أثر تغير المناخ على الصناعات البحرية

يعد قطاع الصناعات البحرية واحدًا من أهم وأكبر الصناعات العالمية وفقًا لما أقره البنك الدولي والذي صرح بأن الشحن البحري يمثل ما تُقدر نسبته بحوالي 80% من إجمالي حجم التجارة العالمية، ويواجه هذا القطاع العديد من التحديات المشتركة مع باقي أنواع الصناعات الأخرى كازدياد الطلب على الخدمات أو السلع والمنتجات وغيرها، وإضافةً إلى هذه التحديات فالصناعات البحرية تواجه أيضًا مشكلات وتحديات بيئية مختلفة وخاصةً بها، وتعد هذه التحديات المتمثلة بالظواهر البيئية المضطربة نتائج وآثاراً لتغير المناخ، وفي هذا المقال سنتناول أهم آثار تغير المناخ على الصناعات البحرية من خلال آثاره ومظاهره.^[١][٢]

آثار تغير المناخ على الصناعات البحرية

ندرج فيما يلي أهم الآثار التي يُخلفها تغير المناخ على الصناعات البحرية:^[٢][٣]

تلف البنى التحتية للموانئ

تتواجد البنى التحتية للموانئ على مستوى سطح البحر تمامًا، ويساهم تغير المناخ في ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل كبير وبالتالي ستُغمر البنُى التحتية للمواني البحرية وسيتم تدميرها تمامًا، وعلى الرغم من أن ارتفاع مستوى سطح البحر يتم ببطء وبشكل تدريجي إلا أن آثاره حتمية ومدمرة، كما أن البنى التحتية المبنية على أساسات قوية والتي يُفترض أن تبقى صادمة لعدة عقود تتعرض أيضًا لمخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر ولا يمكن تفادي تهديد وخطر تدميرها.

انخفاض الطلب على الخدمات والمنتجات

نظرًا لدرجات الحرارة الشديدة والتي تتسبب بالجفاف للمحاصيل الزراعية مثلًا والتي تؤدي إلى تلفها وعدم ديمومتها، فإن إنتاج الأطعمة الغذائية الطبيعية التي يتم شحنها من خلال البحر مثل فول الصويا، والقمح، والذرة وغيرها من المحاصيل التي يُمكن تصديرها سينخفض بلا شك وبنسب كبيرة، وبالتالي تقل عدد المنتجات والسلع المراد تصديرها، وسيقل طلب خدمات شركات الشحن البحرية أيضًا.

زيادة تكاليف الأعمال الإضافية

ستزداد التكاليف غير المتوقعة وغير المخطط لها والتي تختص بإصلاح مرافق قطاع الصناعات البحرية بعد تعرضها لآثار تغير المناخ وظواهره الجوية المضطربة، فتبقى النفقات جارية دون توقف، كما أن ارتفاع درجات الحرارة المستمر سيحتاج إلى استخدام وسائل التبريد المختلفة والتي تتطلب تكاليف إضافية أيضًا، كما أن الظروف الجوية الشديدة التي يُخلفها تغير المناخ قد تؤدي لتأخر عمليات الشحن البحري ويجعل تكلفتها أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى تأخر القيام بالمهام الأساسية بسبب إعاقة الظروف الجوية لها كالتحميل والتفريغ والنقل وغيرها.

انخفاض إنتاجية الصناعات البحرية

تساهم العديد من آثار تغير المناخ مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وهبوب العواصف، وحدوث الفيضانات بالإضرار بسلامة الأرض المحيطة بالبنى التحتية للموانئ وبالموانئ نفسها وتدمير العديد من مرافقها وإيقافها عن العمل، وسيتوقف عمال الصناعات البحرية عن العمل لفترات طويلة وستقل معدلات الدخل المتوقعة لهذه الصناعات، كما ستتأثر الأرباح بلا شك بسبب تأخيرات عمليات الإصلاح وزيادة تكاليفها وجميع هذه الآثار ستؤثر حتميًا على إنتاجية الصناعات البحرية.

تغير مسار سفن الشحن

ويعود السبب لارتفاع درجات الحرارة بسبب احتباس الغازات الدفيئة بكميات كبيرة في الغلاف الجوي، فتحتبس هذه الحرارة في الأرض وتمتص أغلب المحيطات درجات الحرارة المشعة والتي تزيد من درجة حرارتها، وتؤدي التغيرات في درجات الحرارة إلى تحويل التيارات المائية، بالإضافة إلى زيادة قوة العواصف والرياح، وجميع هذه الظواهر المضطربة تؤثر وتعيق حركة السفن على الرغم من أحجامها الضخمة وقوة بنيتها، مما يجعل عمليات الشحن البحري في تباطؤ وتأخر عن مواعيدها المحددة.^[٤]