كيف يؤثر تغير المناخ على البيئة

أدى ارتفاع درجات الحرارة والتغير في أنماط الطقس نتيجة التغير المناخي الذي يشهده العالم في الوقت الحاضر إلى العديد من الآثار الضارة على الإنسان والبيئة المحيطة به، وفي هذا المقال سنبين أبرز آثار التغير المناخي على البيئة.

إحداث خلل في السلسلة الغذائية

يمتد تأثير تغير المناخ على مجموعة واسعة من الكائنات الحية، فمثلاً يؤدي ذوبان الجليد في القطب الشمالي إلى انخفاض أعداد الطحالب المتجمدة (طحلب الجليد)، والتي تنمو وتزدهر عادةً في الثقوب الجليدية الغنية بالمغذيات، حيث تُؤكل هذه الطحالب عادةً من قِبل العوالق الحيوانية والتي تُعتبر غذاءً لسمك القد في القطب الشمالي، والذي يُعد بدوره مصدراً غذائياً مهماً للعديد من الثدييات البحرية، بما في ذلك الفقمات، والتي تعد غذاءً للدببة القطبية، وبالتالي فإنّ ذوبان الجليد الناتج عن تغير المناخ يؤدي إلى إحداث خلل في الشبكات الغذائية.^[١]

زيادة خطر الانقراض

يُعد تغيّر المناخ أحد العوامل المؤثرة في زيادة أعداد الكائنات الحية المهددة بالانقراض، فوفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) فإنّ 20 إلى 30% من الأنواع النباتية والحيوانية التي قُيّمت ودُرست حتى الآن تُعد مُعرّضةً لخطر الانقراض إذا وصلت درجات الحرارة إلى المستويات المتوقعة بحلول نهاية هذا القرن.^[١]

ويُشار إلى أنّ أبرز أنواع الكائنات الحية الحساسة لتغيّر المناخ بشكل خاص؛ الحيوانات التي تعيش في البيئات الجبلية، مثل؛ حيوان البيكا، والحيوانات التي تعيش في المناطق المتجمدة والجليدية، مثل؛ الفقمة الحلقية (بالإنجليزية: ringed seals) والدببة القطبية، كما يشمل أسماك المياه الباردة، مثل؛ السلمون المتواجد في شمال غرب المحيط الهادئ.^[١]

ذوبان الجليد

يظهر تأثير تغيّر المناخ بشكل واضح جداً في القطبين، حيث إنّ سرعة ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي تبلغ ضعف سرعة ارتفاعها في أي مكان آخر على وجه الأرض، وهو ما يتسبّب في الذوبان السريع للأنهار الجليدية والصفائح الجليدية القطبية،^[٢]وعندما تذوب الصفائح والأنهار الجليدية تتدفق المياه العذبة إلى البحار، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، والتقليل من ملوحة مياه البحار نظراً لعذوبة مياه الجليد، والتي يمكن أن تُحدث تغيّرات في تيارات المحيط.^[٣]

ومن الجدير بالذكر أنّ المنطقة الجليدية في القطب الشمالي تُعد حالياً الأصغر منذ 1000 عام تقريباً، ومن المتوقع أن تتقلّص هذه المناطق إلى حين اختفائها.^[٣]

تغيّر الموائل

يتسبّب ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي في تحرّك موائل العديد من الكائنات الحية (بالإنجليزية: Habitat Shifts)، خصوصاً تلك المتواجدة في المناطق الشمالية من قارة أمريكا الشمالية، وبالرغم من أنّ هذا قد يعني توسّع النطاقات الجغرافية لبعض الموائل إلا أنّ ذلك يُقلّل من مساحة الموائل أو قد يُغيّرها إلى مكان غير مناسب لبعض الكائنات الأخرى.^[٤]

على سبيل المثال، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) فإنّ الغابات الشمالية تزحف باتجاه التندرا، ممّا يقلل من المساحة المخصصة للعديد من الكائنات الفريدة التي تستوطن وتعتمد في نظامها الغذائي على التندرا، مثل؛ الرنة، والثعلب القطبي، وبوم الثلج، بالإضافة إلى ذلك فإنّ التغيّر المناخي يؤثّر على الموائل الطبيعية للنباتات والغابات؛ ومن ذلك توسّع غابات البلوط في بعض المناطق، وتقلّص غابات القيقب والزان، واختفاء غابات التنوب (الغابات الراتينجية).^[٤]

آثار أخرى لتغير المناخ على البيئة

من أبرز الآثار البيئية الأخرى المترتّبة على تغيّر المناخ ما يأتي:^[٥]

• التأثير على دورة حياة العديد من الأنواع النباتية والحيوانية مثل؛ تغيّر مواعيد الهجرة والتكاثر.
• انخفاض جودة الماء والهواء.
• ارتفاع معدل هطول الأمطار والثلوج في جميع أنحاء العالم، في حين تشهدُ بعض المناطق جفافَاً شديداً، مما يزيد من مخاطر اندلاع حرائق الغابات، وفقدان المحاصيل، ونقص المياه الصالحة للشرب.^[٦]
• انخفاض أعداد الأشجار وانحسار الغابات.^[٣]
• ارتفاع نسبة تكاثر وانتشار بعض الكائنات الحية الغازية أو المؤذية مثل؛ أسماك الأسد، والقرّاد.^[٧]
• ارتفاع حموضة المحيطات والبحار؛ نظراً لامتصاصها جزءاً من غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.^[٧]