كيف يؤثر تغير المناخ على الاستزراع السمكي؟

تأثير تغير المناخ على الاستزراع السمكي

يُشير مصطلح التغير المناخي (بالإنجليزية: Climate change) إلى التغيرات الخطيرة التي تتعرض لها أنماط الطقس على الصعيد العالمي، والتي تتسم باستمرارها لفترات طويلة، ويُعتبر النشاط البشري سببًا رئيسيًا وراء التغير في المناخ، ويُسبب ارتفاعًا في مستويات سطح البحر، وتغيرًا في أنماط الهطول المطري، وارتفاعًا في درجة حرارة كوكب الأرض، إلى جانب تأثيراتٍ أخرى تصيب مختلف المجالات والقطاعات في مختلف المجتمعات حول العالم،^[١] ومن ضمنها الاستزراع السمكي (بالإنجليزية: Aquaculture)، والذي يُعرف على أنه رعاية وتربية الحيوانات والنباتات المائية في بيئاتٍ بحرية، أو بيئات المياه العذبة، والتي قد تكون طبيعية، أو خاضعة لرقابة وإشراف الإنسان، ومن أبرز الأحياء المائية التي يتم تربيتها من خلال الاستزراع السمكي الأعشاب البحرية، والمحار، والأسماك،^[٢] وأظهرت العديد من الدراسات أنّ للتغير المناخي تأثيراتٌ على الاستزراع السمكي، الذي يعتبر من القطاعات المهمة التي تساهم في توفير الأمن الغذائي في العالم، وفي النقاط التالية، توضيحٌ لأشكال تأثر هذا القطاع بالتغير المناخي:^[٣][٤]

تأثر نمو الأحياء المائية

كما هو معروف، فإن التغير المناخي ترافقه ظروف مناخية متطرفة وشديدة، مثل العواصف والفيضانات، ومثل هذه الكوارث تُلحق أضرارًا مادية في الأماكن التي يجري فيها الاستزراع السمكي، وتؤثر على الأحياء المائية التي يتم استزراعها فيها، ومن أشكال هذا التأثير ذلك الذي يصيب الأعضاء والأجزاء المكونة لهذه الأحياء، مما يؤثر على نموها، وإنتاجها، وجودتها بشكلٍ سلبي.^[٥]

تفشي الأمراض بين الأحياء المائية

كما ذكرنا في النقطة السابقة، فإنّ كوارث التغير المناخي تُلحق أضرارًا بالأحياء المائية والأماكن التي يتم استزراعها فيها، وهذا الأمر قد يؤدي كذلك إلى تفشي الأمراض بين هذه الأحياء، كما قد يساهم في زيادة احتمالية إصابتها بالالتهابات والعدوى الطفيلية، وقد تتفشى بينها أيضًا أمراض جديدة تحتاج إلى متابعة مستمرة وعلاج.

تأثر العاملين في الاستزراع السمكي

بسبب تأثر قطاع الاستزراع السمكي بالتأثيرات الناجمة عن التغير المناخي، فإن هذا الأمر قد ينجم عنه تداعيات تطال العاملين في هذا القطاع، ومنها تأثر أسعار منتجات الاستزراع السمكي، مثل زيت السمك ومسحوق السمك، إلى جانب تأثر تكاليف المنتجات والخدمات التي يحتاج إليها العاملون في هذا القطاع لمواصلة عملهم في الاستزراع السمكي.^[٥]

التأثر بارتفاع مستوى سطح البحر

تُشير التوقعات إلى أنّ متوسط مستوى سطح البحر سيشهد ارتفاعًا خلال القرن 21 يتراوح بين 10 إلى 90 سم، ويُتوقع أن يؤثر هذا بدورهِ سلبيًا على قطاع الاستزراع السمكي، والكائنات التي يجري استزراعها.

التأثر بارتفاع درجات الحرارة

تعمل درجات الحرارة المرتفعة، المُصاحبة للتغير المناخي، على التأثير على الاستزراع السمكي من خلال تقليلها نسب الأكسجين المذاب في الماء، والتسبب بنفوق الأسماك، والمساعدة على انتشار الطحالب السامة والأمراض بين الكائنات المائية.

تأثر أعلاف الأسماك

القطاع الزراعي هو من أكثر القطاعات التي تتأثر بالتغير المناخي وتأثيره، ومن أشكال هذا التأثر تقليل الإنتاج الزراعي لكل من الذرة وفول الصويا، بالإضافة إلى المكونات الأخرى التي يجري استخدامها لتصنيع أعلاف الأسماك، ولهذا الأمر انعكاسات سلبية مباشرة على الاستزراع السمكي الذي يعتمد على هذه الأعلاف لإطعام الأسماك.

تأثير الاستزراع السمكي على تغير المناخ

بعد التعرف على تأثيرات التغير المناخي على الاستزراع السمكي، نأتي لتوضيح ما إذا كان لهذا القطاع دورٌ في ما يشهده العالم من تغيرٍ في المناخ، فعلى الرغم من أنّ الاستزراع السمكي من القطاعات المُنتجة للغذاء سريعة النمو، وله تأثيرات إيجابية على توافر الغذاء وفرص العمل حول العالم؛ إلا أنّ له في نفس الوقت تأثيرات سلبية على البيئة، مثل احتلال المناطق الساحلية، وتفشي الأمراض، والتلوث البيولوجي والكيميائي، أضف إلى ذلك أنّ للاستزراع السمكي يدٌ في انبعاثات غازات الدفيئة، نتيجة الأنشطة ذات العلاقة بهذا القطاع، والتي لها علاقة بالتغير المناخي، الذي بدورهِ يؤثر على الاستزراع السمكي، مثل إنتاج الأعلاف، والنقل، واستخدام الطاقة، لكن في نفس الوقت، يعتبر دور الاستزراع السمكي في التغير المناخي بسبب الانبعاثات الناجمة عنه أقل مقارنةً بقطاعات أخرى مُنتجة للغذاء، فمثلاً عند مقارنة الزراعة بالاستزراع السمكي، فإنّ التقديرات تُشير إلى أنّ نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الاستزراع السمكي، في العام 2010، قد بلغت ما نسبته 7% من مجموع انبعاثات هذه الغازات من النشاط الزراعي.^[٥][٦]