دور مدافن النفايات في ظاهرة الاحتباس الحراري

تُعرف ظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global warming) على أنها ارتفاع درجة الحرارة، والتي يتعرض لها كوكب الأرض بشكلٍ تدريجي، نتيجةً لازدياد نسب الملوثات في الجو، مثل مركبات الكربون الكلورية الفلورية، وثاني أكسيد الكربون، وينجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري تغيرٌ في الظروف المناخية؛ إذ تؤدي الممارسات البشرية الخاطئة، مثل قطع الغابات وحرق الوقود الأحفوري، إلى ارتفاع درجة حرارة بالأرض، والتي تعمل بدورها على تغيير أنماط الطقس، وزيادة معدلات الجفاف في المناطق الجافة، بالإضافة إلى زيادة معدلات الرطوبة في المناطق الرطبة؛ الأمر الذي ينجم عنه زيادة في الكوارث الطبيعية، مثل موجات الجفاف والفيضانات،[١] وتعتبر مدافن النفايات أحد الأمور، ذات العلاقة بالممارسات البشرية، التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وفيما يلي توضيحٌ مفصلٌ لدورها في هذه الظاهرة:[٢][٣]

  • تُشير التقديرات إلى أنّ كمية النفايات التي ينتجها الفرد قد تصل إلى 1.2 كيلو غرام في اليوم الواحد، وتُشير أيضًا إلى أنّ العالم ينتج قرابة 1.3 مليار طن من النفايات في السنة، وأنّ هذا الرقم من المرجح أن يرتفع ليصل في العام 2025 إلى 2.2 مليار طن، أما عن نسبة النفايات التي تصل إلى المدافن المخصصة لها، في جميع البلدان، بغض النظر عن اختلافها في مستوى الدخل، فهي 59%.
  • مدافن النفايات (بالإنجليزية: Landfills) هي مواقع مصممة خصيصًا لتخزين النفايات؛ وذلك بغرض تقليل آثارها على البيئة وصحة الإنسان،[٤] ويجري في هذه المواقع دفن النفايات في أماكن تحت الأرض، تكون مبطنة بالطين، ومغلفة ببلاستيك مرن، ويكون فيها أيضًا أنابيب ومصارف مهمتها تجميع عصارة النفايات، وفي كل يوم يجري فيه إضافة كمية جديدة من النفايات إلى المدافن المخصصة، يتم تغطيتها في كل مرة بكمية من التراب، وعندما يمتلئ مدفن النفايات، وتُستهلك كل طاقته الاستيعابية، يتم تغطية القمامة بالطين وبالأغطية البلاستيكية.
  • كما وضحنا في النقطة السابقة؛ فإن الغاية من مدافن النفايات هي تخزين النفايات، ولهذه فالنفايات في مثل هذه المواقع تتحلل ببطء، في بيئة تحت الأرض تخلو من الأكسجين، ونتيجة لذلك تقوم البكتيريا التي في النفايات العضوية بإنتاج غاز الميثان؛ حيث إنّ قرابة نصف النفايات التي في المكبات نفايات عضوية، مكونة بشكلٍ أساسي من الورق والطعام، وبسبب هذا، تنبعث من مكبات النفايات كمياتٌ كبيرة جدًا من غاز الميثان، الذي يعد أحد غازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، كما أنه أقوى تأثيرًا من ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 25-72 مرة.
  • غاز الميثان هو غازٌ شديد الخطورة وقابل للاشتعال في حال تمّ تجميعه تحت الأرض، ولهذا يتم تنفيسه في الجو، مما يجعله يلعب دورًا في التسبب بظاهرة الاحتباس الحراري.
  • وتجدر الإشارة إلى أنّ مدافن النفايات تنتج، إلى جانب غاز الميثان، بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، وكميات ضئيلة من المركبات العضوية غير الميثانية، والهيدروجين، والنيتروجين، والأكسجين، وجميع هذه الغازات قد تلعب دورًا في التغير في المناخ، بالإضافة إلى تسببها بالضباب الدخاني (بالإنجليزية: Smog)‏، الذي يُعرف على أنه شكل من أشكال تلوث الهواء، الذي يظهر على شكل ضباب، يتراوح لونه بين الأصفر والبني، وينتج عن تأثر الغلاف الجوي بالملوثات الضارة، نتيجة العوامل الطبيعية، والتأثيرات البشرية.[٥][٦]


إنتاج الطاقة من الميثان في مدافن النفايات

كما وضحنا سابقًا، فإنّ نسبةً كبيرة من النفايات في مدافن النفايات هي مواد عضوية، مثل الخشب، والأعشاب، وبقايا الطعام، والورق، وينتج عن تحلل هذه المواد غازات حيوية، من بينها الميثان، الذي يعتبر من أقوى غازات الدفيئة وأشدها تأثيرًا، وكما أنّ لغاز الميثان المنبعث من مدافن النفايات تأثيرٌ سلبي متمثل بالتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري، فإنه من جهة أخرى قابلٌ للاستغلال في مجال إنتاج الطاقة، سواءً كانت حرارةً أم كهرباء، وبالنسبة لطريقة إنتاج الطاقة من الميثان في مدافن النفايات، فهي تجري من خلال إيصال الأنابيب إلى أعماق مدافن النفايات، وباستخدام هذه الأنابيب يتم تجميع الغاز لاستخدامه بعدة طرق، مثل تعريضه للضغط، ومن ثم تنقيته، بغرض استخدامه كوقود للمولدات الكهربائية، أو خلطه مع إمدادات الغاز الطبيعي، وتكمن أهمية إنتاج الطاقة من الميثان في مدافن النفايات في اعتبار هذا الغاز بديلاً عن الغاز الطبيعي، والنفط، والفحم، كما أنّ استغلال الميثان المنبعث من مدافن النفايات لإنتاج الطاقة يضع حدًا لمساهمة هذا الغاز في ظاهرة الاحتباس الحراري.[٧][٨]


إجراءات تقليل النفايات للحد من الاحتباس الحراري

إنّ التقليل من النفايات يُساهم في خفض كمياتها التي تصل إلى مدافن النفايات، وبالتالي يساهم هذا في التقليل من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وفيما يلي ذكرٌ لبعض الإجراءات التي تُساهم في ذلك:[٩][١٠]

  • استخدام مخلفات الحدائق، مثل ما يتم إزالته من أعشاب ضارة وأوراق، في تحضير السماد الطبيعي.
  • تجنب هدر الطعام، وشراء الكميات وفق الحاجة فقط، دون زيادة.
  • إعادة تدوير الأشياء التي لا يتم استخدامها بدلاً من الإلقاء بها في النفايات، مثل الورق والألمنيوم.
  • شراء المنتجات المصنوعة من المواد التي تمّت إعادة تدويرها.
  • تجنب استخدام الزجاجات البلاستيكية قدر الإمكان، واستخدام العبوات القابلة لإعادة الاستخدام.
  • التبرع بالملابس للجهات المعنية، بدلاً من التخلص منها في النفايات.


المراجع

  1. "Global Warming", byjus, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  2. "How Do and How Much Landfills Contribute to Global Warming?", conserve-energy-future, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  3. "How Do Landfills Contribute to Global Warming?", greentumble, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  4. "Landfills", education.nationalgeographic, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  5. "Smog", energyeducation, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  6. "The Hidden Damage of Landfills", colorado, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  7. "Landfill Methane Capture", drawdown, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  8. "Methane Capture and Use", archive.epa, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  9. "How Do Landfills Contribute to Global Warming and What Can We Do About It?", joingoodside, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  10. "Why Landfills Should Be the Last Resort: Reduce, Reuse, and Recycle first!", hrsd, Retrieved 22/1/2023. Edited.