تُعد البيئة المناسبة للحيوانات أحد أساسيات بقاءها على قيد الحياة، ولكن مع تغيّر المناخ فإنّ الحيوانات لا تستطيع التكيّف مع البيئات الجديدة أو الانتقال بينها بسهولة، كما أنّ التغيّر المناخي يؤثر في الماء والغذاء والموارد الأخرى التي تحتاجها من أجل البقاء على قيد الحياة،[١] ولذلك فإنّ تغيّر المناخ أثّر في عملية انقراض الحيوانات من عدة نواحٍ، وهو ما سنناقشه في هذا المقال.
انتشار الأنواع الغريبة الغازية
يُعد انتشار الأنواع الغريبة الغازية (بالإنجليزية: Invasive alien species) من أبرز الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي وانقراض الحيوانات، وغالبًا ما يؤدي تغيّر المناخ إلى انتشار الأنواع الغازية بشكل كبير،[٢] وهي نباتات أو حيوانات أو مسببات أمراض لا تنتمي إلى بيئة معينة، ويؤدي انتشارها فيها إلى الإضرار بتلك البيئة أو الإضرار بصحة الإنسان وأنشطته الاقتصادية.[٣]
فمثلاً، يعود الموطن الأصلي لنبتة ياسنت الماء إلى أمريكا الجنوبية ولكنّها تتواجد الآن في كل قارة تقريباً باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ومن المتوقع أن تنتشر بشكل أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة، ويُذكر أنّ خطر انتشار هذه النبتة يكمن في أنّها تمتص الأكسجين المتواجد في الأنهار، مما يؤدي إلى قتل الأسماك والتقليل من أعدادها وأنواعها تدريجياً.[٢]
زيادة وتيرة وشدة الفيضانات
إن من أبرز مظاهر تغيّر المناخ ارتفاع نسبة هطول الأمطار وتكرار حدوث الظواهر الجوية المُدمّرة مثل الفيضانات، إذ إنّ تكرار حدوث الفيضانات يؤثّر سلباً على الحياة البرية والبحرية من خلال الآتي:[٤]
- تُدمّر الفيضانات بعض الأجزاء الرئيسية من النظم البيئية والموائل لبعض الحيوانات والكائنات الحية الأخرى.
- تتسبّب الفيضانات في تلوث المياه الشديد، وهذا الأثر يُعد من الآثار الدائمة طويلة التأثير، والذي يؤثر في حياة الكائنات البحرية تحديدًا.
- تتسبّب سرعة تدفق المياه وجريانها -أثناء حدوث الفيضانات- في تآكل ضفاف الأنهار وسطح التربة.
- يُمكن أن يؤدي ركود المياه المتجمعة -بعد انتهاء الفيضان- في الأماكن الجديدة إلى غرق جذور الأشجار، وهو ما يتسبب في إصابتها بالآفات أو موتها، مما يعني التأثير على غذاء الكائنات البرية وأماكن عيشها.
حدوث خلل في الشبكات الغذائية
يؤثّر تغير المناخ على الكائنات الحية والنظم البيئية عبر السلسلة الغذائية، فمثلاً؛ يؤدي ذوبان الجليد البحري المتزايد وارتفاع نسبة الحموضة في المحيط المتجمد الشمالي إلى تقليل أعداد الكريل (قريدس البحر)، مما يهدد بقاء الحيتان والبطاريق والفقمات التي تعتمد على الكريل كمصدر غذائي أساسي لها.[٢]
ويُذكر أنّ الأنواع التي تقع في بداية السلاسل الغذائية غالبًا ما تكون من بين أوائل الأنواع المتأثرة بتغيّر المناخ، ولكنّ التأثيرات الكاملة التي ينتج عنها انقراض بعض الأنواع تحتاج إلى عقود من الزمن حتى تظهر.[٢]
ارتفاع درجات الحرارة
يساهم ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغيّر المناخي في تهديد الحيوانات وزيادة نسبة انقراضها من خلال ما يأتي:[٥]
- عدم تحمّل بعض أنواع الحيوانات لدرجات الحرارة المرتفعة.
- قلة أعداد الفرائس وأنواعها التي تتغذى عليها الحيوانات المفترسة، ويعد هذا من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في انقراض بعض الأنواع.
- زيادة نسبة انتشار الأمراض بين الحيوانات.
- انخفاض أوقات نشاط الحيوانات، وبالتالي انتشار الجوع وموت بعض الأنواع.
ومن ناحية أخرى، فإنّ ارتفاع درجة حرارة المحيطات قد يؤدي إلى إحداث اضطرابات كبيرة في النظم البيئية البحرية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الشعاب المرجانية الحساسة لتغيرات درجات الحرارة، وهو ما يؤدي إلى موتها وتهديد الكائنات الحية الأخرى التي تعيش فيها.[١]
الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة تغير المناخ
فيما يأتي ذكر لأبرز الحيوانات المهددة بالانقراض نتيجةً للتغير المناخي:[٦]
- الكوالا (Koala).
- الفقمة الحلقية (Ringed Seal).
- الدب القطبي (Polar Bear).
- الببغاء الغطاس (Tufted Puffin).
- السلحفاة جلدية الظهر (Leatherback Sea Turtle).
- حريش البحر (Narwhal).
- الفراشات الملكات (Monarch Butterfly).
- البطريق الإمبراطور (Emperor Penguin).
المراجع
- ^ أ ب STEPHANIE OSMANSKI (25/11/2020), "Climate Change Affects Animals in a Truly Devastating Way", greenmatters, Retrieved 17/1/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Species and climate change", IUCN, Retrieved 17/1/2023. Edited.
- ↑ "What are Invasive Alien Species?", Convention on biological diversity, Retrieved 18/1/2023. Edited.
- ↑ "Wildlife and Climate Change", National Park Service , Retrieved 17/1/2023. Edited.
- ↑ "How does climate change cause extinction?", royalsociety, Retrieved 17/1/2023. Edited.
- ↑ "animals at risk from climate change", theglobaleducationproject, Retrieved 17/1/2023. Edited.