يمكن القول بشكل عام بأنه كلما ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض ازدادت احتمالات حدوث الأعاصير المدارية، وازدادت شدتها وقوة، ويعود ذلك لعدة آثار لتغيير المناخ كزيادة الاحتباس الحراري العالمي للمناخ مثلًا، وكلما ازدادت درجات الحرارة ازدادت سرعة كثافة وشدة الأعاصير، وبالتالي سيكون من الصعب التنبؤ بحجم الدمار والمخاطر المحتمل، وفي هذا المقال سنوضح كيف يؤثر تغير المناخ على شدة وقوة الأعاصير.[١][٢]


تأثير تغير المناخ على شدة وقوة الأعاصير

يؤثر تغير المناخ بآثاره والاضطرابات الجوية الناتجة عنه في شدة وقوة الأعاصير، ويجعلها أكثر تدميرًا مما هو متوقع، وفيما يلي سنوضح كيفية تأثير تغير المناخ بظواهره المختلفة على شدة وقوة الأعاصير:[٣][٤]


تزيد درجات الحرارة المرتفعة لمياه المحيطات من شدة الأعاصير

يؤدي تغير المناخ كما تحدثنا مسبقًا لعدة آثار واضطرابات جوية ومن بينها ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيطات والتي تساهم بدورها في تغذية الأعاصير لتجعلها أكثر قوة وشدة، إذ تزداد نسبة التبخر مع ازدياد درجات الحرارة، وتنتقل هذه الحرارة الزائدة من المحيطات إلى الهواء الذي يعد مكونًا أساسيًا في الأعاصير، وفي أثناء انتقال العواصف في هذه المحيطات الحارة؛ تمتص نسبًا أكبر من بخار الماء والحرارة، مما يجعل رياح العواصف أقوى، مرفقة مع أمطار غزيرة، واحتمالية حدوث الفيضانات بنسب أعلى.


يؤثر الازدياد المستمر لارتفاع مستوى سطح البحر في شدة الأعاصير

ترتفع مياه سطح البحر عن مستوياتها الطبيعية بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري، فتتوسع مساحة المحيطات الدافئة مع ذوبان الجليد على اليابسة مما يزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر، وتكون موجات العواصف أكثر حدة عندما تدفع هذه المياه المرتفعة للداخل، أي يعمل ارتفاع مستوى سطح البحري غير الطبيعي على دفع المياه إلى الداخل أثناء العواصف التي ترافق الأعاصير، وحينها تكون الأعاصير أكثر تدميرًا فقد تنهار العديد من السدود، بالإضافة إلى تدمير بعض البنى التحتية التي تتأثر بشكل مباشر بالأعاصير.


تزيد درجات الحرارة من قوة وسرعة الأعاصير

تزداد سرعة وقوة الأعاصير بازدياد درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، وقد تشتد وتقترب من اليابسة وحينها قد تفوق الأضرار التوقعات والاحتمالات، ويعود سبب انخفاض هذه الأعاصير للرياح التي تقود الأعاصير والتي تتحرك بشكل أبطأ في المناخات الدافئة والتي تكون درجات الحرارة فيها مرتفعة، فتزداد كثافة الأعاصير وسرعة اقترابها من اليابسة.


تساهم التغيرات في الغلاف الجوي بزيادة مدة الأعاصير

تعمل التغيرات في الغلاف الجوي مثل ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي مثلًا في إطالة مدة الأعاصير، وتصبح تنتقل بشكل أبطأ من المعتاد، وقد تقف بعض الأعاصير في المناطق الساحلية وتلحق العديد من الأضرار بزيادة معدلات هطول الأمطار، وتزيد من فترات هبوب الرياح العاتية، وتزيد من شدة العواصف وتجعلها أكثر تدميرًا لكل ما تواجهه أمامها.


يُغير الاحتباس الحراري في نمط وحركة الأعاصير الاستوائية

تساهم ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن تغير المناخ في زيادة الحرارة في خطوط العرض الوسطى مما يؤدي إلى تغير في نمط الأعاصير، وحدوث المزيد من الأعاصير عن خطوط العرض العليا، وقد يؤدي هذا التغير إلى المزيد من الأضرار والدمار في الممتلكات والبنى التحتية، والمزيد من الخسائر البشرية أيضًا، إذا ما لم تتدارك كيفية تغير مسارات وأنماط الأعاصير بشكل سريع ومتواصل.


المراجع

  1. "A Force of Nature: Hurricanes in a Changing Climate", nasa, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  2. "How climate change is making hurricanes more dangerous", yaleclimateconnections, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  3. "Hurricanes and Climate Change", c2es, Retrieved 10/5/2023. Edited.
  4. intensifies as temperatures rise,when the storms hit land. "How climate change makes hurricanes more destructive", edf, Retrieved 10/5/2023. Edited.