العلاقة بين تغير المناخ والعواصف الرملية
تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو مصطلحٌ يستخدم للإشارة إلى ما تتعرض له أنماط الطقس المحلية، والإقليمية، والعالمية، من تغيرات واسعة النطاق تمتد لفتراتٍ زمنية طويلة، بسبب ما يتعرض له كوكب الأرض من ارتفاعٍ في درجة حرارته، نتيجة تراكم غازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري) في الغلاف الجوي، وارتفاع مستوياتها فيه، بسبب عددٍ من الأنشطة البشرية، والتي من أبرزها حرق الوقود الأحفوري، وينجم عن ظاهرة تغير المناخ عدد من التداعيات، مثل الظروف المناخية المتطرفة، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة حموضة المحيطات، ودمار في النظم البيئية،[١] كما أنّ من تأثيرات وتداعيات التغير المناخي ما يطال العواصف الرملية (بالإنجليزية: Dust storms/Sandstorms)، والتي تُعرفها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (بالإنجليزية: World Meteorological Organization) على أنها جزئياتٌ من الرمل أو الغبار، تقوم الرياح الهوجاء القوية برفعها لتصل إلى ارتفاعات عالية، كما يُشير تعريفٌ آخر للعواصف الرملية على أنها اضطرابٌ تتعرض له منطقةٌ ما، بفعل الرياح القوية، ويؤدي هذا الاضطراب إلى تطاير الرمل والغبار بسبب هذه الرياح، ليتكون على إثر ذلك جدارٌ من الغبار والرمل، يمكن أن يصل ارتفاعهُ إلى آلاف الأمتار،[٢][٣] أما عن وجه العلاقة بين تغير المناخ والعواصف الرملية، ففي النقاط التالية توضيحٌ لأهم تفاصيلها:[٤]
- تؤثر عددٌ من العوامل على العواصف الرملية وحدوثها، ومن أبرز هذه العوامل خصائص سطح الأرض، وخواص الجسيمات فيها، بالإضافة إلى الظروف الجوية/المناخية المحلية، مثل معدلات الهطول المطري، وسرعة الرياح، إلى جانب درجات الحرارة.
- هناك علاقةٌ مباشرة بين العواصف الرملية ودرجات الحرارة؛ فتكرارُ ومعدلاتُ حدوث هذه العواصف ترتبط ارتباطًا مباشرًا بدرجات حرارة الغلاف الجوي، حيث يتكرر حدوثها كلما ارتفعت درجات الحرارة.
- وبناءً على ذلك، يُمكن استنتاج أنّ العواصف الرملية تتفاقم، وتزداد معدلات حدوثها، بسبب تغير المناخ؛ فتغير المناخ يُصاحبه ارتفاعٌ في درجات الحرارة، كما أنه يصاحبهُ جفافٌ بالتربة، وهذان العاملان يُساهمان في تزايد تواتر العواصف الرملية.
- ولا بدّ من الإشارة في هذا السياق، إلى أنه وعلى الرغم من أنّ العواصف الرملية ليست بمستوى كارثية الأحداث الآخر، مثل الزلازل، وحرائق الغابات، والأعاصير، إلا أنّ لتفاقمها تأثيرات لا يمكن صرف النظر عنها، ومن الأمثلة عليها: قطع شبكات الاتصال، وتفشي بعض الأمراض مثل حمى الوادي، بالإضافة إلى تأثيرها على حركة التنقل، وتسببها في انقطاع التيار الكهربائي، وتدمير البنى التحتية.
توقعات مستقبلية بخصوص تأثير تغير المناخ على العواصف الرملية
نشرت هارفارد غازيت (بالإنجليزية: Harvard Gazette)، الصحيفة الرسمية لجامعة هارفارد، مقالاً يتضمن نتائج دراسة مشتركة، جاءت حصيلة تعاونٍ بين كلٍ من مبادرة جامعة هارفارد لعلوم الماضي البشري (بالإنجليزية: Initiative for the Science of the Human Past at Harvard) ومعهد تغير المناخ بجامعة مين (بالإنجليزية: Climate Change Institute at the University of Maine)، وجاء في الدراسة توقعاتٌ مستقبلية بخصوص تأثير تغير المناخ على العواصف الرملية؛ حيث أشارت الدراسة إلى أنّ ارتفاع درجة حرارة الأرض سيتسبب في تفاقم حدة العواصف الرملية في كلٍ من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وآسيا، وأوروبا، واعتمدت هذه الدراسة في توقعاتها المستقبلية على السجلات المتعلقة بالعواصف الرملية التي رافقت فترات ارتفاع درجات الحرارة السابقة، والتي حدثت في الماضي، وتبين بناءً عليها أنّ تغير المناخ سيؤدي إلى أن تشهد المناطق المذكورة مزيدًا من هذه العواصف، وقد حددت الدراسة أيضًا أنّ هذه الزيادة سببها موجات الجفاف الشديدة التي تنجم عن الارتفاع في درجات الحرارة، والتي بسببها تزداد الحاجة إلى تطوير المناطق الجافة/القاحلة لأغراض الاستيطان والزراعة، وذلك من خلال إزالة النباتات في هذه المناطق؛ الأمر الذي يؤدي إلى جفاف التربة، ونتيجة لتعرض التربة للجفاف، فإنه يزداد تطايرها مع الرياح، مما يؤثر على التيارات المحيطية، ويؤثر كذلك على أنماط الرياح، وهذا الأمر قد يولد مصادر جديدة للجسيمات التي تتكون منها العواصف الرملية، ويوجهها نحو وجهات جديدة، قد تتعرض للعواقب الكارثية التي تسببها.[٥][٦]
تداعيات العواصف الرملية التي سببها تغير المناخ
في العام 2022، شهدت عدة دول في منطقة الشرق الأوسط عاصفةً رملية كان لها العديد من التداعيات على كافة الأصعدة، وقد ذكرت العديد من المصادر أنّ لظاهرة تغير المناخ يدٌ في التسبب بهذه العاصفة، وجعلها أكثر تواترًا، وشدة، بالإضافة إلى انتشارها على نطاقٍ واسع، وقد ذكرت نفس المصادر أنّ الاعتماد على حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة هو المُسبب الرئيس وراء التغير المناخ، ومما يُفاقم من تأثيرات هذه الظاهرة على المنطقة، وما يصاحبها من عواصف رملية شديدة التأثير، أنّ الشرق الأوسط بطبيعة موقعه وظروفه يشهد تكرارًا في العواصف الرملية، ولا سيما في فصل الصيف، وبالنسبة للتداعيات الاقتصادية المترتبة على هذه العواصف، فهي تتمثل في تكاليفها التي تتحملها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تتجاوز 150 مليار دولار أمريكي في العام الواحد، أما بالنسبة للتأثيرات الصحية التي تخلفها العواصف الرملية على هذه المنطقة، فهي تتمثل في تسببها بمشكلاتٍ صحية، والتي تؤثر على نحو خاص على الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية من الأساس، مثل الربو، بالإضافة إلى تأثيرها على فئتي كبار السن والأطفال.[٧][٨]
المراجع
- ↑ "What Is Climate Change?", palmetto, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ Dust storm or sandstorm,with loose dust or sand. "Dust Storm or Sandstorm", cloudatlas.wmo, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ "What Is a Dust Storm?", scijinks, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ frequency correlates with atmospheric,soils caused by climate change. "FREQUENCY OF DUST STORMS INCREASING", emergencypreparednesspartnerships, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ "Climate change affects Saharan dust storms", news.harvard, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ "The dynamics of dust", lowyinstitute, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ "Greenpeace: Climate Change Increasing the Frequency and Severity of Seasonal Sand Storms, Causing Significant Health and Economic Impacts", greenpeace, Retrieved 23/2/2023. Edited.
- ↑ and more sandstorms are,kill crops and interrupt transportation. "Sandstorms are sweeping across the Middle East. What's going on?", weforum, Retrieved 23/2/2023. Edited.