تأثير التكنولوجيا الحيوية الزراعية على تغير المناخ

تغير المناخ (بالإنجليزية: Climate change) هو تلك التغيرات، التي تمتد لفتراتٍ زمنية طويلة، وتتعرض لها كلٌ من أنماط الطقس ودرجات الحرارة على الصعيد العالمي، نتيجة زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتراكمها في الغلاف الجوي وإحاطتها به، وتسببها بحبس حرارة الشمس فيه، وبالتالي رفع درجة حرارة كوكب الأرض، وتعتبر الأنشطة البشرية المُسبب الرئيس لزيادة نسب هذه الغازات، كالميثان وثاني أكسيد الكربون، ومن الأمثلة على هذه الأنشطة حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، ومعالجة النفايات، بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية، وللتغير المناخي عواقب كارثية، مثل العواصف، والفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وحرائق الغابات، وموجات الجفاف، وبسبب هذه الكوارث وتأثيراتها، تُبذل الجهود لإيجاد حلول تساهم في التقليل من والتكيف مع تغير المناخ، ومن الأمثلة على هذه الحلول التكنولوجيا الحيوية الزراعية، والتي نستعرض مفهومها، إلى جانب دورها في التأثير على تغير المناخ، من خلال التقليل من تداعياته وآثارها، إلى جانب مساهمتها في التكيف معه، في العناوين التالية:[١][٢]


مفهوم التكنولوجيا الحيوية الزراعية على تغير المناخ

التكنولوجيا الحيوية الزراعية (بالإنجليزية: Agricultural biotechnology) هي مجموعة من التقنيات والأساليب العلمية التي يتم تطبيقها بغرض تحسين وتطوير كل من الكائنات الحية الدقيقة، والحيوانات، والنباتات؛ حيث يقوم فيها العلماء، وبناءً على عملهم على الحمض النووي، بتطوير طرقٍ وحلول تُساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية، ويركزون في جهودهم هذه على تحديد الجينات التي يمكن استخدامها لمنح بعض المحاصيل مزايا ذات فائدة؛ الأمر الذي يمكن على أساسه تحسين الثروة الحيوانية والمحاصيل، وفي سياقٍ متصل، يشير مفهومٌ آخر للتكنولوجيا الحيوية الزراعية على أنها توظيف الاكتشافات الحديثة، والتقدمات التقنية، في البيولوجيا، مثل الهندسة الوراثية (بالإنجليزية: Genetic Engineering)، لإدخال تعديلات على كلٍ من العمليات والمنتجات الزراعية، وتشمل هذه التعديلات تغيير خصائص الحيوانات والنباتات لتحسين قدراتها، فمثلاً، يتم من خلال التكنولوجيا الحيوية الزراعية إدخال أحد الجينات المأخوذة من نباتٍ ما، يمتاز بأنه مقاومٌ للآفات والأمراض، في محاصيل أخرى بغرض زيادة مقاومتها للأمراض، أو يتم مثلاً أخذ جين من نبات يمتاز بأنه قادرٌ على النمو في ظروف الجفاف، وإدخاله في نباتات أخرى لجعلها هي الأخرى قادرةً على تحمل مثل هذه الظروف القاسية.[٣][٤]


التكنولوجيا الحيوية الزراعية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة

كما وضحنا سابقًا، تعتبر التكنولوجيا الحيوية الزراعية حلاً للتكيف مع التغير المناخي، وللحد منه ومن تأثيراته، وذلك من خلال عدة تطبيقات وطرق، تُساهم في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (غازات الدفيئة)، التي تعتبر المُسبب الأساسي للتغير المناخي، مثل توليد الوقود الحيوي من محاصيل التغطية أو محاصيل تغطية التربة (بالإنجليزية: Cover crop)، بالإضافة إلى تقليل نفايات الطعام التي تتسبب بانبعاث هذه الغازات، من خلال زراعة محاصيل خضروات وفواكه تبقى طازجة لأطول فترة، وبالتالي لا يكون هناك حاجة لهدرها والتخلص منها كنفايات، علاوة على ذلك، يقوم الباحثون باستخدام التكنولوجيا الحيوية الزراعية بتطوير طرقٍ يمكن من خلالها استغلال الميكروبات والأشجار لتقوم بامتصاص الكميات الزائدة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهذا الغاز هو الآخر من غازات الدفيئة، والتقليل منه يساعد على الحد من التغير المناخي وتأثيراته.


التكنولوجيا الحيوية الزراعية لتقليل تأثيرات التغير المناخي على الحيوانات والنباتات

أما بالنسبة لدور التكنولوجيا الحيوية الزراعية في التكيف مع الضغوطات والتداعيات التي تنجم عن التغير المناخي؛ فهذه التكنولوجيا تساعد مربي الحيوانات والنباتات في تطوير أنواعٍ قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة التي تفرضها ظاهرة التغير المناخي، والتي منها الأمراض والأوبئة الجديدة، وارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، ومن الأمثلة على المساهمات الفعلية التي تلعب فيها التكنولوجيا الحيوية الزراعية دورًا تطوير محاصيل زراعية تتسم بقدرتها على مقاومة الجفاف، مثل القطن، وفول الصويا، والطماطم، والأرز، والقمح، وفي المناطق المعرضة للجفاف في الولايات المتحدة الأمريكية، يتم زراعة محاصيل زراعية، تمّ تطويرها باستخدام الهندسة الوراثية لتصبح مقاومةً للجفاف، مثل الذرة، كما أنّ هناك دولاً وافقت على زراعة القمح المقاوم للجفاف على أراضيها، وهي البرازيل والأرجنتين، أما بالنسبة لمساهمة التكنولوجيا الحيوية الزراعية في تقليل تأثيرات التغير المناخي على الحيوانات، فأحد جوانبها يعتمد على التحرير الجيني (بالإنجليزية: Genome Editing)، والذي يُعرف على أنه طريقة يقوم العلماء من خلالها بإجراء تغييرات على الحمض النووي الخاص بالعديد من الكائنات الحية، كالبكتيريا، والحيوانات، والنباتات،[٥] ويستخدم العلماء هذه الطريقة ضمن تطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية لإحداث تغيرات أيضية على الماشية، بالإضافة إلى جعل شعر الماشية قصيرًا؛ الأمر الذي يجعلها أكثر تحملاً لدرجات الحرارة المرتفعة، وقادرة على التكيف في الظروف الحارة.


المراجع

  1. "Agricultural Biotechnology: A Vital Tool to Address Food Security and Climate Change", agrilinks, Retrieved 23/2/2023. Edited.
  2. developed with agricultural biotechnology,longer and reduce food waste. "Biotechnology and Climate Change", usda, Retrieved 23/2/2023. Edited.
  3. pros of agricultural biotechnology,, the environment, and biodiversity. "Agricultural Biotechnology and its pros and cons", agrihunt, Retrieved 23/2/2023. Edited.
  4. ABSPII Cornell University, Agricultural Biotechnology, Page 1. Edited.
  5. editing is a method,eye color, and disease risk. "What is genome editing?", genome, Retrieved 23/2/2023. Edited.