إيجابيات تغير المناخ : هل هي موجودة حقًا؟

المناخ هو متوسط حالة الطقس، في مكان معين في العالم، على مدى فترة طويلة من الزمن، أما التغير المناخي (بالإنجليزية: Climate change) فهو التغير الذي يؤثر على أحوال الطقس، ويتسم التغير في المناخ الذي يشهده العالم اليوم بأنه سريع، وذلك بسبب الممارسات البشرية المتمثلة بحرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم، والغاز، والنفط، واستخدامه في مختلف مجالات الحياة، مثل أغراض التدفئة، والتنقل، والصناعات، ويُسبب حرق الوقود الأحفوري انبعاثًا لغازات الدفيئة، ولا سيما ثاني أكسيد الكربون؛ حيث تؤدي هذه الغازات إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، نتيجة قيامها بحبس حرارة الشمس، وكما هو معروف، فإنّ للتغير المناخي تأثيرات سلبية تهدد البشر والحيوانات على حد سواء، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وموجات الحر، والعواصف، والجفاف، وتدمير الموائل الطبيعية، ولكن، قد يكون للتغير المناخي بعض التأثيرات الإيجابية من جهة أخرى، فمثلاً، يكون لارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار بغزارة، المرتبطان بتغير المناخ، تأثيراتٌ سلبية في مناطق، وتأثيراتٌ إيجابية في مناطق أخرى،^[١][٢] وفي العناوين التالية من هذا المقال، نستعرض عددًا من أبرز إيجابيات تغير المناخ:^[٣][٤]

ازدهار الزراعة

في بعض المناطق التي تتأثر بارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغير في المناخ، يبدأ فصل الربيع مُبكرًا، كما يطول الموسم الزراعي، ولهذا الأمر تأثيرات إيجابية على زراعة المحاصيل، واستفادة المزارعين منها، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في بعض المناطق إلى جعل النباتات والمحاصيل أكثر تحملاً للجفاف، كما يساعد في نموها بشكلٍ أفضل.^[٥]

تأثيرات بيئية إيجابية

هناك تأثيرات إيجابية للتغيرات المناخية على الصعيد البيئي، ومن أبرزها زيادة الغطاء النباتي في خطوط العرض الشمالية، بالإضافة إلى ما قد تتعرض له بعض أجزاء المحيطات من زيادة في الكتلة الأحيائية للعوالق، كما أنّ التغير المناخي قد يطال منطقة الأمازون بتأثيراته الإيجابية، من خلال زيادة خضرة الغابات المطيرة، وتعزيز نمو النباتات فيها.

انخفاض معدل الوفيات بسبب البرد

ينجم بسبب البرد وتدني درجات الحرارة وفيات، وتتأثر الفئات الضعيفة، مثل كبار السن، في المجتمع بهذا الأمر أكثر من الآخرين، كما يتأثر الفقراء بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف التدفئة، ولكن ارتفاع درجات الحرارة المصاحب للتغيرات المناخية أدى إلى جعل الشتاء أكثر دفئًا؛ الأمر الذي ساهم في تقليل عدد الوفيات الناتجة عن البرد.

تراجع المجاعات في منطقة الساحل الأفريقي

الساحل الأفريقي (بالإنجليزية: The Sahel) هي منطقة شبه قاحلة، تقع في غرب وشمال وسط قارة أفريقيا، وتمتد من السنغال شرقًا، وحتى السودان، وبسبب زيادة هطول الأمطار وارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في هذه المنطقة، نتيجة التغير المناخي، فقد ساهم هذا في تقليل المجاعة في الساحل الأفريقي، كما ازدادت المساحات الخضراء، التي وفرت الكلأ للحيوانات هناك، مثل الغزلان والماعز.^[٦]

استفادة حركة الشحن التجاري

التغيرات المناخية تُسبب ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي، ومن المتوقع أن تستفيد حركة الشحن التجاري على المدى الطويل من هذا الأمر؛ إذ أنه سيؤدي إلى إبقاء الممر الشمالي الغربي (بالإنجليزية: Northwest Passage) مفتوحًا لفترات طويلة في العام، وهذا الممر هو طريق شحن يربط المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، وتكمن أهميته في أنه يقلل من مدة وتكلفة الشحن بالنسبة للشركات التي تسافر من آسيا إلى أمريكا الشمالية.^[٧][٥]

مساعدة النباتات على تصنيع طعامها

في الأحوال الطبيعية، تعاني النباتات لامتصاص كفايتها من ثاني أكسيد الكربون؛ فهو من الغازات النادرة في الجو، وتبلغ نسبته فيه أقل من 0.04%، وكما ذكرنا سابقًا، فإن التغيرات المناخية مرتبطة بزيادة نسب ثاني أكسيد الكربون، وهذه الزيادة تدعم النباتات في تصنيع طعامها؛ فهي تستخدم هذا الغاز لتصنيع الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون.