كيف يؤثر تغير المناخ على الموارد المائية

التغير المناخي (بالإنجليزية: Climate change) هو تغير دوري يصيب مناخ كوكب الأرض، نتيجة ما يطرأ على الغلاف الجوي من تغيرات، إضافة إلى تأثر الغلاف الجوي بعوامل مختلفة تؤثر على نظام كوكب الأرض، تشمل عوامل بيولوجية، وكيميائية، وجغرافية، وجيولوجية،^[١] كما يُعرف التغير المناخي على أنه تغيرٌ يطرأ على المناخ، ويستمر لفترة زمنية طويلة، قد تصل إلى عقود، وتقف وراء هذا التغير أسباب طبيعية، مثل الانفجارات البركانية، وأسباب غير طبيعية لها تأثيرات وعواقب كارثية، مثل انبعاثات غازات الدفيئة، وللتغير المناخي العديد من التأثيرات،^[٢] بما في ذلك التأثير على الموارد المائية (بالإنجليزية: Water resources) والتي تُعرف على أنها جميع أشكال المياه الموجودة على سطح الأرض وفي جوفها؛^[٣] حيث هناك علاقةٌ وثيقة بين المياه بشكلٍ عام والمناخ، فالتغيرات التي يتأثر بها المناخ تسبب ندرتها، بالإضافة إلى حصول كوارث مرتبطة بها، وتلوثها،^[٤] وفيما يلي استعراضٌ لتأثيرات التغير المناخي على الموارد المائية:^[٥][٦]

جفاف الموارد المائية

إنّ الأمطار هي من المصادر الرئيسية للمياه في الموارد المائية،^[٧] ويُسبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ إلى زيادة نسب هطول الأمطار في فصل الشتاء، وانخفاض نسب تساقط الثلوج، وقد يتساقط الثلج في وقتٍ لاحق من فصل الشتاء، مع تراكمٍ قليل، كما قد يتعرض للذوبان في وقتٍ مبكر، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المياه في فصل الصيف، وتسببه بموجات الجفاف، بالإضافة إلى ذلك، يُسبب التغير المناخي تغيرًا في أنماط الهطول المطري المعتاد، فينتج عن هذا ازيادٌ في نسب الأمطار المتساقطة في بعض المناطق من جهة، وانخفاضٌ في نسب الأمطار في بعض المناطق من جهةٍ أخرى، مما يؤثر على منسوب المياه في الموارد المائية.^[٨]

تزايد معدلات التبخر

من تأثيرات التغير المناخي على موارد المياه ازدياد معدلات التبخر؛ ففي المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة بسبب التغير في المناخ، يكون الهواء أكثر سخونة، والهواء الساخن بطبيعتهِ يحتوي على رطوبة أكثر مقارنةً بالهواء البارد، ويعمل الهواء الساخن على امتصاص المزيد من المياه، بما في ذلك المياه الموجودة في النباتات، والتربة، والبحيرات، والمحيطات، مما يؤثر على موارد المياه التي يستخدمها الإنسان، ويسبب بها عجزًا، وخصوصًا في فصل الصيف، ولهذا الأمر تأثير مباشر على تلبية احتياجات البشر من الموارد المائية، بما في ذلك الشرب، والأنشطة الزراعية.

نقص المياه نتيجة الذوبان السريع للثلوج

كما ذكرنا سابقًا، يُسبب التغير في المناخ انخفاضًا في مستوى مياه الموارد المائية في فصل الصيف، نتيجة ذوبان الثلوج في وقتٍ مبكر قبل موعده، ففي الأحوال الطبيعية، التي لا يكون فيها تغيرٌ في المناخ، يذوب الثلج، الذي يتساقط في فصل الشتاء، خلال فصل الربيع؛ الأمر الذي يوفر لموارد المياه، وتحديدًا الجداول والأنهار، إمداداتٍ من المياه العذبة الناتجة عن ذوبان الثلج، لكن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي يُقلل من تساقط الثلوج، ويزيد من تساقط الأمطار، وحتى في حالة تساقط الثلوج، فإنّ المطر سيعمل على إذابته، ويؤثر على إمدادات المياه التي من المفترض أن تتزود بها الموارد المائية في فصل الربيع؛ الأمر الذي يسبب بدوره موجات الجفاف، ويؤثر بشكلٍ سلبي على الأنشطة التي تعتمد على المياه في الموارد المائية بشكل رئيسي، مثل الزراعة، وتوليد الطاقة الكهرومائية التي يتم توليدها من جريان المياه في الموارد المائية، بالإضافة لتأثيرها على ما تتلقاه المناطق الحضرية من إمدادات مياه لتلبية مختلف احتياجاتها.^[٩][٨]

تأثر المحيطات حول العالم

تتأثر المحيطات بالتغير المناخي من عدة جوانب؛ فعلى صعيد الكائنات البحرية التي تعيش فيها، تعمل ازدياد نسبة الحموضة وارتفاع درجات الحرارة على التأثير سلبًا على حياة هذه الكائنات، ومن مظاهر هذا التأثير التغير الذي يصيب السلسلة الغذائية للكائنات البحرية، كما يُسبب التغير المناخي نفوق العديد من الأسماك، وخللاً في دورة حياة أسماك المياه الباردة، بالإضافة إلى هجرة الأسماك نحو المياه الباردة في القطبين؛ الأمر الذي يؤثر بدوره على قطاع صيد الأسماك، أما على صعيد مستوى المياه في المحيطات، فالتغير المناخي يُسبب ذوبانًا في الصفائح الجليدية وفي قمم الجبال الجليدية أيضًا، مما يجعل المحيطات تستقبل مياهً إضافية، تُسبب بدورها ارتفاعًا في مستويات سطح البحر؛ الأمر الذي يشكل تهديدًا للمناطق الساحلية حول العالم.^[٩]

تأثر جودة المياه

إنّ هطول الأمطار بشكل متكرر نتيجة التغير المناخي يعمل على زيادة الجريان السطحي والتعرية، مما يساهم في إيصال الرواسب والمواد الكيميائية إلى المياه الجوفية ومجاري المياه؛ الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على جودة المياه في هذه الموارد، ويجعلها ذات جودة ضعيفة، كما أنّ نقص إمدادات المياه في الموارد المائية نتيجة التغير المناخي يساهم في زيادة تركيز المُلوثات وغيرها من المواد الضارة في هذه المياه.