تُمارس في عالمنا العديد من الأنشطة البشرية التي ينجم عنها انبعاثاتٌ ضارة، تخلف تأثيراتٍ بيئية ومناخية جسيمة، مثل حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، وإطلاق المواد الكيميائية في الجو، والأنشطة الزراعية، والأنشطة الصناعية، وتتراكم هذه الانبعاثات في الغلاف الجوي، وتحيط به؛ مما يجعلها تحبس حرارة الشمس في كوكب الأرض، وبالتالي تتسبب بارتفاع درجات الحرارة العالمية (الاحترار العالمي) بالإضافة إلى تغير المناخ،[١][٢] ولهذا، تبذل العديد من الجهات مساعٍ جادة للحد من هذه الانبعاثات وتأثيراتها، ومن الأمثلة على الحلول التي تمّ التوصل إليها، استخدام تقنيات الأقمار الصناعية في تقليل الانبعاثات، وعلى الموقع الرسمي للمنتدى الاقتصادي العالمي (بالإنجليزية: World Economic Forum)، يرد تقريرٌ قائمٌ على أحد الأبحاث المنشورة من قبل شركة إنمارسات (بالإنجليزية: Inmarsat)، وهي شركة بريطانية متخصصة بالاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ويذكر هذا التقرير عددًا من الحلول التي تقدمها تقنيات الأقمار الصناعية للحد من الانبعاثات الناجمة عن عددٍ من الأنشطة البشرية، وفيما يلي، استعراضٌ لهذه الحلول وفق ما يرد في التقرير المشار إليه أعلاه:[٣][٤]


تقليل انبعاثات حركة الملاحة الجوية

تُشير التقديرات إلى أنّ حجم الانبعاثات الصادرة عن حركة الملاحة الجوية (الطيران) تبلغ 920000 طن، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول العام 2050 نتيجة تزايد استخدامها، ولكن تقنيات الاتصالات المعتمدة على الأقمار الصناعية يمكن أن تقلل من هذه الانبعاثات، من خلال تزويد المراقبين الجويين بالمعلومات المطلوبة عن أكثر مسارات الطيران كفاءة، وأقصرها مسافة، والتي توفر من استهلاك الوقود في الطائرات، وبالتالي تُساهم في التقليل من حجم الانبعاثات.


الحد من انبعاثات السكك الحديدية

بالنسبة لدور تقنيات الأقمار الصناعية في الحد من انبعاثات السكك الحديدية، فهو يتمثل بما تقدمه هذه التقنيات من بيانات بشكلٍ مسبق، يُساعد على التخطيط للرحلات عبر السكك الحديدية، والعمل على تحسينها، من خلال الاستفادة من هذه البيانات في زيادة كفاءة استخدام الطاقة، في حالة القطارات الكهربائية، واستخدام الوقود، في حالة أنواع القطارات الأخرى التي تعتمد عليه في مسيرها، وفي كلتا الحالتين، يُساهم هذا الأمر في تقليل نسب الانبعاثات الصادرة من قطاع السكك الحديدية.


تحسين كفاءة الملاحة البحرية

عند النظر إلى حجم الانبعاثات الصادرة عن النقل البحري (الانبعاثات البحرية)، نجد أنّ حجمها السنوي يبلغ 1100000 طن، وهذا الرقم هو الآخر معرضٌ للارتفاع بحلول العام 2050 بنسبة 90%-130%، وبالنسبة لدور تقنيات الأقمار الصناعية في التقليل من هذه الانبعاثات، فهي تتمثل في أنظمة القيادة الآلية، التي تقوم بالتحكم بسرعات السفن لتبحر بوتيرة يصدر عنها انبعاثاتٌ أقل من الكربون، بالإضافة إلى اختيار هذه الأنظمة للمسارات ذات التأثير الكربوني الأقل، والتي تُساهم في توفير استهلاك الوقود بنسبة 1.6%، فضلاً عن ذلك، تزود تقنيات الأقمار الصناعية طواقم السفن ببياناتٍ تتعلق بأداء السفن، وأوضاع القطع فيها، واستهلاك زيت الوقود، إلى جانب تزويدها لهم بتقارير تتعلق بالمشاكل الميكانيكية، أو أي مشاكل أخرى، يمكنهم التعامل معها بشكلٍ استباقي، وبالتالي تحسين كفاءة عمل السفن المستخدمة بشكل عام.


دعم استخدام الأراضي والقطاع الزراعي

تُشير التقديرات إلى أنّ توظيف تقنيات الأقمار الصناعية في مجال استخدام الأراضي والزراعة يمكن أن يُساهم بالتخلص انبعاثات يبلغ حجمها 300000 طن، وفي حال تمّ تبني وتطبيق هذه التقنيات على الصعيد العالمي، يمكن أن تصل كمية الانبعاث التي يتم التخلص منها إلى 1900000 طن؛ حيث توفر هذه التقنيات حمايةً للغابات، وتتيح التوجه إلى الزراعة الدقيقة، المعتمدة على عدة أشكال من التكنولوجيا، بما في ذلك نظام التموضع العالمي (GPS)، والأقمار الصناعية، بالإضافة إلى ذلك، تُساهم تقنيات الأقمار الصناعية في تقليل الانبعاثات الصادرة من القطاع الزراعي واستخدام الأراضي من خلال تقنيات إنترنت الأشياء (بالإنجليزية: Internet of Things - IoT)، المتصلة اتصالاً مباشرًا بالأقمار الصناعية، والتي تعمل على توظيف أجهزة الاستشعار الذكية (الحساسات الذكية) لزيادة الإنتاجية ولتقليل النفايات، كما توظف الجرارات ذاتية القيادة، وأنظمة الري الآلية، لإدارة الأراضي واستغلالها بأفضل وجه.


التحكم بتسرب غاز الميثان

في العام 2019، ساهم إنتاج الوقود الأحفوري بانبعاثاتٍ بلغت نسبتها، من إجمالي انبعاثات قطاع الطاقة، 18%، وقد لعب تسرب غاز الميثان دورًا أساسيًا في تكوين أرقام هذه النسبة، ولكن ولحسن الحظ، يمكن التقليل من حجم هذه الانبعاثات بفضل تقنيات الأقمار الصناعية، والتي تتيح استخدام صور الأقمار الصناعية، وأجهزة استشعار الغاز (حساسات الغاز)، والطائرات المسيرة (طائرات بدون طيار)، والكاميرات التي تعمل عن بعد، ونظام التموضع العالمي (GPS)، وغيرها من التقنيات، والتي تُساعد في اكتشاف التسرب عن بعد، وبالتالي تقليل حجم الانبعاثات، والأثر البيئي، الذي يُخلفه إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة يمكن أن تصل إلى 10%.


المراجع

  1. "greenhouse gas", britannica, Retrieved 22/2/2023. Edited.
  2. fossil fuels, releasing chemicals,balance of the climate system. "6 c Human activities have increased GHG levels and altered global climate patterns", climate, Retrieved 22/2/2023. Edited.
  3. "5 ways satellite technologies can help reduce emissions", weforum, Retrieved 22/2/2023. Edited.
  4. "Can space help save the planet?", inmarsat, Retrieved 22/2/2023. Edited.