هل إيقاف التلوث البلاستيكي سيحد من تغير المناخ؟

تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو تلك التغيرات المتسارعة والخطيرة، والتي تطرأ على أنماط الطقس على المستوى العالمي، وتمتد لفترة طويلة من الزمن، قد تصل إلى عقودٍ أو أكثر، ومن الأمثلة على أنماط الطقس المتأثرة بالتغير المناخي: الرياح، والهطول المطري، ودرجات الحرارة، وترتبط هذه التغيرات، المُسببة للظواهر المناخية المتطرفة، بارتفاع مستويات غازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) في الغلاف الجوي، كثاني أكسيد الكربون، والتي تنتج عن الأنشطة البشرية التي تعتمد على حرق الوقود الأحفوري (النفط، الفحم، الغاز الطبيعي) لإنتاج الطاقة، ومن الأمثلة على تأثيرات التغير في المناخ: زيادة حموضة المحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتضرر النُظم البيئية، وتعتبر صناعة البلاستيك من الأنشطة البشرية التي تلعب دورًا في التسبب بهذه الظاهرة، كما أنّ مخلفات هذه المادة تلوثًا يفاقم من تأثيرات التغير المناخي،^[١][٢] وفي العناوين التالية من هذا المقال سنجيب على سؤال ما إذا كان إيقاف التلوث البلاستيكي سيحد من تغير المناخ، لكن قبل ذلك لا بدّ أولاً من توضيح العلاقة بين التلوث البلاستيكي وتغير المناخ، وجميع هذه التفاصيل وأكثر سنتناولها فيما يلي:

العلاقة بين التلوث البلاستيكي وتغير المناخ

يُعرف التلوث البلاستيكي (بالإنجليزية: Plastic pollution) على أنه تراكم المواد المصنوعة من البلاستيك في البيئة، والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر الميكروبيدات البلاستيكية (قطع بلاستيكية متناهية الصغر يتم إضافتها إلى منتجات تنظيف البشرة)، والأكياس، والعبوات البلاستيكية، ويسبب هذا التراكم إضرارًا بموائل الحياة البرية، والموائل الطبيعية، وحياة البشر بشكلٍ عام، ومما يفاقم مشكلة التلوث البلاستيكي أنّ البلاستيك طويل الأمد، ورخيص الثمن،^[٣] وتوصف هذه المشكلة على أنها "مشكلة عالمية"؛ إذ يذكر الموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (بالإنجليزية: United Nations Environment Programme - UNEP) أنّ قرابة 7 إلى 9.2 مليار طن من البلاستيك، الذي تمّ إنتاجه بين الأعوام 1950-2017، قد أصبح نفاياتٍ بلاستيكية، وهناك علاقة وثيقة بين التلوث بالنفايات البلاستيكية وتغير المناخ؛ فالبلاستيك في جميع مراحله، بما فيها إنتاجه، وحتى التخلص من النفايات البلاستيكية من خلال حرقها، أو إعادة تدويرها، يُسبب انبعاثًا في غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) التي تلعب دورًا في التغير المناخي، وتذكر تقاريرٌ أنه من المتوقع بحلول العام 2050 أن تشكل نسب انبعاثات غازات الدفيئة من البلاستيك، من مجموع غازات الاحتباس الحراري في نفس العام، قرابة 13%، بالإضافة إلى ذلك، يساهم التلوث البلاستيكي في تسريع التغير في المناخ، وذلك من خلال ما تقوم به النفايات البلاستيكية الملقاة في المحيطات من إعاقة لقدرتها على امتصاص واحتجاز ثاني أكسيد الكربون من الجو.^[٤][٥]

دور إيقاف التلوث البلاستيكي في الحد من تغير المناخ

نستنتج مما ذكرناه في الفقرة أعلاه أنه بالإمكان التخفيف من وطأة التغير المناخي وتأثيراته من خلال إيقاف التلوث البلاستيكي، فالمواد البلاستيكية التي تُسبب هذا النوع من التلوث مصنوعةٌ في معظمها من الوقود الأحفوري، الذي يساهم بشكلٍ مباشر في تغير المناخ، كما أنّه يتم تخصيص ما نسبتهُ 4-8% من إنتاج النفط في العالم لإنتاج البلاستيك، ناهيك عن أنّ أغلب المواد البلاستيكية المُسببة للتلوث البلاستيكي يتم التخلص منها بعد استخدامها لمرة واحدة، والتقليل من إنتاج واستخدام هذه المواد، واتخاذ الإجراءات لإيقاف التلوث البلاستيكي يُساهم بشكلٍ فعال في الحد من تغير المناخ، نتيجة لما ينجم عن هذه الإجراءات من خفضٍ لمستويات انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.^[٦][٧]

إجراءات إيقاف التلوث البلاستيكي للحد من تغير المناخ

يلعب اتخاذ إجراءات إيقاف التلوث البلاستيكي دورًا في الحد من التغير المناخي، وفيما يلي استعراضٌ لعدد من هذه الإجراءات الفعالة، التي تساهم في وضع حدٍ لهذه المشكلة:^[٨]

• إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية بدلاً من الإلقاء بها في النفايات، وأخذها إلى المراكز المخصصة لذلك.
• استبدال عبوات الماء البلاستيكية، والتي يتم التخلص منها في القمامة بعد استخدامها لمرة واحدة، بالعبوات القابلة لإعادة الاستخدام.
• شراء المنتجات والسلع المصنوعة من البلاستيك المستعملة.
• شراء المنتجات ذات الكميات الكبيرة، بدلاً من المنتجات ذات الكميات الصغيرة؛ حيث إنّ الأخيرة يتم وضعها في عبوات صغيرة، ولا يتم الاكتفاء بشراء واحدة منها فقط، الأمر الذي ينتج عنه استهلاك أكبر للبلاستيك مع مرور الوقت.
• استبدال الأكياس البلاستيكية بالأكياس القماشية التي يمكن إعادة استخدامها.