غازات الدفيئة ستزيد نسبة الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها كوكب الأرض، وستزداد مشكلة فقدان الغطاء النباتي بسبب الحرائق وسيزداد انتشار الحشرات والأمراض بسبب ارتفاع حرارة الأرض، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي والجفاف والكوارث الطبيعية،[٣] في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة فمن المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الأرض ثلاث درجات مئوية بحلول عام 2100.[٢]


من المتوقع أن تشهد المناطق الساحلية ارتفاعًا مستمرًا على منسوب مياه البحار طوال القرن الحادي والشعرين، مما يساهم في زيادة نسبة الفيضانات التي تضرب هذه المناطق وتآكل السواحل، بالإضافة إلى توقع فقدان الغطاء الثلجي وذوبان الأنهار والصفائح الجليدية، وفقدان الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي، وانخفاض مستويات الأكسجين بشكل واضح مما يؤثر على الإنسان والنظم البيئية ويؤدي إلى كوارث كبيرة.[٤]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "World Scientists’ Warning of a Climate Emergency 2022 ", academic.oup, Retrieved 6/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Scientists warn of Earth's unequivocal climate emergency", sydney.edu, Retrieved 6/2/2023. Edited.
  3. "The Scientist’s Warning: Climate Change Has Pushed Earth To ‘Code Red’", forbes, Retrieved 6/2/2023. Edited.
  4. "Climate change widespread, rapid, and intensifying – IPCC", ipcc, Retrieved 6/2/2023. Edited.