كيف تؤثر التغيرات المناخية على الاقتصاد

التغير المناخي (بالإنجليزية: Climate Change) هو مجموعة التغيرات التي تتأثر بها أحوال الطقس، في أحد المناطق في العالم، أو في كوكب الأرض ككل، ويشير هذا المصطلح أيضًا إلى التغيرات التي تتأثر بها المحيطات، واليابسة، والصفائح الجليدية، وتستمر تأثيرات ظاهرة التغير المناخي لفترة طويلة من الزمن، تمتد لسنوات أو حتى عقود، ويؤثر التغير المناخي على مختلف مجالات وقطاعات الحياة، بما في ذلك، على سبيل الذكر لا الحصر، البيئة، والزراعة، والغذاء، كما يطال تأثيره أيضًا الاقتصاد؛ فتغير المناخ يُلحق أضرارًا كبيرة في اقتصادات جميع الدول، بما في ذلك الدول التي تنبعث منها الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والدول الأخرى التي لا تنبعث هذه الغازات منها،^[١][٢] ووفقًا لموقع المنتدى الاقتصادي العالمي (بالإنجليزية: World Economic Forum)‏، تشير نتائج بحثٍ حول هذا الموضوع أنّ هناك احتماليةٌ بأن يفقد الاقتصاد العالمي ما نسبتهُ 10% من قيمته الاقتصادية الإجمالية في العام 2050، نتيجة تأثيرات التغير المناخي،^[٣] وفي العناوين التالية من هذا المقال نوضح عددًا من أبرز تأثيرات التغيرات المناخية على الاقتصاد:^[٤][٥]

تهديد الأعمال التجارية

إنّ الإبقاء على مشكلة التغير المناخي من دون حل سيهدد الأعمال التجارية في جميع أنحاء العالم، فحدة أحوال الطقس وصعوبتها سيُسبب الدمار والتعطيل لعدد من العناصر المهمة التي يعتمد عليها الاقتصاد، بما في ذلك النقل، والبُنى التحتية، ونقل المنتجات والخدمات إلى العملاء من الموردين (سلسلة التوريد)، والمصانع، بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي ارتفاع تكلفة المياه بسبب الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج والمواد الخام؛ الأمر الذي يؤثر على أسعار السلع، وإقبال الناس عليها.

تأثر قطاع السياحة

يعتمد النمو الاقتصادي في أحد جوانبه على انتعاش قطاع السياحة،^[٦] غير أنّ تأثيرات التغير المناخي قد تؤدي إلى انهيار هذا القطاع، وبالتالي تضرر اقتصادات الدول التي تعتمد عليها، فالتغير في المناخ يرافقه ذوبانٌ للثلوج والجليد، مما يؤثر سلبًا على الدول التي تنشط فيها السياحة الشتوية، أما المناطق التي تعتمد فيها السياحة على أنشطة المياه الترفيهية وصيد الأسماك، فيُمكن أن تصبح المياه فيها غير مناسبة لهذه الأنشطة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والتي تؤدي إلى تكاثر الطحالب السامة في المياه، أضف إلى هذا أنّ الاقتصاد قد يتدهور كذلك في المناطق السياحية التي تعاني من حرائق الغابات، وارتفاع مستوى سطح البحر.

فقدان الدخل

تُشير التوقعات إلى أنه إذا استمرت درجات الحرارة، الناجمة عن التغير في المناخ، بالارتفاع، فإنّ هذا سُسبب موت الكثير من الناس، إلى جانب ترتب خسائر اقتصادية سنوية ترتبط بالوفيات، وخسائر اقتصادية أخرى سببها إصابة الأفراد بالأمراض والحساسية المرتبطة بتأثيرات التغير المناخي، من درجات حرارة مرتفعة، وهطول غزير للأمطار، وانتشار للحشرات، كما من المحتمل أن تتسبب هذه التأثيرات بإعاقة النشاطات الاقتصادية المُدرة للدخل، وبإعاقة الإنتاجية، مما سيؤدي إلى فقدان الفئات التي تعتمد على هذه النشاطات لدخلها نتيجةً لذلك.

تهديد البنية التحتية

البنية التحتية (بالإنجليزية: Infrastructure) هي مجموعة الأنظمة والمرافق الأساسية التي تخدم منطقة، أو مدينة، أو دولة معينة، ومن الأمثلة عليها المدارس، ومحطات الطاقة، وأنظمة الاتصالات، ووسائل النقل، ويعتمد الاقتصاد وازدهاره إلى حدٍ كبير على البنية التحتية وما توفره، ولهذا فإن تعرضها للأخطار الناجمة على التغيرات المناخية يُضر بالاقتصاد، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر المُسبب للفيضانات؛ فهي تُسبب تعطلاً في البنية التحتية، يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة، ومن الأمثلة الأخرى على تأثيرات التغير في المناخ على البنية التحتية ارتفاع درجات الحرارة، التي يرافقها أيضًا خسائر اقتصادية ضخمة نتيجة الحاجة إلى صيانة ما يتعرض للضرر على إثرها، من طرق، ومطارات، وغيرها.^[٧][٨]

تدهور الزراعة

يُعتبر القطاع الزراعي جزءًا من الاقتصاد، ولهذا فالاقتصاد يتأثر بتأثره بالتغيرات المناخية، فمثل هذه التغيرات تُسبب خسائر اقتصادية كبيرة، نتيجة للتدهور الذي تشهده كلٌ من إمدادات الغذاء، ونشاط الأسواق، وحجم المحاصيل، وأسعار المزروعات، ومن الأمثلة على تأثيرات التغير المناخي التي يتعرض لها القطاع الزراعي، وتؤثر بدورها على الاقتصاد، الهطول الشديد للأمطار المُسبب للفيضانات، والتي تعمل على جرف الحقول وإغراق المواشي، بالإضافة إلى تسبب ارتفاع درجات الحرارة بالحرائق، وانتشار الآفات، وشح المياه.

الهجرة الجماعية

تتسبب التغيرات المناخية في هجرة الناس من المناطق المتأثرة بها، كون مثل هذه المناطق قد تعاني كوارث طبيعية، أو موجات جفاف، أو فيضانات، مما يدفعهم للانتقال إلى أماكن أكثر استقرارًا، ويترتب على هذا الأمر خسائر اقتصادية كبيرة، كما يعتبر مؤشرًا على وجود مشكلة انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي تتدفق منها الهجرات، وكل هذا بسبب تأثيرات التغير في المناخ.