الاحتباس الحراري وانعكاساته على السياحة الطبيعية

تُعرف ظاهرة الاحتباس الحراري على أنها ظاهرة عالمية تترك آثارًا تُدمر البيئات الطبيعية؛ كارتفاع مستوى سطح البحر، وتدهور الأراضي الطبيعية، وتدمير التنوع البيولوجي، وارتفاع متوسط درجات الحرارة، وتكرار العواصف وتفاقم شدتها، وبهذه الآثار والظواهر تتأثر السياحة الطبيعية بطرق مختلفة وبالتالي تؤثر على اقتصاد البلدان التي تتمتع بالسياحة الطبيعية، نظرًا لكون السياحة الطبيعية أحد أهم العوامل الاقتصادية أي بلد، لأن الأفراد عادةً ما يلجؤون للسياحة الطبيعية بهدف الاستجمام، والاسترخاء، والتمتع بالمناظر الطبيعية والطقس المعتدل، وجميع هذه الأمور تتأثر بشكل مباشر بالاحتباس الحراري، وفي هذا المقال سنوضح كيفية تأثير الاحتباس الحراري على السياحة الطبيعية بشكلٍ مفصل.^[١][٢]

آثار الاحتباس الحراري على السياحة الطبيعية

ندرج فيما يلي أبرز الانعكاسات والآثار التي تتركها ظاهرة الاحتباس الحراري على السياحة الطبيعية:^[٢][٣]

تقليص أماكن الاستكشاف في الأراضي الطبيعية

وخاصةً الأماكن التي تضم جبالًا وأنهارًا جليدية، إذّ تذوب بفترة زمنية أسرع من الفترة الزمنية الطبيعية بسبب الاحتباس الحراري، وهكذا ستقل الأماكن الجديرة بالاستكشاف والتي تضم مظاهر ثلجية خلابة، عدا عن تلك المناطق تتمتع بطقس لطيف والتي سيكون الطقس حينها غير مناسب بتاتًا للسياحة والخروج فيه، وبسبب الاحتباس الحراري ستتقلص هذه الأماكن ولن يستطيع السياح من التمتع بمغامرات استكشاف لهذه المناطق، وهذا واحد من أهم الأسباب التي تُثبت أن الاحتباس الحراري له انعكاس سلبي على السياحة الطبيعية.

المساهمة في تغير المناخ والتأثير على الأراضي الطبيعية

يساهم الاحتباس الحراري في تغير المناخ، إذّ يؤثر في أوقات هطول الأمطار، وتساقط الثلوج، وغيرها من العمليات الطبيعية المناخية، مما يُعيق حركة السياح في الأراضي الطبيعية التي تشهد هذه الظروف الجوية غير الملائمة للسياحة، فمثلًا عند التخطيط للذهاب إلى رحلة سياحة طبيعية إلى مكان طبيعي معين وكان يشهد ظروفًا جوية مُضطربة بسبب الاحتباس الحراري الذي ساهم في حدوث التغير المناخي والذي أدى إلى اضطراب الجو، كما يؤثر هذا الانعكاس السلبي الناجم عن الاحتباس الحراري في السياحة الطبيعية، وفي المنتجات التي توفر الخدمات فيها.

التأثير على أمان الأراضي الطبيعية

يزيد الاحتباس الحراري من كمية الكربون في الهواء، ثم يهطل هذا الكربون في المحيطات، والبحيرات، والأنهار ومصادر المياه الأخرى التي تقع ضمن السياحة الطبيعية والتي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة للغاية، فتصبح مصادر المياه هذه حمضية وخطرة على السياح، كما تتعرض كافة المنشآت التجارية الواقعة على مصادر المياه الطبيعية هذه والتي تُقدم الخدمات للسياح للخسائر الفادحة، لأن السياح لا يستطيعون السباحة فيها ولا ممارسة أي رياضة بحرية داخلها مما يُقلل من أعداد السياح الذين يقصدون السياحة الطبيعية.

ارتفاع مستوى سطح البحر وجفاف مياه البحر

يتسبب الاحتباس الحراري في ارتفاع مستوى سطح البحر والذي يؤدي إلى حدوث كل من الفيضانات وتعرية التربة التي تُدمر المناظر الطبيعية للنباتات والأشجار، وعادةً ما يتجنب مرتادي السياحة الطبيعية المناطق التي يحدث بها ارتفاع في سطح البحر، والأمر ذاته بالنسبة للمناطق التي تتعرض لجفاف مياه البحر بسبب الاحتباس الحراري في بعض المناطق التي لا يمكن أن تتوافر بها المياه، ولا يمكن للمنشآت التي تخدم السياحة الطبيعية أن توفرها.^[٤]