هل يؤثر التغير المناخي على الكائنات الحية؟

يعد التغير المناخي واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه الإنسانية في العصر الحديث، حيث تعمل النشاطات البشرية على زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وتغيير المناخ بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على الحياة البرية والكائنات الحية في جميع أنحاء العالم، إذ تشير الأدلة العلمية إلى أن التغير المناخي يؤثر بشكلٍ متزايد على النظم البيئية والكائنات الحية بطرق متنوعة، حيث تواجه الكائنات الحية صعوبةً في التأقلم مع هذه التغيرات السريعة، مما يؤدي إلى تغييرات في توزيعها وسلوكها وتنوعها وبقائها على قيد الحياة.[١][٢]


ما هو أثر التغير المناخي على الكائنات الحية؟

تتراوح تأثيرات التغير المناخي على المخلوقات الحية، بين فقدان موائلها الطبيعية والانقراض المحتمل للأنواع النادرة، وصولًا إلى تغيرات في النظم البيئية وانقطاع الخدمات البيئية الحيوية التي تقدمها هذه الكائنات للإنسان والحياة البرية على حدٍ سواء، وفيما يأتي توضيح لأبرز تأثيرات التغير المناخي على الكائنات الحية والحياة البرية في جميع أنحاء الكوكب:[٢][٣][٤]


فقدان الموائل الطبيعية

يؤثر ارتفاع درجات الحرارة المصاحب لتغير المناخ، على العديد من الموائل الطبيعية للكثير من الكائنات الحية، مثل القمم الجليدية القطبية، والأنهار الجليدية الجبلية، والشعاب المرجانية، إذ إنه يعمل على ذوبانها بشكلٍ تدريجي، مما يؤدي إلى إزاحة أو تدمير الأنواع الحية التي تعتمد على هذه البيئات من أجل البقاء على قيد الحياة.


تغير أماكن العيش والهجرة

تضطر بعض أنواع الكائنات الحية إلى تغيير أماكن سكنها أو الأماكن التي تهاجر إليها، إلى موائل أكثر ملاءمة، حيث تصبح بيئاتها الحالية أقل مناسبةً للعيش نتيجة تغيرات المناخ العديدة فيها، مما يؤدي إلى نشوء تنافس مع الأنواع الحية التي تعيش في هذه الأماكن، وتغيير ديناميكيات النظام البيئي.


مخاطر الانقراض

يشكل تغير المناخ تهديدًا كبيرًا للتنوع البيولوجي، مما يزيد من خطر انقراض العديد من الكائنات الحية، سواء كانت نباتات أو حيوانات، حيث إن العديد من هذه الكائنات قد لا تكون قادرة على التكيف والتأقلم مع التغير الذي يحدث في بيئتها، أو الهجرة بسرعة كافية للبقاء على قيد الحياة في الظروف المتغيرة.


التغيرات الفينولوجية

يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى تغيير توقيت حدوث بعض الظواهر والأحداث الطبيعية للكائنات الحية، مثل تغير وقت الإزهار عند النباتات، وتغير وقت الهجرة والتكاثر عند الحيوانات، الأمر الذي يمكن أن يشوش على التزامن بين الأنواع ومصادرها الغذائية.


انتشار الأمراض

يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار المصاحبين لتغير المناخ إلى انتشار العديد من الأمراض التي تؤثر على كل من الحياة البرية والحيوانات الأليفة على حدٍ سواء.


تحمض المحيطات

تؤدي زيادة مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى زيادة مستويات ذوبان ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، مما يؤدي إلى تحمض المحيطات، والذي يمكن أن يضر بالحياة البحرية، وخاصة الكائنات الحية ذات الأصداف أو الهياكل العظمية التي تتكون من كربونات الكالسيوم بشكلٍ أساسي، مثل الشعاب المرجانية والمحار.




إن معالجة آثار تغير المناخ على الكائنات الحية يحتاج إلى جهود عالمية عاجلة ومنسقة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحماية الكائنات الحية واستعادة موائلها الطبيعية، وتنفيذ ممارسات تخفف من الضرر الذي يلحق بالنظم البيئية والأنواع التي تدعمها.



المراجع

  1. "EFFECTS OF CLIMATE CHANGE", worldwildlife, Retrieved 2/8/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "the impact of climate change on our planet’s animals", ifaw, Retrieved 2/8/2023. Edited.
  3. "How climate change affects life on earth", wwf.panda, Retrieved 2/8/2023. Edited.
  4. "Plants, Animals, and Ecosystems", archive.epa, Retrieved 2/8/2023. Edited.