التأثير العالمي لتغير المناخ على تآكل التربة

كيف يؤثر التغير المناخي على تآكل التربة؟

وفقاً لتقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) فإنّ زراعة الأرض -في الوقت الحالي- دون تطبيق بعض وسائل الحماية من الطقس، سيؤدي إلى تآكل التربة بمعدل أسرع بما يصل إلى 100 مرة من تكوّنها،^[١] وذلك لعدة أسباب متعلقة بالتغير المناخي، وفيما يأتي أبرز مظاهر التغير المناخي التي تؤثر على التربة:

• تواتر الأمطار وشدتها

تعد الأمطار الغزيرة التي تهطل في فترة زمنية قصيرة سببًا رئيسيًا لتآكل التربة، حيث إنّه في حال كان المطر غزيرًا بدرجة كافية فلن تتمكن التربة من امتصاصه، وسيتدفق الماء عبر السطح ليأخذ معه طبقةً من التربة السطحية.^[٢]

• الحرارة العالية

ينتج عن ارتفاع درجات الحرارة انخفاض معدلات هطول الأمطار وجفاف التربة، وهو ما يجعل التربة عرضةً للتآكل والتعرية بفعل الرياح.^[٣]

• حرائق الغابات

وفقاً لدراسة حديثة أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فإنّه من المتوقع أن يزداد تآكل التربة مع تزايد حرائق الغابات، حيث إنّ المناطق ذات الغطاء النباتي القليل والتي تكون فيها الأراضي مكشوفةً تكون أكثر عرضة للتآكل بفعل الرياح والمياه.^[٣]

• شدة العواصف

تنقل الرياح الشديدة أثناء هبوبها خلال فترات الطقس الجاف أو في المناطق شبه القاحلة جزيئات التربة الدقيقة إلى الأراضي البعيدة، وينتج عن ذلك تآكل التربة وانتشار ما يُعرف بظاهرة التصحر.^[٤]

ملاحظة: يُمكن لتآكل التربة أن يؤثر على التغير المناخي، حيث تُعد التربة مركز تخزين ضخم لثاني أكسيد الكربون والمواد العضوية والميكروبات، وعندما تتآكل التربة وتضعف بُنيتها فإنّها من الممكن أن تُطلق الكربون في الغلاف الجوي مرة أخرى، حيث إنّ الحفاظ على التربة السليمة يُعد أداةً رئيسيةً لمكافحة التغير المناخي.^[٣]

ما هي الآثار المترتبة على تآكل التربة؟

فيما يأتي توضيح لذلك:^[٤]

• فقدان الأراضي الصالحة للزراعة

يساهم تآكل التربة في إزالة الطبقة العلوية الخصبة للتربة، حيث عادةً ما تكون هذه الطبقة غنيةً بالعناصر الغذائية الأساسية التي تتطلبها النباتات والتربة، حيث إنّ التربة المتآكلة لا يُمكنها إنتاج المحاصيل وهو ما ينتج عنه فقدان في أعداد الأراضي الصالحة للزراعة.

• انسداد الممرات المائية

تحتوي التربة الزراعية على مبيدات وأسمدة والعديد من المواد الكيميائية الأخرى، وعندما تنتقل التربة المتآكلة نتيجةً للأمطار أو العواصف إلى تجمعات المياه فإنّها تؤدي إلى تلوث المسطحات المائية، كما أنّ تراكم الرواسب يرفع منسوب المياه مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات.

• خسائر اقتصادية كبيرة

فوفقاً لإحدى الدراسات فإنّ الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن تآكل التربة تُقدّر بحوالي 8 مليارات دولار، بسبب انخفاض خصوبة التربة، وانخفاض غلات المحاصيل، والحاجة المستمرة إلى إمداد التربة بالمياه.^[١]

ملاحظة: من المتوقع أن ترتفع نسبة تآكل التربة في المستقبل بسبب التغيرات المناخية في درجات الحرارة، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض في الإنتاج الزراعي وقيمة الأراضي وصحة الإنسان.^[١]

طرق وممارسات للتقليل من تآكل التربة

فيما يأتي توضيح لذلك:^[٣]

• زراعة الأشجار

يمكن للأشجار والشجيرات والنباتات الأرضية أن تصد الرياح المسببة لتآكل التربة، كما أنّ زراعة المحاصيل الحقلية يساعد على ربط التربة بجذور النباتات بشكل قوي.

• استخدام حصير التحكم في التعرية

غالبًا ما يكون هذا الغطاء الأرضي أو الحصير (بالإنجليزية: erosion control matting) مصنوعًا من مواد قابلة للتحلل، حيث تتمثّل وظيفته في حماية التربة وتوفير الدعم لنمو النباتات، وغالباً ما يُستخدم للمساحات الكبيرة القاحلة والمعرضّة للتعرية بفعل الرياح والمياه.

• الوقاية وإعادة التأهيل

إنّ المفتاح لتقليل تآكل التربة هو إعادة تأهيل الأراضي المتضررة بالفعل، ووقف تدهور المزيد من الأراضي من خلال وضع تدابير وقائية للتآكل،^[١]ومن ذلك زيادة مستويات المواد العضوية في التربة المتدهورة وإنشاء حواجز بين الأراضي الزراعية والمياه.^[٢]