أثر التغير المناخي على التصحر

يعد التصحر التحدي البيئي الأكبر في هذا العصر، كما أنّ التغيّر المناخي يزيده سوءًا، حيث يؤدي التأثير المشترك لتغيّر المناخ وسوء إدارة الأراضي والاستخدام الجائر للمياه العذبة إلى تدهور المناطق التي تعاني من ندرة المياه في العالم، وهو ما يجعل التربة فيها أقل قدرة على دعم المحاصيل والماشية والحياة البرية،[١]وفيما يأتي توضيح لآثار التغير المناخي على التصحر:


ارتفاع درجة حرارة الأرض

بدايةً تجب الإشارة إلى أنّ سطح الأرض (التربة) يسخن بسرعة أكبر من كوكب الأرض بمكوناته المختلفة، ففي حين أنّ متوسط ​​درجات الحرارة العالمية أعلى بنحو 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في أوقات ما قبل الثورة الصناعية، إلى أنّ درجة حرارة سطح الأرض ارتفعت بنحو 1.7 درجة مئوية.[١]


حيث يؤثر الاحترار العالمي الناتج من الانبعاثات في التأثير على معدلات هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، مما يساهم في زيادة نسبة التصحر، حيث إنّ لهطول الأمطار تأثيراً على تبريد سطح الأرض، لذا فإنّ انخفاض معدلات هطول الأمطار يمكن أن يسمح للتربة بالجفاف، وأن تصبح أكثر عرضةً للتآكل والتصحر.[١]


تواتر وشدة الظاهر المناخية

يؤثر تغير المناخ على تواتر وشدة الظواهر الجوية مثل الجفاف والفيضانات، فمثلاً في المناطق الجافة، يمكن أن يكون لموجات لجفاف تأثير كبير على الغطاء النباتي وإنتاجية المحاصيل، لا سيما إذا كانت تلك الأراضي تُستخدم كمراعٍ للماشية، فعندما تموت النباتات بسبب نقص المياه، تصبح التربة جرداء، وتتآكل بسهولة بفعل الرياح والأمطار الغزيرة وهو ما يزيد التصحر سوءاً، ومن ناحية أخرى، فإنّ هطول الأمطار الغزيرة يتسبب في تآكل التربة وتشبعها بالمياه وهو ما يؤدي إلى قلة تماسكها.[١]


ارتفاع نسبة حرائق الغابات

يُساهم التغير المناخي في حرائق الغابات، حيث إنّ ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي يؤدي إلى طول المواسم الدافئة الجافة أحياناً، وهي ما تزيد من فرصة انتشار واندلاع الحرائق، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المناخ الدافئ يُسرّع من عملية تحلل الكربون العضوي في التربة، ممّا يجعلها مستنفذة وأقل قدرة على الاحتفاظ بالمياه والمغذيات.[١]


ما هي الآثار المترتّبة على التصحر؟

فيما يأتي توضيح لذلك:[٢]

  • تقليل قدرة سكان الأراضي الجافة على التكيّف، وهو ما يزيد فرصة حدوث النزاعات على الموارد الأساسية.
  • تقل نسبة امتصاص الكربون الصافي في المناطق القاحلة بحوالي 27% مقارنةً في المناطق الأخرى، وهو ما يؤدي إلى زيادة تأثيرات التغيرات المناخية.
  • يؤدي فقدان الغطاء النباتي وجفاف الغطاء السطحي؛ بسبب التصحر إلى زيادة تواتر العواصف الترابية.
  • يقلل التصحر من التنوع البيولوجي في المناطق التي ينتشر فيها.
  • من المتوقع أن يتعرض الإنتاج الزراعي في العديد من المناطق الأفريقية لخطر شديد؛ بسبب التصحر الناتج عن التغير المناخي، حيث من المتوقع أن تنخفض المساحة الصالحة للزراعة فيها، وتطول مواسم الزراعة، وهو ما يُقلل قدرة الأراضي على إنتاج الغلة.[٣]
  • يؤثر التصحر على صحة الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر، فمع تدهور الأراضي وتوسع الصحاري في بعض الأماكن، ينخفض ​​إنتاج الغذاء، وتجف مصادر المياه، وهو ما يضطر السكان للانتقال إلى مناطق أخرى.[٤]
  • يزيد التصحر وما يتبعه من ارتفاع في نسبة الغبار الجوي الناجم عن تآكل الرياح وملوثات الهواء الأخرى في زيادة أمراض الجهاز التنفسي.[٤]


ما هو التصحر؟

حددت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تعريفًا ينص على أنّ التصحر هو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة الناتج عن عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Explainer: ‘Desertification’ and the role of climate change", carbonbrief, 6/8/2019, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  2. "Desertification", ipcc, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  3. "Climate change and desertification ", world meteorological organization, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Climate change: Land degradation and desertification", World Health Organization, Retrieved 22/1/2023. Edited.
  5. Robert McSweeney (9/8/2019), "Explainer: ‘Desertification’ and the role of climate change", climate-diplomacy, Retrieved 22/1/2023. Edited.