ثوران البراكين ظاهرة طبيعية تحدث بين الحين والآخر، من خلال تعرض الصخور المنصهرة الموجودة في باطن الأرض لدرجة معينة من الضغط والحرارة العاليين، مما يؤدي إلى صعودها للأعلى وانفجارها، ولكن تتطلب هذه العميلة آلاف السنين لتطور وتنفجر،[١] ومع أنها من الظواهر الخطيرة على الإنسان وجميع الكائنات الحية على كوكب الأرض إلا أنه لا يمكن التحكم بها أو السيطرة عليها والتخفيف من آثارها، ولكن التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض الذي سببه الإنسان على مر السنوات له سبب أساسي في ثوران البراكين وتحريضها، فتغير المناخ يسبب ارتفاع في درجة حرارة الأرض والمحيطات الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة معدل ثوران البراكين وزيادة حجم انفجاراتها.[٢]


أثر تغير المناخ على ثوران البراكين

أشارت الدراسات إلى وجود رابط وثيق بين تغير المناخ وثوران البراكين، ويكون ذلك من خلال ظاهرتين أساسيتين، الأولى هي ذوبان الجليد، فأجريت أبحاث حول البراكين الموجودة في المناطق الجليدية مثل آيسلندا، وتبين وجود نشاط بركاني عالٍ في المنطقة بالتزامن مع ذوبان الجليد في نهاية العصر الجليدي الأخير، وبتلك الفترة كانت معدل ثوران البراكين أعلى بحوالي 100 مرة مقارنة بالفترات الجليدية السابقة، وتبين أيضًا أن انفجارات البراكين كانت أصغر عندما كان الغطاء الجليدي أكثر سمكًا، وليس ذوبان الأنهار الجليدية السبب الوحيد في انفجار البراكين، وإنما تغير الطقس له دور أيضًا،[٢] فوجدت دراسة أخرى أن تغير المناخ وما ينتج عنه من ارتفاع في درجة حرارة الأرض والغلاف الجوي سيزيد من آثار الانفجارات البركانية الكبرى،[١] ومن ناحية أخرى سيؤدي تغير المناخ إلى تسريع نقل المواد البركانية من المناطق المدارية إلى خطوط العرض العليا وبالتالي ستؤثر هذه المواد التي تسمى بالكبريتات البركانية على الكائنات الحية الموجودة على الأرض.[٣]


الرابط بين ذوبان الأنهار الجليدية وانفجار البراكين

على الرغم من أن العلماء لم يفهموا تأثير ذوبان الأنهار الجليدية على البراكين إلا أنهم وضعوا فرضية منطقية لذلك، فيعتقد العلماء أن الأنهار الجليدية تمارس ضغطًا ووزنًا كبيرة على سطح الكرة الأرضية مما يشكل ضغطًا على الصهارة الموجودة بباطن الأرض، وبالتالي تمنعها من التدفق والحركة بحرية، وعندما تذوب الأنهار الجليدية سيقل الضغط على سطح الأرض، مما يسمح للصهارة بإمكانية الحركة والتدفق من باطن الأرض إلى سطحها وبالتالي تزيد فرصة انفجارها ويصبح أسهل.[٤]


الرابط بين غزارة الأمطار وثوران البراكين

يؤدي تغير المناخ إلى شدة الاضطرابات المناخية، وبالتالي يؤدي إلى زيادة العواصف والأمطار الغزيرة جدًا، ويعتقد بوجود رابط بين حدة وكثرة أحداث الطقس ونشاط البراكين، وظهر ذلك واضحًا في ثوران بركان جبل سيميرو في إندونيسيا الذي حدث في كانون الأول من عام 2021، ورجح العلماء أن سبب انفجاره هو الأمطار الغزيرة التي حصلت وأدت إلى زعزعة استقرار قبة الحمم البركانية في فوّهة البركان، مما أدى إلى انهيار قبته، الأمر الذي قلل من الضغط الموجود على الصهارة وأدى إلى اندلاع البركان وثورانه.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "How climate change impacts volcanic activity", sustainability-times, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "A VOLCANO IS ERUPTING AGAIN IN ICELAND. IS CLIMATE CHANGE CAUSING MORE ERUPTIONS?", preventionweb, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  3. "Climate change will transform cooling effects of volcanic eruptions, study suggests", cam.ac, Retrieved 7/2/2023. Edited.
  4. "Get Ready for More Volcanic Eruptions as the Planet Warms", scientificamerican, Retrieved 7/2/2023. Edited.