يعد تغير المناخ من أكثر التحديات التي تواجه العالم في الآونة الأخيرة، وذلك لصعوبة السيطرة عليه، وتأثيره المباشر على العديد من الاحتياجات البشرية، وأهمها الغذاء، إذ إن تغير المناخ من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الفياضات وانتشار الجفاف والعواصف، وارتفاع مستويات البحار والمحيطات يشكل تهديدًا ملحوظًا على الأمن الغذائي.[١][٢]


ما هو تأثير تغير المناخ على الغذاء؟

يؤثر تغير المناخ على حياة العديد من مصادر التغذية الحيوانية والنباتية، كالأحياء البحرية والمواشي والنباتات، وغيرها من الأحياء التي تشكل معًا نظامًا بيئيًا واحدًا، فارتفاع درجات الحرارة في السنين الماضية أدى إلى خسارة العديد من أنواع الكائنات أكثر بـ1000 مرة مقارنة مع خسائر التاريخ البشري الماضي، كما أن احتراق الغابات وانتشار الأمراض والآفات وكل ما يتعلق بمشكلة تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على كمية ونوعية الغذاء.[٣]


تعد التغيرات المناخية وتوابعها من الظواهر الجوية من أهم أسباب نقص الغذاء وارتفاع معدلات الجوع والفقر وسوء التغذية، وذلك نتيجة ازدياد حمضية المحيطات وذوبان الثلوج وزيادة منسوب المياه الذي تسبب في هجرة وموت العديد من الأحياء البحرية وتدمير مناطق صيد الأسماك، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، التي تسبب في إجهاد المحاصيل، وتدمير العديد من مصادر الرعي والصيد، وتقليل مصادر المياه، واحتراق الغابات، وغيرها، وكل هذا ساهم في التأثير سلبًا على مصادر الثروة النباتية والحيوانية.[٣]


تسببت زيادة معدلات هطول الأمطار في الآونة الأخيرة بالفياضانات والأعاصير القوية، وهذا ما أدى إلى تآكل التربة وانجرافها، وبالتالي سوء حالتها وعدم صالحيتها للزراعة وانخفاض عوائدها من المحاصيل ومصادر التغذية النباتية، كما نتج عن ذلك انتشار الآفات والفطريات ونمو الحشائش الضارة والفيروسات النباتية، والتي حتمًا ستضر النباتات.[٣]


يؤثر تغير المناخ أيضًا على التغذية الحيوانية، إذ إن درجات الحرارة العالية تؤثر سلبًا على جودة الماشية، وبالتالي التأثير على تكاثرها وتربيتها، ونوعية وكمية مواردها من اللحوم والبيض والحليب، بالإضافة إلى المساهمة في تقليل الثروة السمكية.[١]


كيف أثر المناخ على الأمن الغذائي؟

أدت ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ الناتج عنها إلى زيادة نسبة الجوع والفقر حول العالم، من خلال انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية من القمح والذرة وغيرها، وبالتالي تقليل كميات الغذاء المتاحة للناس، والذي حتمًا سيتسبب في مشكلة التضخم، وزيادة أسعار الغذاء، وزيادة نسبة الفقر، وخاصة في الدول التي تعتمد على الزراعة في صناعاتها.[١][٢]


لا يقتصر تأثير تغير المناخ على كمية الأغذية فحسب، إنما قد يؤثر على جودتها؛ فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن تراكيز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري في النباتات والتربة تقلل من نسب عناصرها الغذائية؛ كالحديد والزنك والفيتامينات، وهذا ما سينعكس سلبًا على صحة الإنسان.[١][٢]


قد يتسبب تغير المناخ في هدر الأغذية نتيجة وجودها في بيئة جافة جدًا، أو وجودها في أماكن تخزين رطبة، نتيجة الأمطار أو الفياضانات، ممّا يعرضها للتلف والإصابة بالآفات والفطريات، وهذا ما يساهم في فشل وصوله إلى الناس، وبالتالي نقص الغذاء وتهديد الأمن الغذائي.[١][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "How climate change increases hunger — and why we’re all at risk", concern, Retrieved 17/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What You Need to Know About Food Security and Climate Change", worldbank, Retrieved 17/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Causes and Effects of Climate Change", un, Retrieved 17/1/2023. Edited.