أهم التقنيات التي ستساعد على الحد من تغير المناخ في المستقبل

تغير المناخ ظاهرةٌ تهدد العالم كافة، وتُهدد أيضًا مختلف القطاعات الحيوية فيه،^[١] ولهذا تمّ التوصل إلى تقنيات يمكن أن تساعد على الحد منها، ومن تأثيراتها في المستقبل، وفيما يلي استعراضٌ لعدد من أبرز هذه التقنيات:^[٢][٣]

التقاط وتخزين الكربون

ذكر تصريحٌ للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (بالإنجليزية: Intergovernmental Panel on Climate Change) أنّ الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق 1.5 درجة مئوية يتطلب القيام بما هو أكثر من تقليل الانبعاثات؛ إذ يجب أيضًا العمل بجدية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وذلك من خلال تقنية التقاط وتخزين الكربون، والتي يجري من خلالها احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتخزينه تحت الأرض، ولا تقتصر هذه التقنية على إبقاء الكربون تحت الأرض، بل تعمل كذلك على الاستفادة منه، من خلال تحويله إلى منتجات ذات فائدة، كوقود الطيران المستدام مثلاً، وهناك مشروعٌ يهدف إلى الاستفادة من الكربون الملتقط في تصنيع بروتين وحيد الخلية، سيعمل على إحداث ثورة في قطاع صناعة الأعلاف الحيوانية.

الاقتصاد الدائري

الاقتصاد الدائري (بالإنجليزية: Circular economy) هو نظام اقتصادي، يتمثل بهيئة نموذج له صلة بالإنتاج والاستهلاك، ويجري فيه إعادة استخدام المنتجات، وغيرها من العناصر المستهلكة، عوضًا عن التخلص منها، وبالنسبة لدور الاقتصاد الدائري في الحد من تغير المناخ، فإن تبني هذا النظام الاقتصادي سيخفض الطلب على المنتجات الجديدة والمواد الخام؛ الأمر الذي يمكن أن يساهم في تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري، التي مصدرها استخراج المواد ومعالجتها، إلى النصف.^[٤][٥]

اللحوم المصنعة مخبريًا

يُساهم الطلب المتزايد على اللحوم، على مستوى العالم، في ظاهرة تغير المناخ؛ فقطاع الثروة الحيوانية يعد مسؤولاً عن قرابة 14.5% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي ترفع من درجة حرارة كوكب الأرض، ومن هنا، يبرز دور تقنية إنتاج اللحوم مخبريًا، والتي يتوقع أن تلبي الاحتياج المتزايد على اللحوم، والمصاحب للنمو الاقتصادي والسكاني المتسارع في العالم، بالإضافة إلى أنّ هذه التقنية ستضع حدًا للانبعاثات التي مصدرها قطاع الثروة الحيوانية، والتي تلعب دورًا في التغير المناخي.

وقود الهيدروجين

يعتبر الهيدروجين من أنواع الوقود النظيف؛ فهو ينتج الماء فقط عندما يُستهلك كوقود، بالإضافة إلى أنه يمكن إنتاجه من موارد بسيطة، كطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والغاز الطبيعي، ويمكن استخدامه كمصدرٍ للطاقة في المنازل، والسيارات، وغيرها، وبالنسبة لدوره في تقليل تغير المناخ، فوقود الهيدروجين يعد مصدرًا متجددًا، ونظيفًا، وغير سامٍ للطاقة، وهناك توجهاتٌ لاستخدامه في تزويد الطائرات بالوقود، واستخدامه في السيارات، وذلك لتقليل الانبعاثات الصادرة منها، والتي تضر بالبيئة والمناخ.^[٦]

الطاقة النووية

عندما تُذكر مصادر الطاقة المتجددة، فغالبًا ما يتبادر إلى الأذهان الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وغيرهما، ولكن ما قد يجهله البعض أنّ الطاقة النووية هي أحد مصادر الطاقة المتجددة، والاستعاضة عن استخدام الوقود الأحفوري بها سيلعب دورًا مهمًا في الحد من تغير المناخ؛ فالمحطات المولدة للطاقة النووية لا تصدر في أثناء عملها أي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أضف إلى ذلك أنّ كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها هذه الطاقة، لكل وات واحد من الكهرباء، تتساوى في حجمها مع الكمية التي تنتجها الرياح لكل وات واحد من الكهرباء، في حين أنّ الطاقة النووية تنتج ثلث كمية الانبعاثات التي تنتجها الطاقة الشمسية لكل وات واحد من الكهرباء أيضًا.^[٧]

زراعة الأعشاب البحرية

من المعروف أنّ النباتات تؤدي دورًا أساسيًا في مكافحة تغير المناخ، من خلال امتصاصها لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، بالإضافة إلى أنها تعتبر من مصادر الطاقة المتجددة، ومن أشهرها في هذا السياق الذرة والأشجار، والتي على الرغم من أنها من مصادر الطاقة الإحيائية، إلا أنّ هذا لا ينفي واقع احتياجها لمساحاتٍ شاسعة من الأراضي، ولكمياتٍ كبيرة من المياه العذبة والأسمدة حتى تنمو، غير أنّ تقنيةً مستقبلية ظهرت لإيجاد حلٍ لهذه المشكلة، وهي زراعة الأعشاب البحرية في المحيطات، واستخدام طائرات الدرون (الطائرات بدون طيار) لمراقبتها، ومتابعة نموها، تحت الماء، ومن ثم استخدام السفن لحصادها، لاستخدامها كمصدر للوقود الحيوي.^[٨][٩]

قماش لجمع الطاقة الشمسية

من التقنيات الفريدة المستقبلية لمجابهة تغير المناخ من خلال استخدام موارد الطاقة المتجددة، قماش يقوم بجمع الطاقة الشمسية، تكون المادة الأساسية فيه بوليمر جديد، يجمع الطاقة الشمسية على القماش، لتصبح الملابس المصنعة من هذا النوع من القماش، مصادر متنقلة للطاقة، يمكن استخدامها لشحن الحواسيب المحمولة، والهواتف الذكية.^[٩]