كيف يؤثر تغير المناخ على درجة حموضة التربة؟
يؤثر تغير المناخ بطرق عديدة، ولكنها غير المباشرة على درجة حموضة التربة، ويمكن ذلك في المقام الأول من خلال تأثيره في العوامل البيئية المختلفة التي تنعكس على التربة، وفيما يأتي توضيح لبعض الطرق التي يمكن أن يؤثر بها تغير المناخ على درجة حموضة التربة:[١][٢][٣]
زيادة درجة الحرارة
يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة العالمية المرتبطة بتغير المناخ إلى تسريع التفاعلات الكيميائية التي تحدث في التربة، حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة هذه إلى زيادة معدل تحلل المواد العضوية في التربة، مما يمكن أن يؤدي إلى إطلاق أحماض عضوية في التربة، وتغيير درجة حموضتها، حيث يجهلها هذا أكثر حمضية مع مرور الوقت.
تغير أنماط هطول الأمطار
يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى تحولات عديدة في أنماط هطول الأمطار، بما في ذلك هطول الأمطار بشكل أكثر كثافة، أو امتداد فترات الجفاف بمدة زمنية أطول، علمًا بأنه يمكن للأمطار الغزيرة أن تغسل الأيونات الأساسية، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، من التربة، مما يؤدي إلى تحمضها أو انخفاض درجة حموضة التربة، وعلى العكس من ذلك، يمكن لفترات الجفاف الطويلة أن تؤدي إلى زيادة تركيز الأيونات في التربة، مما يؤدي إلى زيادة درجة حموضتها، أو جعلها أكثر قلوية.
التغيرات في الغطاء النباتي
يمكن لتغير المناخ أن يؤثر في الغطاء النباتي، من خلال تغيير أنواع وتوزيع النباتات بأنواعها المختلفة في النظم البيئية، حيث تفضل بعض أنواع النباتات التربة الحمضية، بينما تزدهر أنواع أخرى منها في التربة القلوية أو القاعدية، وعلمًا بأن هذه التغيرات في الغطاء النباتي يمكن أن تؤثر بشكلٍ غير مباشر على الرقم الهيدروجيني للتربة عن طريق تغيير مدخلات المواد العضوية فيها، مما قد يؤثر على مستويات الرقم الهيدروجيني.
ارتفاع مستوى سطح البحر
تعد المناطق الساحلية أكثر عرضة من غيرها لآثار تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، فمع ارتفاع مستوى سطح البحر، يمكن أن يحدث تسرب للمياه المالحة إلى التربة الساحلية، وعادةً ما تكون المياه المالحة أكثر قلوية من المياه العذبة، وبالتالي فإن تسرب المياه المالحة إلى التربة يمكن أن يؤدي إلى رفع الرقم الهيدروجيني للتربة المتضررة.
زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون (CO2)
يمكن أن تؤثر المستويات المرتفعة لغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والذي يعد واحد من أبرز غازات الدفيئة المرتبطة بتغير المناخ، على درجة حموضة التربة، حيث إن التركيزات العالية من ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تؤدي إلى تحفيز نمو النبات، مما يؤدي إلى زيادة مدخلات المواد العضوية في التربة، ويمكن أن يؤدي تحلل هذه المواد العضوية إلى إطلاق أحماض عضوية في التربة، مما قد يؤدي إلى خفض درجة حموضتها.
الظواهر الجوية المتطرفة
يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى ظواهر مناخية وجوية متطرفة أكثر تواترًا وشدة، مثل الأعاصير وحرائق الغابات، علمًا بأنه يمكن لهذه الأحداث أن تعطل هياكل التربة وتركيباتها فعليًا، مما قد يؤثر في مستويات الرقم الهيدروجيني لها.
تعد درجة حموضة التربة عاملاً مهمًا لنمو النبات وصحة التربة بشكل عام، لذا فإن أي تغييرات في الرقم الهيدروجيني لها يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الزراعة والنظم البيئية وجودة المياه.
المراجع
- ↑ "Effects of climate change and anthropogenic activities on soil pH in grassland regions on the Tibetan Plateau", sciencedirect, Retrieved 17/9/2023. Edited.
- ↑ "Potential impacts of climate change on soil properties ", real.mtak, Retrieved 17/9/2023. Edited.
- ↑ "Climate change impacts on our soils", climatechange.environment, Retrieved 17/9/2023. Edited.
