إضافة إلى الأنشطة البشرية الخاطئة؛ كإشعال النيران ورمي السجائر دون التأكد من إطفائها في الغابات، يعد تغير المناخ من العوامل الرئيسية المسببة لزيادة حرائق الغابات وطول مواسمها وتكرارها، إذ يؤثر تغير المناخ على درجات الحرارة والرطوبة وتوافر الأشجار والشجيرات، وهذا ما يحفِّز حرائق الغابات سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا في هذا المقال سنوضح أكثر عن مدى العلاقة بين تغير المناخ وحرائق الغابات.[١]


كيف يساهم تغير المناخ في زيادة حرائق الغابات؟

تساهم التغيرات المناخية وخاصة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في توفير الظروف الملائمة لاشتعال الحرائق من زيادة درجات الحرارة، والتخلص من الرطوبة، وزيادة نسبة جفاف التربة، وتجفيف المواد العضوية في الغطاء النباتي، ممّا يجعلها سريعة الاشتعال، بالإضافة إلى اختلال توزيع هطول الأمطار في بعض مناطق الغابات، وسرعة ذوبان الثلوج على أراضي الغابات، وتبخر رطوبتها، بالتالي تقليل فرصة حصول التربة على الرطوبة اللازمة لها، وكل هذا يزيد من فرصة اشتعال حريق الغابات وانتشاره بشكل أوسع، كما يجعل الوقت اللازم لإخماد الغابات المحترقة أطول، وهذا ما يجعل احتراقها أكثر خطورة وتوسعًا.[١][٢]


كما تلعب التغيرات المناخية دورًا في انتشار بعض الحشرات الضارة، مثل؛ خنفساء الصنوبر الجبلية، من خلال توفير الظروف المناسبة لعيشها من الدفء والجفاف، فتقوم هذه الحشرات بإضعاف الأشجار أو جفافها وموتها، وبالتالي جعل الغابات أسرع اشتعالًا بفضل أغصان الأشجار الجافة.[١][٢]


ساهمت التغيرات المناخية في نزوح الفصول وتغير أوقاتها ومدتها، وهذا بدوره زاد من فرصة حدوث حرائق الغابات؛ فبدء فصل الربيع في وقت باكر، وطول مواسم الجفاف الصيفية زاد من فترة الجفاف والحرارة، وبالتالي زيادة عملية التبخر من التربة والنباتات، وهذا ما يزيد الجفاف وفرصة احتراق الغابات.[٣]

بالرغم من أن البرق من الظواهر الطبيعية، إلا أنه من أحد أسباب احتراق الغابات من خلال الحرارة الناتجة عنه، وقد ساهمت التغيرات المناخية في زيادة فرص حدوث البرق، إذ يتوقع العلماء أن السبب يعود لظاهرة الاحتباس الحراري، ونتيجة لتكرار حدوث البرق، زادت فرص حدوث حرائق الغابات.[٤][٣]


يجدر الذكر أن درجة انتشار وحجم وتكرار حرائق الغابات تختلف حسب طبيعة المنطقة ومناخها وطرق تعامل الجهات المسؤولة عنها، بالإضافة إلى نوع الغطاء النباتي فيها وطبيعة تضاريسها وقربها من المسطحات المائية، إذ تنتشر حرائق الغابات في المناطق الأكثر دفئًا وجفافًا، مثل؛ دول البحر الأبيض المتوسط، بينما تقل في المناطق الباردة والرطبة.[٥]


كيف تؤثر حرائق الغابات على تغير المناخ؟

وبعلاقة تبادلية بين حرائق الغابات وتغير المناخ، فإن لحرائق الغابات تأثير واضح على تغير المناخ، فعند احتراق الغابات، تطلق الأشجار والنباتات المحترقة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ليتركز بنسب كبيرة فيه، ويساهم في زيادة ظاهرة الاحترار الحراري، كما يجدر الذكر أن الغابات بعد احتراقها تستمر بإطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو من خلال التحلل التدريجي للنباتات، وهذا بدوره يساهم في تغير المناخ على المستوى المحلي والعالمي.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Wildfires and Climate Change", c2es, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Here’s how climate change affects wildfires", edf, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "The science connecting wildfires to climate change", nationalgeographic, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  4. studies have shown that,lightning is linked to climate. "Explainer: The Increasing Lightning Strikes, Deaths and the Role of Climate Change", thewire, Retrieved 18/1/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Climate Change Indicators: Wildfires", epa, Retrieved 18/1/2023. Edited.