يعد الزئبق من أكثر أنواع المعادن السامة وأكثرها شيوعًا، ويشكل هذا المعدن تهديدًا كبيرًا على الصحة بشكل عام وخاصةً عندما يكون في الأنظمة البيئية البحرية وعندما يتواجد بتركيزات ضارة للغاية في أنواع الأسماك التجارية المختلفة إذّ يؤثر على الدماغ بشكل أساسي على الجهاز العصبي لدى الإنسان، ومما سنختص في الحديث عنه في هذا المقال هو كيفية تأثير تغير المناخ ببعض ظواهره في ارتفاع نسبة الزئبق السام في الأسماك، إذّ يبدأ الأمر من خلال ازدياد نسبة الزئبق بالغلاف الجوي نتيجة الانبعاثات الصناعية فيه والتي ازدادت منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتعد هذه الانبعاثات أحد العوامل الأساسية لتغير المناخ، وفي هذا المقال سنوضح بشكل مفصل كيف يساهم تغير المناخ في زيادة نسبة الزئبق في الأسماك بشكل مُفصل.[١][٢]
أثر تغير المناخ على ارتفاع نسبة الزئبق السام في الأسماك
نوضح فيما يلي كيفية تأثير تغير المناخ على ارتفاع نسب معدن الزئبق السام في الأسماك التي تعد من أهم العناصر الغذائية للبشر، وأهمها في التنوع البيئي البحري:[١][٢]
حرائق الغابات وارتفاع نسبة الزئبق السام في الأسماك
يساهم تغير المناخ في تسريع عمليات إطلاق معدن الزئبق في البيئات البحرية والمائية والتي كانت تحدث على مدى قرون أو عقود، لأن الزئبق المتواجد في الغلاف الجوي الأرضي يبقى عادةً مُنحصرًا بين التربة والنباتات ويتم إطلاقه ببطء وعلى فترات زمنية طويلة، ولكن قد ساهمت ظواهر التغير الجوي المختلفة مثل حرائق الغابات في تسريع عمليات إطلاق الزئبق السام في الغلاف الجوي، ومن ثم يهطل مع الأمطار على البيئات المائية المختلفة ويساهم في ارتفاع الزئبق السام في الأسماك.
تعرية التربة وارتفاع نسبة الزئبق السام في الأسماك
تعد التربة أحد أكبر المخازن لمعدن الزئبق الناتج عن عمليات صناعية بشرية، وتساهم بعض ظواهر تغير المناخ مثل حدوث العواصف بشكل متكرر وعلى فترات زمنية طويلة والتي بدورها تزيد من تفاقم تعرية التربة في إطلاق الزئبق في العديد من البيئات المائية مثل الأراضي الرطبة، والمحيطات، والمجاري المائية، وحينها تتراكم نسب عالية من معدن الزئبق السام بشكل بيولوجي في الأسماك، ويجعلها ضارة للاستهلاك البشري وتؤثر على الصحة بشكل كبير.
ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الزئبق السام في الأسماك
يؤدي الطقس المضطرب والقاسي الناجم عن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة بنسب عالية جدًا إلى ازدياد نسب الجفاف الأرض وخاصةً في مناطق خطوط العرض الوسطى؛ حينها ستزداد الحرائق في هذه المناطق التي تحتوي على مساحات شاسعة من الغابات والأراضي العشبية التي تُخزن معدن الزئبق بنسب كبيرة على مدى فترات زمنية طويلة، وبما أن هذه المناطق ستشهد حرائق متكررة فإن نسب معدن الزئبق ستنطلق بكميات إضافية في الغلاف الجوي وسيهطل مع الأمطار على البيئات والموائل المائية التي تعيش بها الأسماك وتزداد نسبة الزئبق السام فيها.
ارتفاع درجة حرارة المحيطات وارتفاع نسبة الزئبق السام في الأسماك
تزيد درجات الحرارة المرتفعة للمحيطات الناجمة عن تغير المناخ في زيادة نشاط حركة الأسماك وازدياد حاجتها للغذاء تعويضًا للطاقة المهدورة لتبقى على قيد الحياة، مما يعني زيادة استهلاك الأسماك للمزيد من الفرائس الأخرى وزيادة استهلاك الزئبق المتواجد فيها، فتزداد نسب الزئبق في الأسماك التي يتم اصطيادها في النهاية.[٣][٤]
المراجع
- ^ أ ب "Climate Change Increases Atmospheric Mercury Pollution", saludsindanio, Retrieved 5/6/2023. Edited.
- ^ أ ب "Toxic mercury in fish rising with climate change and overfishing", reuters, Retrieved 5/6/2023. Edited.
- ↑ "Climate change and overfishing are increasing toxic mercury levels in fish, study says", cbsnews, Retrieved 5/6/2023. Edited.
- ↑ "Impact of Ocean Warming, Overfishing and Mercury on European Fisheries: A Risk Assessment and Policy Solution Framework", frontiersin, Retrieved 5/6/2023. Edited.