ما العلاقة بين الغلاف الجوي وتغير المناخ؟

تتمثل أهمية وجود الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية بحماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية، وتوفير الهواء اللازم لتنفس الكائنات الحية، بالإضافة إلى تكوين مظاهر الطقس المختلفة، والحفاظ على اتزان الطاقة في الأرض، للحفاظ عليها دافئة وبدرجات حرارة مناسبة، لذا فإن أي تغير يحدث في الغلاف الجوي سيؤثر حتمًا على طبيعة المناخ، وفي هذا المقال سنعرض أهم المعلومات عن علاقة الغلاف الجوي بالتغيرات المناخية.^[١]

ما العلاقة بين الغلاف الجوي والتغيرات المناخية؟

يحتوي الغلاف الجوي على مجموعة من الغازات الدفيئة، أهمها؛ غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى غاز الميثان، وبخار الماء، وأكسيد النيتروز، ويعد تواجد هذه الغازات في الغلاف الجوي أمرًا طبيعيًا ما دامت تتواجد بنسب طبييعة؛ كإطلاق الإنسان والحيوانات لثاني أكسيد الكربون أثناء التنفس، وتحافظ هذه الغازات على دفء الكرة الأرضية في الليل، من خلال حبسها للحرارة، إلا أن زيادة نسبتها عن الحد الطبيعي منذ بدء استخدام الإنسان الوقود الأحفوري وخاصة ثاني أكسيد الكربون، أدى إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، والذي يتسبب بزيادة درجات الحرارة، فقد توصل العلماء إلى أنه في أقل من 200 عام زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون بما يقارب 50%، وهذا ما يشير إلى أن التغيرات المناخية مرتبطة إلى حد كبير بالغلاف الجوي، بطبيعته وما يحتويه من عناصر.^[٢]

يتوقع العلماء أنه في حال استمرار زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بالمعدل السنوي الحالي، فأنه يقدر أن يرتفع متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض بمقدار درجتين مئويتين حتى منتصف القرن الواحد والعشرين، وهذا ما سيعد أكبر تغير مناخي شهدته البشرية.^[٣]

كيف تأثر الغلاف الجوي بالتغيرات المناخية؟

يتكون الغلاف الجوي من أربع طبقات؛ طبقة التروبوسفير والتي تعد الطبقة السفلية والأقرب إلى الأرض، وطبقة الستراتوسفير، والتي تعد الطبقة الجوية العليا، والطبقة الوسطى التي تسمى الميزوسفير، وأخيرًا طبقة الثرموسفير، وهي تشكل الغلاف الحراري،^[٤]وتعد طبقة التروبوسفير الأكثر تأثرًا بالأنشطة البشرية، إذ وجد العلماء بعد دراسة طبقة التروبوسفير أن 80% من زيادة درجة حرارتها منذ عام 2000م، كانت بسبب احتراق الوقود الأحفوري الناتج عن الأنشطة البشرية.^[٥]

قام العلماء بإجراء العديد من الدراسات لقياس توسع طبقة التروبوسفير والتي تتحرك بارتفاع درجات الحرارة، ليتوصلوا إلى أن العديد من الأدلة على تغير المناخ، كما لاحظ العلماء أن ارتفاع الحد الأعلى من طبقة التروبوسفير زاد بمعدل يتراوح من 50-60 م خلال 20 عامًا بين 1980م إلى 2020م، وهذا ما يشير إلى عدم استقرار الطبقة.^[٥]

ما العلاقة بين طبقة الأوزون في الغلاف الجوي والتغيرات المناخية؟

تقوم طبقة الأوزون التي تقع في طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي بحماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وموازنة درجة حرارة الأرض، إلا أن ما تتعرض له طبقة الأوزون من النضوب نتيجة استخدام مركبات الكربون الكلورية فلورية سيؤثر على المناخ العالمي، وإن كان تأثيرًا بسيطًا مقارنة مع ظاهرة الاحتباس الحراري.^[٦]